عصام السباعى - essamsebaie@yahoo.com
عصام السباعى - [email protected]


عصام السباعي يكتب.. رسائل مصــــر لكل العالم من بغداد

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 30 أغسطس 2021 - 11:40 ص

كم أنا فخور لأننى مصرى، كم أشعر بالعزة لأننى ابن ذلك البلد، الذى قد ينظر إليه البعض فى لحظة، فيظن أنه فى حالة كمون وانكفاء على الذات، من أجل إعادة البناء، وقد تنظر إليه مرة أخرى فتجده حاضراً فى الجبهات الأمامية للقضايا الإقليمية والعالمية، مصر التى حاولوا قبل وقت ليس بالطويل أن تسقط أو على الأقل تترنح، فتسقط أطرافها، ويتم بتر ذراعيها وجرح قلبها بحيث تظل حية ولكن بقلب متعب مرهق قد هجرته الدماء، ولا يستطيع أن يهب القوة والطاقة التى تجعل الحياة ممكنة، حفظ الله مصر وشعبها الذى انتفض وثار ضد طغاة الإخوان، ووهب لشعبها خير الجنود الذين أزاحوا الإرهاب الذى حاول أن يستولى على قلبها ويسرق نبضها، ويفاجأ العالم بمصر والمصريين وهم يصنعون معجزاتهم، ويتبدل المشهد من حال إلى أفضل حال، فهى قد برأت مما أصابها، وتخلصت من خونة الأوطان وثعابين العقول، ونجحت فى تضميد جراحها واستعادت قوتها أكثر وأكثر، نهضت واستقامت وأصبح صوتها المسموع يدوى فى المحافل الإقليمية والدولية، تتحدث عن نفسها وقيمها وتحمى مصالحها ومصالح أشقائها العرب والأفارقة وكل قضايا الإنسان فى أى مكان .
كانت تلك هى مشاعرى وأنا أتابع أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، الذى تم عقده بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأرصد من خلال أنشطة ذلك المؤتمر وتقارير المحللين، حجم التقدير للدور المصرى وقوة منطقه، والتقدير الكبير الواضح للرئيس السيسى والسياسة الخارجية المصرية، خاصة هنا فى بغداد حاضرة وعاصمة العراق شقيقة مصر التوأم فى الشعر والأدب والعلم والفن، ذلك البلد الذى لا تشعر لحظة بالغربة وأنت تعيش فيه، لأنك ستجد نفسك جزءا منه، أو ستجد فيه جزءا منك، وهكذا كان حالى فى عشرات الرحلات إلى بغداد، والسهرات فى شوارع أبو نواس والسعدون والمنصور، وهكذا كان يقينى كلما طاف بخيالى أو طرق سمعى ذكر «بغداد قلعة الأسود» بحسب القصيدة الشهيرة التى غنتها أم كلثوم من كلمات محمود حسن إسماعيل وألحان العملاق رياض السنباطى، وهكذا خرجت منها رسائل مصر القوية، بلد الأحرار ومعقل الرجال وتاج العلاء فى مفرق الشرق، والتى وجهتها إلى الجميع، من أجل الإنسان فى كل العالم.

مؤتمر بغداد وما تم فيه وما صدر عنه فى بيانه الختامى، هو تدشين لمرحلة جديدة فى العمل العربى المشترك والتعاون الإقليمى، ولا يخفى على أحد أهمية لقاءات القمة التى شهدها المؤتمر والرسائل المباشرة وغير المباشرة التى خرجت منه، ويهمنى هنا وبصفة خاصة الإشارة إلى لقاءات القمة التى عقدها الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى شملت على التوالى كلا من الرئيس برهم صالح، رئيس الجمهورية العراقية، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، رئيس وزراء الكويت، والأمير تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وإيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية، ومصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق.
يهمنى هنا التأكيد على عدة أمور، أهمها أن كل كلمة صدرت عن الرئيس عبدالفتاح السيسى سواء فى التصريحات التى أدلى بها بعد لقاءات القمة، أو خلال المؤتمر، لها معنى واضح ومحدد وله معناه فى السياسة الخارجية المصرية، وعلى سبيل المثال يمكنك أن تتوقف عند تعبير «التعاون المتكامل والمثمر»، وهى كلمة لها معانٍ وفيها رسائل لا حصر لها، فالتعاون هنا ليس فيه منافسة، ولا يحمل ضررا لأحد، وهو أيضا مثمر، بمعنى أن له نتائج طيبة للشعوب وهو أعظم ما نعمل من أجله ومن أجل رفاهيته وتحسن مستويات عيشته، ويستطيع أى مراقب أن يرصد حالة خاصة فى الخطاب المصرى، وهو اهتمامه بالإنسان فى أى مكان، وكذلك حرصه على تبادل المنافع وتدعيم المصالح المشتركة للشعوب، باعتبار أن ذلك يمثل أكبر ضمانة لعلاقات حسن الجوار والسلام الإقليمى والعالمى.
وعلى تلك الخلفية أستطيع هنا تحديد سبعة محاور رئيسية تم طرحها فى المؤتمر، وتمثل ثوابت السياسة الخارجية المصرية العظيمة، يمكن تلخيصها فيما يلى:
1 ــ المبدأ والنهج الاستراتيجى للسياسة المصرية، هو تعزيز الأمن القومى العربي، وكذلك تقديم الدعم الكامل للشعوب العربية، وتدعيم مسيرة العمل المشترك، والتعاون المتكامل المثمر من أجل الخير والبناء والتنمية ودعم التضامن فى إطار من الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة والنوايا الصادقة.
2 ــ الركن الرئيسى لثوابت السياسة المصرية، هو ترسيخ الأمن والاستقرار والتنمية على الصعيد الإقليمي، لتحقيق المصالح المشتركة.
3 ــ     مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف ضرورة لإرساء دعائم الأمن والاستقرار، والدور الكبير الذى لا غنى عنه الذى قامت وتقوم به مؤسسات الدولة فى المواجهة وحماية النسيج الوطني.
4 ــ     تلبية تطلعات ومصالح الشعوب، هى الهدف الرئيسى لعلاقات الشراكة سواء على الصعيد الثنائى أو فى الإطار الإقليمى الأوسع، بحيث يتم ترجمة الإرادة السياسية للشعوب إلى واقع ملموس يشعر به المواطن، ويعتمد ذلك على مبادئ راسخة، منها تحقيق المصالح المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
5 ــ ضرورة الاتحاد لمواجهة ما يهدد مستقبل الشباب باعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ الكوكب وبيئة الكوكب فى مواجهة التحديات ذات الطابع العالمى، التى تتضاءل أمامها الصراعات الدولية أو العرقية أو المذهبية كما هو الحال مع فيروس كورونا.
6 ــ     حتمية الالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية، مثل حسن الجوار، وعدم الاعتداء، والاحترام المتبادل لسيادة الدول، وحق تقرير المصير، والامتناع غير المشروط عن التدخل فى شئونها الداخلية والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية فضلًا عن عدم توفير ملاذات آمنة، أو أى شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.
تبقى كلمة أخيرة، لكل المصريين، وهى أن العمل الجاد سيكون فى نهايته الحصاد، وأن التفانى والإخلاص يحقق المعجزات، وأن حب الوطن والتضحية من أجله مثل البذرة تذرعها وترعاها، وستحصد لزاما وحتما ثمرتها، فلا تتوقفوا أبدا عن حب الوطن ..لا تتقاعسوا لحظة عن العمل، ولا يشغلكم أبدا عنه شائعات من فى قلبه مرض، حب الوطن هو إخلاص وعمل وفداء، ودائما: تحيا مصر. 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة