محمد عبدالواحد
محمد عبدالواحد


الخروج عن الصمت

كيف عرفته (2 من ٣)

الأخبار

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 07:52 م

محمد عبدالواحد

وادى الذكريات المسمى بالديسك المركزى فى أى جريدة كان محور كلامى المرة السابقة حيث يدرك بعض من يعملون بمهنتنا العظيمة ويتعرفون على أساتذة من أصحاب القامات الرفيعة ويكتسبون خبرة وفن التعامل مع البشر جميعا من خلال الاحتكاك والتعلم من هؤلاء ثم اختيار أصحاب الفضل الذين تستطيع أن تقترب منهم أو تنأى بنفسك عنهم. وبالطبع سمعت كثيرا عن صديقى المرحوم محمد أبو ذكرى وما فعله من أجل عشقه لهذا المكان لدرجة جعلت هذا الجسم النحيل والقلب العليل أن يقف فى وجه كبار يتحدى فيهم المصلحة العامة فى وقت آثر فيه الكثير السلامة ونأى بنفسه عن المشاكل لدرجة ان شابا من الشباب كان يطلق عليه سبارتاكوس محرر العبيد.
لكن اللقاء الفعلى والتعرف بالزميل العزيز تم عندما لزمت باب الأستاذ بصيلة فى انتظار أستاذى الأستاذ عبدالقادر الذى لولاه ماهدأت العاصفة وتعرف بى الأستاذ عصام. ومن بشاشة وجه أخى شعرت بالراحة وأنك بالفعل اكتسبت أخا لم تلده أمك ولم تكن كلمة اخيك محمد أبو ذكرى فى بداية التعريف كلمة عفوية بل كانت تحمل معناها بصدق.
ولم تمض ثوان إلا ويطرق الباب زائر وسرعان ما ينهض الزميل للترحيب به وسماعه جيدا ثم يليه آخر فهو لا يستمع فقط بل كان يجود بما يجود به الخيرون دائما وسبحان الله ينتهى من الحديث معهم ولا يعود للخوض فيما تحدث بل يقول لى : أين توقفنا يااستاذ فأنا الراوى لأكمل الحكى عن هذا وعن تلك يستمع وينصت ويقول لى: حاول جيدا ان تكسب ود الجميع وألا تنجرف لمعارك لا تغنى ولا تسمن من جوع حتى وإن كنت ماهرا فى مهنتك فأمامك مثال على هذا ويشير الى نفسه.
ثم يزيد فى النصح فيقول: المدرسة هنا تعتمد على السمع والطاعة فلا يعنيهم أن تكون من أصحاب القدرات وانت تصطدم بهم فى كل نقطة صغيرة كانت أو كبيرة. هنا ضحكت بصوت مرتفع وقلت له : أفعل ذلك من أجل الانتماء فابتسم ولم ينطق بكلمة.
وأردت أن أعرف معنى الكلمة الذى أطلقها عليه هذا الشاب الذى يسمى بالنابغة وسط زملائه ممن هم فى سنه وكيف كانوا يفتخرون به ويقولون بأن عينيه دائما تقع على الخطأ لتصويبه وهى كلمة سبارتاكوس.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة