عناصر من طالبان داخل طائرة عسكرية أفغانية
عناصر من طالبان داخل طائرة عسكرية أفغانية


طالبان: هزيمة واشنطن درس كبير للغزاة والعالم

الجيش الأمريكى يُدمّر منظومة صاروخية وطائرات قبل انسحابه من أفغانستان

الأخبار

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 - 08:16 م

قوات بنجشير تقتل 8 من الحركة.. وقائدها يضع شرطا لإلقاء السلاح

كابول - وكالات الأنباء:
أطلق مقاتلو طالبان النار فى الهواء احتفالاً بما وصفوه بالانتصار على الولايات المتحدة، واكتمال انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان لإنهاء حرب دامت عشرين عاماً.


 وبعد ساعات من مغادرة آخر 6 آلاف جندى أمريكي، كانوا يشرفون على عملية إجلاء أجانب وأفغان عملوا لصالح دول أجنبية- مطار كابول، قال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد للصحفيين من مدرج المطار «نهنئ أفغانستان.. إنه نصر لنا للجميع». وأضاف أن «الهزيمة الأمريكية درس كبير لغزاة آخرين»، ودرس للعالم. وتابع مجاهد «نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعا».

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أنّ الولايات المتّحدة «ستعمل» مع حركة طالبان إذا «وفت بتعهّداتها». وقال للصحفيين إنّ ما تطلبه الحركة من المجتمع الدولى من اعتراف ودعم يجب أن «تكتسبه» عن جدارة واستحقاق.

وأوضح  أن واشنطن علّقت وجودها الدبلوماسى فى أفغانستان ونقلت عمليات سفارتها من كابول إلى العاصمة القطرية الدوحة، ولفت بلينكن إلى أنّ عدداً ضئيلاً من رعايا بلاده، «ما بين مائة ومائتى أمريكي»، لا يزالون فى هذا البلد ويريدون المغادرة.


فى غضون ذلك، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزى «لم نتمكّن من إجلاء كلّ من أردنا إجلاءهم». وكشف عن أن الجيش الأمريكى أعطب قبل انسحابه من مطار كابول، تشمل 73 طائرة  و70 عربة مصفّحة مقاومة للألغام - تبلغ كلفة الواحدة منها مليون دولار - و27 مركبة هامفى مدرّعة خفيفة. كما دمر الجيش منظومة دفاع صاروخى من طراز «سي-رام» كان قد نصبها لحماية مطار كابول.


فى تلك الأثناء، شنّ أركان الحزب الجمهورى فى الولايات المتّحدة هجوماً حادّاً على الرئيس الديموقراطى جو بايدن واصفين الانسحاب الأمريكى بإنّه «مذلّ» وإنه يترك مواطنين أمريكيين «تحت رحمة» طالبان.

واتهم زعيم الجمهوريين كيفين مكارثى بايدن بأنه ترك الأمريكيين فى كابول ليصبحوا رهائن، و»منح طالبان المزيد من طائرات بلاك هوك أكثر من أستراليا». وقال مكارثى إن ما يجرى جعل «أمريكا أقل أمانا فى الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر».

وردا على سؤال بشأن محاولة عزل بايدن من منصبه، قال مكارثى إن التركيز فى الوقت الحالى يجب أن ينصب على إجلاء الأمريكيين بأمان، إلا أنه ترك الباب مفتوحا.


فى الوقت نفسه، قال عضو مجلس الاتحاد الروسى أليكسى بوشكوف، إن الولايات المتحدة بدأت تعانى الآن من «المتلازمة الأفغانية» والتى تتمثل فى انهيار الثقة فى القوة العسكرية وفعالية الإجراءات والتدابير الأمريكية، وأشار إلى أنه سبق لواشنطن أن عانت من مشاكل داخلية بعد الحرب الفاشلة فى فيتنام.

وجاء الانسحاب الأمريكى قبل يوم واحد من موعد 31 أغسطس الذى حدّده الرئيس الأمريكى جو بايدن لإنهاء أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة فى التاريخ قتل خلالها أكثر من 2400 جندى أمريكي. وأُجلى أكثر من 123 ألف شخص من كابول عبر جسر جوى بقيادة الولايات المتحدة. وفى استمرار لمآسى المدنيين الذين قُتلوا فى الحرب، تبيّن أن الغارة الجوية الأمريكية التى استهدفت الأحد الماضى سيارة يُزعم أنها تابعة لتنظيم داعش فى كابول تسببت بمقتل أطفال.


فى تطور آخر، أعلنت الحكومة البريطانية أن عدد البريطانيين الذين لم يتسنّ إجلاؤهم من أفغانستان يصل إلى «بضع مئات». وقال وزير الخارجية البريطانى دومينيك رابل إنه تمّ إجلاء خمسة آلاف بريطانى منذ أبريل وأكد إجراء مشاورات مع الدول المجاورة لأفغانستان لتسهيل إخراجهم. من جانبه شدد قائد سلاح الجوّ البريطانى مايك ويجسون على أن بلاده مستعدة للمشاركة فى ضربات جوية على أفغانستان حال ظهور تهديد من قبل تنظيم داعش الذى تبنى الهجوم الانتحارى الدامى على مطار كابول الخميس الماضي.

فى تلك الأثناء، ذكرت وكالات إيرانية أن ألف لاجئ أفغانى دخلوا الأراضى الإيرانية من خلال معبر هرات، وألفين آخرين قدموا طلبات للدخول.. وعلى الصعيد الداخلى فى أفغانستان، ذكر فهيم دشتى المتحدث باسم ما يطلق عليه «قوات المقاومة الوطنية» الموالية للزعيم المحلى أحمد مسعود، والتى تعد أكبر جماعة أفغانية مناهضة لحركة طالبان، أن 8 من عناصر «طالبان» قتلوا فيما أصيب 8 آخرون خلال اشتباك مع مقاتليها فى وادى بنجشير شمال العاصمة الأفغانية كابول مساء أمس.

وقال دشتي، إن القتال وقع عند المدخل الغربى للوادى حيث هاجمت «طالبان» مواقع للقوات المعارضة، وأوضح أن اثنين من قوات المعارضة أصيبا أيضا. وتبقى بنجشير آخر ولاية فى أفغانستان لا تسيطر عليها طالبان منذ سقوط العاصمة كابول فى أيدى الحركة  فى 15 أغسطس. من جانبه، قال أحمد مسعود، قائد جبهة المعارضة إنه سيوقف أنشطته وينسحب من السياسة، إذا أقامت طالبان حكومة شاملة وضمنت الحرية والمساواة بين المواطنين وإلا فإن المواجهة مع طالبان ستستمر. كما أشار مسعود إلى أنه لا يتلقى أى دعم مالى من الخارج وزعم أن العديد من دول المنطقة تقف إلى جانب طالبان.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة