عقد الزواج
عقد الزواج


«البكر الرشيد».. جملة قد تصبح خلافية بعد فتوى جواز «الترقيع»

ناجي أبو مغنم

الجمعة، 03 سبتمبر 2021 - 09:21 م

تعليقات كثيرة وأسئلة متعددة جاءت معقبة على فتوى جواز ترقيع غشاء البكارة للمغتصبات والمغرر بهن، التي أدلى بها الدكتور أحمد ممدوح وكيل الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر الذي تقدمه الدار يوميًا عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.

الفتوى التي  انتشرت بشكل واسع وتصدرت مناقشات رواد السوشيال ميديا، خلفت العديد من التساؤلات، حول الأمور الخلافية المتعلقة بهذا الموضوع الشائك.

وفي السطور التالية نطرح التساؤل الأكثر جلال حول جملة «البكر الرشيد» في صيغة عقود القران، على شيوخ في دار الإفتاء المصرية وخبراء قانون ليوضحوا اللبس الحاصل بعد فتوى «ممدوح» الصادمة، حيث إن بعض الفتيات قد يخضعن لعمليات الترقيع المذكورة، دون إخبار الزوج استنادًا لهذا الرأي.

اقرأ أيضًا| هل يفسخ الزواج بسبب جنون الزوج أو الزوجة ؟ «الإفتاء» تُجيب

 

نص الفتوى
كان الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الإفتاء المصرية لها رأي وبحث قديم في ترقيع أو رتق غشاء البكارة، نشر في مجلة دار الإفتاء المصرية في عددها الأول سنة 2007، وذكرت أنه في بعض الأحوال يكون الرتق حلال وأحيانًا يكون محرما.

 

وأضاف أنه من الأحوال التي يكون فيها الرتق مشروعًا حينما تكون الفتاة تعرضت للاغتصاب أو التغرير بها وتريد أن تتوب وتفتح صفحة جديدة من حياتها وتستر على نفسها، ولا يوجد وسيلة إلا القيام بهذه العملية، موضحًا أن دار الإفتاء المصرية أقرت بجواز ذلك من باب الستر وليس فيه تغرير بأحد.

 

وقال الدكتور أحمد ممدوح إنه روي عن سيدنا عمر بن الخطاب أن «بنتًا وقعت في الحرام، ثم تابت منه، فزوجها عمر بن الخطاب، ووجه تهديدًا شديدًا لمن يردد ما حدث في الماضي لهذه الفتاة في سابق عهدها».


وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء أن الستر مطلوب وإشاعة الفاحشة في المجتمع مرفوضة، والإصرار على إذلال العاصي بمعصيته سد لأبواب الرحمة أمام الناس، وترويج لليأس من رحمة الله، وتشجيع على ممارسة الرذيلة، موضحًا أنه طالما هناك بابا مفتوحا يثني العاصي عن الخطايا يأخذ بيديه فلا بأس في ذلك.

 

صيغة عقد القران
ومن المعروف والمعمول به عند عقد النكاح، أن المأذون يُملي على وكيل الزوجة «زوَّجتك ابنتي (البِكر الرشيد) على كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِ اللهِ»، وفي حالة إجراء الفتاة عملية الترقيع فإنها تصبح غير بكر، وإذا علم «العريس» فإن مآل الزواج إلى الفشل، ولذا فإنها تحاول إخفاء هذا الأمر عن المتقدم لخطبتها.
 

«غش وتدليس»

وفي هذا الإطارقال الشيخ إسلام عامر نقيب المأذونين، إن ترقيع غشاء البكارة غش وتدليس، ويجب أن يتم إخبار الزوج قبل الشروع في إتمام الزواج.


وأبدى تعجبه من الفتوى الصادرة عن الإفتاء والمرفقة أسفل هذه السطور، قائلا: «كيف يتم تحليل هذا الأمر والواقع يقول إن الزوج إذا اكتشف هذا الأمر فإنه حال تقدمه لبلاغ للطب الشرع واكتشف صحة ما بلغ به فإنه العقد يصبح حينها باطلا وتفسخ عقد النكاح».

اقرأ أيضًا| «الإفتاء»: إطلاق أسماء جديدة على عقد الزواج يُحْدِث البلبلة في المجتمع


وأشار إلى أن المقبلة على الزواج  تكون 3 أنواع إما مطلقة أو أرملة أو بكر، وفي الحالتين الأولى والثانية توجد أدلة ومستندات، أما في الحالة الثالثة، يقول المأذن البكر الرشيد ويرددها وكيل الفتاة، مؤكدًا أنه لا يحق للمأذون التحري من كون المقبلة على الزواج بكر أو غير ذلك.


وأوضح نقيب المأذونين أن جملة «زوَّجتك ابنتي البِكر الرشيد على كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِ اللهِ» تأتي تطبيقًا للشرع ولكل المذاهب الأربعة.

 

ومن جانبه رفض الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية التعليق على صحة عقد النكاح الذي تكون فيه الفتاة قد سبق أجرت عملية ترقيع ويقول موكلها البكر الرشيد، معللا رفضه بأن الموضوع آثار جدلًا كبيرًا والدار تعكف حاليا على دراسة الموضوع بكافة صوره كل ما يتعلق به.

 

 ومن جانبه قال المستشار عبد الله الباجا، رئيس محكمة الأسرة سابقًا، ورئيس محكمة استئناف القاهرة حاليا، إن ترقيع غشاء البكارة غش يستوجب فسخ عقد النكاح، حيث إن الزواج عبارة عن قبول يجب ألا يشوبه أي بطلان.


ولفت إلى أن ترقيع غشاء البكارة يعد احتيال على شرع الله، لأن هذا الغشاء موجود في جسم الفتاة لحكمة ربانية، ولذا لا يجب الاحتيال عليها.

 



 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة