خيـــــــــــــــانات افتراضيـــــــة
خيـــــــــــــــانات افتراضيـــــــة


لايـــك ودردشــة.. ثــم خيـــــــــــــــانات افتراضيـــــــة

أخبار الحوادث

السبت، 04 سبتمبر 2021 - 12:50 م

كتبت: أسماء سالم 

 قد يلجأ البعض إلى إقامة علاقات افتراضية عبر السوشيال ميديا، وتختلف دوافع شخص عن الآخر، فهذا يظنها مجرد لعبة لن يتورط فيها كثيرًا، وآخر يرى أنها ألعاب في الخفاء لن ترقبها أعين المجتمع، لكن حين تتطور الأمور ويتم فضح ماكان مستورًا، بسبب خلافات بين مقيمي العلاقة الافتراضية، فيبدأ أحدهما في ابتزاز الآخر وتهديده، وفي حالات أخرى يشك أحد طرفي العلاقة الزوجية بتغير شريك حياته وإهماله، فيكتشف بالتفتيش في موبايله أو بالمصادفة انه يقيم علاقة مع شخص مجهول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهكذا تتحول  النزوة إلى علاقة غير عابرة، لا تمر مرور الكرام، وتكون النتيجة إما السجن أوالقتل أوالفضيحة.


وعبر عدة وقائع وصلت النيابات والمحاكم، تتساءل «أخبار الحوادث»: هل الخيانة الزوجية الافتراضية تقود إلى السجن؟! وهل العلاقات الافتراضية تعتبر زنًا في رأي الدين؟! 

 وحول هذه النوعية من الوقائع والاتهامات، يؤكد المستشار حسين محمد المحامي المتخصص في الجرائم الإلكترونية، أن القانون جرم الخيانة الزوجية عبر السوشيال ميديا، ولكن تلك الأفعال لا ترتقي إلى جريمة الزنا، وللأسف فإن القانون المصري به ثغرة إذ أنه لا يعترف بالخيانة الزوجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالقانون لم يوصفها بشكل دقيق ولكن اعتبرها  أفعالًا منافية للآداب عبر السوشيال ميديا، فالقانون وضع عقوبات لجميع الأفعال والجرائم الإليكترونية، ولكنه لم يُوصّف الخيانة الزوجية سواءً للرجل أوللمرأة.


 ويضيف حسين، إذا اكتشف الرجل خيانة زوجته عبر السوشيال ميديا ولم بيلغ عنها ومرت ٣ اشهر علي علمه فيسقط حقه  في التقاضي، وهناك حالات فردية تنكر الزوجة علاقتها بالصور والفيديوهات المخلة، وتتهم الزوج بأنه الوحيد القادر علي تصورها، ولكن إذا طالبت المحكمة الدليل الرقمي لمعرفة حقيقة الأمر، هنا الأجهزة المختصة بالجرائم الالكترونية وعبر الموبايلات الحديثة يمكنها أن تحسم الامر .


 وهناك حالات إذا أبلغت الزوجة عن خيانة الزوج لها عبر السوشيال ميديا، فقد يحصل الزوج علي البراءة، ذلك لعدم وجود تشريع يعاقب الزوج وأيضا الزوجة، لذلك يجب تغيير التشريعات لتواكب التطوير الإلكتروني، والحفاظ علي حق المتضرر، ولا بد من تدارك أن ما يحدث ليس مجرد أفعال منافية للاداب والتي تتظر امام المحكمة الاقتصادية وتقضي بالغرامة فقط .


  ودينيًا يؤكد د. عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر على أنه لا يجوز شرعًا أن تقيم المرأة أي محادثة أو أي علاقه مع رجل أجنبي فان هذا محرم شرعا وأي محادثة للتقارب مع غير ذوي الأرحام، يعد هذا تعدٍ على حدود الله عز وجل، واذا تمت علاقه سواء لرجل أوامرأة عبر محادثات غير لائقة، قد ارتكب كل منهما إثماً عظيمًا، لأن هذا من شانه أن يسهل الوقوع في الزنا، فكما يقولون نظره فابتسامة فموعد فلقاء، فانه قد  يضرب تلك المحادثات سواء للمرأة او للرجل على أوتار عواطف يسهل الوصول الى الوقوع في الحرام والعياذ بالله.


   وعليه فإن تلك الأفعال المحرمة علي مواقع التواصل الاجتماعي سواء عن طريق عبارات أو كلام او اتصال تليفوني أوإرسال صور أو مشاهده مقاطع غير لائقة، كل هذا محرم شرعا ولا يجوز. ويضيف الدكتور العواري أنه إن كان الزوج مقصرًا في حق زوجته وغير قادر على إشباع رغباتهما وعواطفهما، على الزوجة ان تتكلم معه ويبحثان عن حلول أو تنفصل عنه، بعد ان يتفق الزوجان علي ذلك لعدم الوقوع في الحرام.


  ومن جهته يوضح نيافة الانبا دانيال إن الخيانة الإليكترونية تعتبر خطيئة، والخطيئة لا تتمثل فقط في أفعال لكن في اتجاه وافكار،  وكما يقول السيد المسيح: "من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنا بها في قلبه" وهذا يعني أن الزنى ممكن يكون بمجرد الفكر والعين أيضًا تزني.

واجتماعيًا وجنائيًا تؤكد د. فادية أبو شهبة أستاذ القانون الجنائي بمركز البحوث الاجتماعية والجنائية، أن الخيانه تبدا بالفكر إذا شعر أحد الطرفين  بانعدام الرغبة في الآخر، فالخيانة الافتراضية ليست زنا ولكنها الباب الكارثي لهدم الثقة والأسرة والعلاقة الزوجية، فتلك الخيانة تعتبر سوء سلوك مدمر.

  وأكدت د. خلود زين استشاري علاقات أسرية، يتجه البعض الى الخيانة الإليكترونية أوالافتراضية لأنها أسهل بسبب كثرة التواصل على الانترنت، عن طريق الهاتف، كما أنه من السهل عليه ان يمسح الرسائل محادثات بالصور والفيديوهات دون ان يكتشف أمره، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الخيانة؛ إهمال الزوجين لبعضهما البعض. ولكن يجب أن يقوم المرشدون الاجتماعيون وعلماء النفس والوعاظ الدينيين بالتنبيه على الزوجين للحفاظ على الحياة والعلاقه الأسرية بينهم، فشخصيه الخائنة سواء الزوج أوالزوجة. قد يكون أحدهما يعاني من عدم الثقه بالنفس فالخيانة الافتراضية توهم أوتزيد من الثقته بنفسه.


كما انتشرت في الفتره الأخيرة فيديوهات مخلة سواءً للزوج أوالزوجة على الانترنت وذلك بسبب اختفاء الوازع الأخلاقي واحترام الذات، أضًا فإن الهوس بالشهره والمال جعل البعض لا يتورع عن انتاج مثل تلك الفيديوهات وصارت هدفًا للثراء لدي البعض واختفى الهدف الاساسي، وهي التربية والعلاقات الاجتماعية السليمة.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة