الملك فاروق
الملك فاروق


أسرار توقيع الملك فاروق وثيقة تنازله عن عرش مصر

حاتم نعام

الأحد، 29 أغسطس 2021 - 10:29 م

دق جرس التليفون في غرفة رفعة علي ماهر في فندق سان ستيفانو وكان المتحدث هو الملك السابق فاروق يقول أن الجيش يهاجم القصر من ناحية الجراجات وأن مدافع أطلقت قذائفها وأن النجومي باشا ذهب يستفهم عما حدث فأخذه الجيش أسيرا وأسرع رفعة علي ماهر إلى قصر رأس التين وكان الملك ينتظره وروى له ما حدث وتدخل لوقف إطلاق النار ثم ذهب الى مكتبه في بركلي واستقبل اللواء محمد نجيب حسب موعد متفق عليه، وسلم محمد نجيب انذار الجيش للملك بالنزول عن العرش .


وقال علي ماهر سأتولى المسألة بنفسي وذهب الى القصر وقابل الملك وطلب اليه ان ينزل عن العرش وقال فاروق أنا لست جبانا .. انا عندي عددا من الحرس ولديه مدافع أكبر من مدافع الجيش المصري، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في الثاني من أغسطس 1952.


فقال علي ماهر : هذا ليس هو الموضوع المسألة ليست أن الجيش عنده كذا عسكري وعندك كذا عسكري وعندك كام مدفع والجيش عنده كام مدفع .. أنني لا أرضي لك أن تتسبب في حرب أهلية أعلم ان الجيش الان بحركة يؤيدها الشعب كله ويباركها ولا أريد لك أن تتوقف ضد الشعب ، وبعد مناقشات طويلة أقتنع الملك بأن من مصلحته أن ينزل عن العرش ثم سأل .. هل استطيع أن آخذ ابني وبناتي وزوجتي معي ؟ فأجاب علي ماهر أن هذا ممكن . ثم سأله هل ستسافر في طائرة أو في باخرة ؟ فقال الملك أفضل السفر بالمحروسة ثم طلب أن تصحبه حراسة من المدمرات فقال علي ماهر ستصحبك المدمرات الى المياه الأقليمية فقط . ثم قال الملك فاروق أريد أن تحضر في وداعي وأن يكون كذلك سفير أمريكا في وداعي . فأكد له علي ماهر أن توديعه سيكون بالإكرام اللائق.


ثم قال رئيس الوزراء له وهو يودعه سأرسل وثيقة النزول لتوقعها جلالتك . فقال أرجو أن يكون النزول على ورقة لائقة وأن تكتب بصيغة تحفظ كرامتي . فوعده علي ماهر بذلك وكانت هذه هي المقابلة الثالثة لعلي ماهر مع الملك في خلال 24 ساعة .

 

اقرأ أيضا| حمدي الكنيسي.. أول مراسل حربي ينقل انتكاسة الإسرائيليين من الجبهة

 

وذهب سليمان حافظ وكيل مجلس الدولة إلى قصر التين يحمل وثيقة النزول عن العرش ليوقعها فاروق ودخل القصر فوجد هدوءاً عجيباً كان أشبه ببيت تركه سكانه فجأة واستقبله أحد  ضباط الحرس  وجلس سليمان حافظ على  مقعد في ركن من الصالة وذهب الأميرلاي أحمد كامل ليخبر الملك بحضور وكيل مجلس الدولة وبعد دقائق عاد إلى حيث يجلس وكيل مجلس الدولة ثم جلس القرفصاء على الأرض فقال له تعالى أجلس بجانبي أنا لا أقبل أن يجلس أحد على الأرض وانا جالس على كرسي فقام وجلس بجواره ثم همس في اذنه قائلا أن الملك يريد أن يأخذ معه انطون بوللي والأميرلاي حلمي حسين فقال سليمان حافظ انني لا استطيع أن افعل شيئا ولكن أعدك أن أبلغ هذا الطلب للمسؤولين .


بعد دقائق أقبل الملك وقد ارتدى ملابس جنرال مصري في البحرية المصرية وبعد حديث  لدقائق  حول الوثيقة امسك القلم وبدأ يوقع في نهاية الوثيقة بامضائه ولكن القلم كان يرتعش في يده فجاء الأمضاء مضطربا  ثم التف الى سليمان حافظ وقال لا تؤاخذني انك تعرف الظروف الدقيقة التي امر بها فقال سليمان حافظ لا .. الامضاء واضحة فقال الملك لا سأوقع لك مرة أخرى في رأس وثيقة النزول حتى لا يكون الإمضاء مضطربا .


المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة