جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

تم الانسحاب.. وبدأت المحاسبة!

جلال عارف

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 - 07:21 م

فى عز الفوضى التى سادت بعد سقوط العاصمة الافغانية "كابول" فى يد حركة "طالبان".. طلب الرئيس الأمريكى "بايدن" تأجيل الجدل حول المسئولية عما حدث حتى تنتهى المهمة ويتم الانسحاب الأمريكي تماماً من أفغانستان.

بالأمس سجل الچنرال الامريكى "كريس دوناهيو" اسمه كآخر عسكري أمريكي ينسحب من افغانستان بعد ٢٠ عاماً من الحرب انتهت بعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه عند بداية الحرب.. "طالبان" فى الحكم باتفاق مع أمريكا هذه المرة (!!) وبفرع تنظيم الدولة فى خراسان يطارد الأمريكيين حتى اللحظات الأخيرة من الانسحاب (!!) وببوادر جولة جديدة من الحروب الأهلية ستستعين فيها "طالبان" هذه المرة بما غنمته من ترسانة الأسلحة الأمريكية التى كانت بحوزة الجيش الحكومى الأفغاني الذى لم يطلق رصاصة فى وجه "طالبان"!!

تم الانسحاب، ليتصاعد الجدل حول مسئولية الفشل الأمريكي وآثاره على صورة أمريكا ومكانتها فى العالم. يتحصن "بايدن"وراء انحياز غالبية الأمريكيين لفكرة عدم الانخراط فى حروب خارجية لا تفيد أمريكا، وإلى أن أمريكا حققت هدفها فى هذه الحرب منذ سنوات ودفعت الثمن غاليا. وأن الاتفاق مع "طالبان" على الانسحاب كان فى عهد ترامب وأنه نفذ الاتفاق اعتماداً على صمود الجيش الأفغانى والحكومة السابقة فى وجه طالبان، وأن أحداً لم يتوقع أن يفر الرئيس الأفغانى وألا يقاتل جيشه وأن يحدث هذا الانهيار السريع.

الجمهوريون ـ من جانبهم ـ يقرون  بأن الانسحاب كان لابد منه، لكن الخطأ كان فى التنفيذ الذى أدى إلى هذه الفوضى التى جعلت المشهد تجسيداً لفشل أمريكى فاق كل التوقعات. بينما ـ على الجانب الآخر ـ يواجههم الديمقراطيون بأن المأساة بدأت مع إدارة ترامب وهى توقع مع "طالبان" اتفاق التسليم والتسلم فى غياب الحكومة الشرعية وباقى ممثلى شعب أفغانستان.

فى كل الأحوال.. سيبقى المشهد الأفغانى حاضراً فى حياة أمريكا السياسية لسنوات طويلة، وسيظل ثمن الفشل فادحاً، ولكن.. من سيدفع هذا الثمن؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة