انسحاب اخر جندي أمريكي من مطار كابول
انسحاب اخر جندي أمريكي من مطار كابول


«مهين وفوضوي».. انسحاب بايدن من أفغانستان في عيون الصحف الأمريكية

سامح فواز

الثلاثاء، 31 أغسطس 2021 - 11:13 م

لقى مشهد انسحاب آخر جندي الأمريكي من أفغانستان بعد عملية عسكرية دامت لمدة 20 عاما، صدي كبير في الصحافة العالمية وكانت العناوين الرئيسية لكبري وسائل الإعلام خير شاهد علي ذلك .

كانت البداية مع صحفية الجارديان البريطانية، بعدما نشرت تقريراً تتنبأ فيه بمصير أفغانستان الذي ظهر ضبابياً مع خروج آخر جندي أمريكي من الأراضي الأفغانية.

وأشارت الصحيفة الانجليزية الى أن عملية الإجلاء الاخيرة تمت بواسطة طائرة نقل عسكرية من طراز سي-17، كان على متنها الجنيرال كريستوفر دوناهو، قائد الفرقة الجوية 82، والسفير الأمريكي روس ويلسون، وقد انطلقت قبل دقائق من الموعد النهائي في 31 أغسطس.

وأكدت الجارديان في تقريرها أنه لم تكن هناك ضجة أو احتفالات، ولم يتم تسليم الأعلام لحكام البلاد الجدد، كما تم تدمير جميع المركبات المدرعة وغيرها من المعدات العسكرية المتبقية، وتم إبلاغ حركة طالبان بالرحلة الأخيرة.

وبجسب الصحيفة، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن، قوله إن أكثر من 100 جندي أمريكي أرادوا المغادرة لكنهم لم يتمكنوا من السفر في الرحلة الأخيرة، موضحاً أن وزارة الخارجية ستواصل العمل على إجلائهم.

وكان الجنرال كينيث ماكنزي، قائد القيادة المركزية الأمريكية، قد أعلن عن لحظة المغادرة التاريخية، حيث ظهر عبر بث مباشر بالفيديو على الموقع الرسمي للبنتاجون.

في حين تحدث تقرير منشور في "نيويورك تايمز" الأمريكية يتحدث فيه عن انسحاب آخر دفعة من القوات الأمريكية من أفغانستان، مشرًا إلى أن الرحلة الأمريكية الأخيرة من مطار كابول خلفت وراءها مجموعة من الوعود التي لم تتحقق وتساؤلات مقلقة حول مصير البلاد تحت حكم طالبان.

واستفاضة الجريدة عندما وصفت نهاية أطول حرب للولايات المتحدة بعدم الرسمية، حيث انتشرت القمامة عبر مهبط طائرات واحد في مطار كابول الدولي الذي شهد مغادرة آخر الجنود الأمريكيين، بينما ظل الأفغان خارج البوابات أملًا في إجلائهم، وأطلقت طالبان الألعاب النارية في سماء البلاد احتفالا بانتصارها على العدو!.

وأكدت أن الأمر متروك حالياً لطالبان لتقرّر ما إذا كانت ستطيل أمد انتقامها، أم أنها ستتبنى المسار الجديد الذي وعد به قادتها في الأيام الأخيرة، والذي يتمحور حول المصالحة بين أطياف الشعب الأفغاني.

وفي تقرير آخر، أفادت صحيفة الجارديان بأنه في تمام الساعة 11.59 مساءً بتوقيت كابول، غادرت آخر خمس طائرات أمريكية من طراز سي- 17 الأراضي الأفغانية، وأرسل قائد القوات الأمريكية، كريس دوناهو، رسالة أخيرة إلى قواته يقول فيها "عمل جيد، أنا فخور بكم جميعًا".

واعتبرت الصحيفة أن الصورة التي نشرتها القيادة المركزية الأمريكية للقائد دوناهو وهو يصعد على متن الطائرة، تشير بوضوح إلى انسحاب الولايات المتحدة المهين من أفغانستان.

وفي سياق آخر، اعتبرت صحيفة "الموندو" الإسبانية أن رمزا نهاية الحرب في أفغانستان هو القائد دوناهو، قائد الفرقة 82 المحمولة جواً، وقد نشر البنتاجون على حسابه على تويتر صورة لدوناهو قبل فترة وجيزة من صعوده على متن طائرة عسكرية من طراز بوينج سي-17، أقلعت من مطار حامد كرزاي الدولي في كابول.

وأضافت الصحيفة أن هذه الرحلة الأخيرة وضعت حدّاً لأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

ورصدت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الأحداث بطريقة أخري حيث قالت إن المسؤولين وصفوا عملية إجلاء 123 ألف شخص بأنه أكبر مهمة غير قتالية في تاريخ الولايات المتحدة، لكن مصير عشرات الآلاف من المدنيين الأفغان ما زال غير واضح.

وأوضحت المجلة الامريكية، أن الانسحاب الأمريكي ترك مطار كابول يحتضر، وأصبحت الحدود البرية هي وسيلة الخروج الوحيدة من البلاد، وأضافت أن خروج القوات الأمريكية النهائي من أفغانستان يترك إدارة بايدن في موقف حرج، حيث أنها مضطرة لمواصلة جهود الإجلاء في بلد يسيطر عليه أحد خصوم الولايات المتحدة، ولا يوجد فيه أي عسكري أو دبلوماسي أمريكي.

و في نطاق آخر قامت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بنشر صورة رديئة لآخر جندي يغادر أفغانستان ليجعلها رمزا لهذا الحدث التاريخي، وحسب الصحيفة الفرنسية، سيُسجل القائد دوناهو في التاريخ باعتباره رمز الانسحاب المهين للولايات المتحدة من أفغانستان.

من جانب آخر، أشارت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية إلى أنه يمكن مقارنة صورة الجنرال دوناهو بصورة الجنرال السوفييتي بوريس جروموف، الذي قاد طابوراً مدرعاً عبر جسر الصداقة إلى أوزبكستان، عندما خرج الجيش الأحمر من أفغانستان سنة 1989 وقد ظهر جروموف يسير مع ابنه على الجسر الذي يعبر نهر أمو داريا حاملاً باقة من الزهور الحمراء والبيضاء.

عبر جروموف جسر الصداقة بتاريخ الخامس عشر من شهر شباط سنة 1989، منهياً حرب الاتحاد السوفييتي التي استمرت 10 سنوات في أفغانستان، والتي قتل خلالها أكثر من 14 ألف جندي سوفييتي.

وأضافت الصحيفة الإسبانية أن دوناهو وجنوده سوف يحملون صوراً مفجعة للأيام الأخيرة التي عاشوها في كابول، حيث شاهدوا الأفغان يهرولون للهروب من البلاد ويسقطون من أجنحة الطائرات، والأسوأ من ذلك كله، مقتل العشرات من الأفغان و13 جندياً أمريكياً في هجومين استهدفا المطار قبل أيام.

وقد صرّح الجنرال ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية أنه على الرغم من اكتمال الإجلاء العسكري، تواصل البعثة الدبلوماسية تأمين المزيد من المواطنين الأمريكيين والأفغان الراغبين في المغادرة.

وقال الجنرال ماكنزي، الذي اعترف بعدم تمكن قواته من إجلاء الكثير من الأشخاص، إنه منذ الرابع عشر من شهر آب، خلال 18 يوماً، قامت طائرات من الولايات المتحدة وحلفائها بإجلاء أكثر من 123 ألف مدني من مطار حامد كرزاي الدولي.
 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة