الحفلات كاملة العدد
الحفلات كاملة العدد


«المتحوّر» مصدوم من الحفلات كاملة العدد!

يستعد المصريون لموجة «كورونا» الرابعة باستهتار شديد

آخر ساعة

الأحد، 05 سبتمبر 2021 - 10:00 ص

إيمان طعيمة

تحذيرات شديدة اللهجة أطلقتها وزارة الصحة لتؤكد خطورة انتشار متحور فيروس كورونا المستجد، الذى يعرف باسم «متحور دلتا»، لكن للأسف لا حياة لمن تنادي، فالازدحام أصبح أمراً طبيعياً فى مختلف الأماكن، سواء فى وسائل المواصلات أو الأسواق، أما حفلات الصيف فحدِّث ولا حرج فهى دائماً كاملة العدد، وباتت الإجراءات الاحترازية منعدمة.. للأسف يبدو أن المصريين قرروا مواجهة الموجة الرابعة باستهتار شديد، وهذا ما رصدته عدسة «آخر ساعة» فى كثير من الميادين والشوارع.
 

أعلنت وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، أنه تم اكتشاف أول حالة مصابة بمتحور "دلتا بلس" فى مصر فى منتصف يوليو الماضى، لسيدة وحالتها لم تستدعِ الذهاب إلى مستشفى، مشيرة إلى ارتفاع فى أعداد مصابى فيروس كورونا خلال الأيام الماضية.


وأوضحت زايد، أن متحور "دلتا بلس" لم يثبت أنه الأشرس ولكنه أسرع فى الانتشار، وكل الدراسات أثبتت فاعلية اللقاح مع المتحور "دلتا بلس" وجميعها فعالة وآمنة، مشيرة إلى أن الموجة الأولى كانت الأقل حول العالم، ثم تلتها الموجة الثانية والثالثة وكانتا أشد منها.


كما أكدت الوزيرة، أن اللقاحات تقلل نسبة الإصابة إلى 90% من الدخول للمستشفيات وحالات الوفاة، وأشارت أيضا إلى بدء توزيع أول دفعة من لقاح سينوفاك المصنّع محليا على مراكز تطعيمات كورونا، مؤكدة إنتاج 15 مليون جرعة، وأن الطاقة الإنتاجية لإنتاجه من 15 لـ18 مليون جرعة شهريا وهذا يعتبر إنجازا كبيرا لتوافر اللقاحات.


الأكثر عرضة للإصابة
وفى هذا الصدد، يقول الدكتور أمجد الحداد رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح لـ«آخرساعة»: إن مصر بدأت فعليا الدخول فى الموجة الرابعة لفيروس كورونا المستجد، وأعداد الإصابات أصبحت تزداد بنسبة كبيرة سواء على المستوى الرسمى أو على المستوى الخاص فى العيادات والتواصل مع المرضى.


ويشير إلى أن أعراض الإصابة بفيروس كورونا ــ متحور دلتا ــ لا تختلف عن نفس أعراض الثلاث موجات السابقة من ارتفاع فى درجة الحرارة وإرهاق وألم بالجسم وفقدان حاسة الشم والتذوق أحيانا، ولكن فى هذه الموجة زادت قدرة الفيروس على الانتشار السريع ونقل العدوى وخاصة بين الأطفال والشباب الذين أصبحوا أكثر عرضة للإصابة مع هذا المتحور الجديد.


ويؤكد الحداد أن جميع اللقاحات آمنة وفعالة حتى وإن كانت تختلف فى درجة الحماية بنسب بسيطة ومتفاوتة، لكنها لازالت هى خط الدفاع الأول للحماية من المضاعفات الخطيرة، لذا يجب الإسراع فى تلقى اللقاح حتى تكون الموجة الرابعة ضعيفة جدا فى نسبة الوفيات، فإن كانت اللقاحات لا تحمى من الإصابة بشكل قوي، فهى تحمى من المضاعفات بنسبة كبيرة جدا وهذا هو الأهم.


ويلفت رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إلى أنه لاتزال الفئات الأقل من 18 عاماً ممنوعة من تناول اللقاح وكذلك الحوامل والمرضعات حتى يصل سن الطفل إلى 6 أشهر، وأيضا الأشخاص الذين لديهم حساسية مفرطة من تناول اللقاحات المختلفة، أما مرضى المناعة الذاتية والأورام فيجب أن يقوم الطبيب المختص بترشيح نوع محدد من اللقاحات الذى يتناسب مع حالتهم الصحية.


ويؤكد الحداد ضرورة العودة مرة أخرى لاتباع الإجراءات الاحترازية من ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الاجتماعى والنظافة الشخصية وتناول اللقاح حتى تكون الموجة ضعيفة فى ذروتها وقوتها ووفياتها.


وللأسف أوضح الحداد أن الإصابة بفيروس كورونا ليست إصابة عادية ولكن يوجد ما يقرب من30% من المصابين يحدث لهم مضاعفات خطيرة بعد التعافى من ضمنها مشاكل تنفسية وآلام ونغزات بالصدر والتليف الرئوي، التى قد تتعافى الرئة منها بعد فترة طويلة من إجراء جلسات الأكسجين أو قد تحدث الوفاة، وكذلك قد يحدث أيضا أمراض نفسية وعصبية كالتوتر والقلق، والشعور بالتعب والتعرق الشديد وصعوبة فى التنفس عند القيام بأى مجهود حتى وإن كان بسيطا، وأيضا حدوث آلام كثيرة فى العظام والعضلات وكل ذلك يعرف بـ«متلازمة ما بعد كورونا».


المسحة
من جانبها، أكدت الدكتورة مها عبدالهادي، أستاذ مساعد الروماتيزم والتأهيل وأمراض المفاصل والمناعة بالمركز القومى للبحوث، أن ما يقوم به كثير من المواطنين من عدم التزام بالإجراءات الاحترازية كان سببا رئيسيا فى بدء الموجة الرابعة لفيروس كورونا المستجد قبل الموعد المتوقع حدوثه فى أكتوبر المقبل كنتيجة طبيعية لانخفاض درجة حرارة الطقس. 


وتابعت: من المعروف عن أى فيروس أنه يعمل على التحور والتغيير من خواصه بشكل متكرر وهذا ما يحدث مع فيروس كورونا، وفى هذه الموجة زادت قدرة الفيروس على الانتشار الواسع، لذا يجب التنويه بضرورة التوجه فورا للطبيب عند الشعور بحدوث أى أعراض إصابة حتى وإن كانت تتشابه مع أعراض نزلات البرد، لإجراء التشخيص اللازم والفحوصات والتحاليل مع عمل المسحة، علما بأنه لا يجب الاعتماد بشكل كلى على نتيجة المسحة فقط ويجب أن يشمل التشخيص كل ما سبق، وعند التأكد من الإصابة يجب البدء فى بروتوكول العلاج فورا وعدم التأجيل لتجنب حدوث المضاعفات الخطيرة التى يسببها الفيروس بعد قضاء فترة الحضانة التى قد لا تزيد عن 10 أيام. 


وتنصح بضرورة الاهتمام برفع مناعة الجسم والاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه التى تحتوى على فيتامين سى أو تناوله فى هيئة علاج يومى بجرعة 1 جرام وكذلك الزنك، مع إجراء تحليل لمعرفة نسبة فيتامين د فى الجسم وتناوله فى حالة نقص النسبة المحددة، وبالطبع تناول جرعتى اللقاح اللتين أقرتهما جميع شركات التصنيع والتى قد توفر جرعة ثالثة إذا لزم الأمر. 


وأشارت إلى أن أعراض الإصابة بمتحور دلتا الجديد قد تختلف بنسبة متفاوتة عما قبل، فبعكس ما كان يحدث من فقدان حاستى الشم والتذوق، قد يحدث الآن طنين بالأذن والشعور بالدوخة والصداع وقد لا يحدث ارتفاع فى درجة الحرارة إطلاقا.


توصيات لحماية الأطفال
فى السياق، أكدت الدكتورة عبلة الألفي، أستاذ طب الأطفال، وعضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك حالة من الذعر بين الأمهات خوفا على نقل عدوى فيروس كورونا إلى أطفالهن، خاصة أن موعد بدء الدراسة قد اقترب، لكن لا داعى لهذا القلق، وذلك لأن هناك فئة كبيرة من طلاب الجامعات سيتم تناولهم اللقاح، الأمر الذى يؤدى إلى تقليل معدلات العدوى بين مختلف الفئات، أما الأصغر سنا فنقل العدوى لهم يكون دائما عن طريق الأشخاص البالغين، وهنا يأتى دور اللقاح أيضا فى حمايتهم من الإصابة ونقل العدوى، وعلى وزارة التربية والتعليم التأكد التام من تطعيم كل هيئات التدريس والعاملين بالمدارس والجامعات باللقاح ضد فيروس كورونا بأقصى سرعة قبل بدء موسم الدراسة للوصول لتطعيم أكثر من50% من الشعب المصري.
وأشارت إلى ضرورة نشر ثقافة منع العدوى بين الأطفال وذلك عن طريق توفير كمامات مناسبة لوجه الطفل، وعلى الأم والمدرسين تعليم الأطفال طريقة الاستخدام الصحيحة وكيفية التصرف عند الشعور بأى أعراض وأيضا أهمية استخدام الكحول وتعقيم وتطهير الأيدي، ويمكن تنفيذ ذلك عن طريق تنفيذ مهارات اللعب مع الطفل، أو مشاهدته مسرحيات مدرسية، مع ضرورة إيجاد حل بالمدراس لتقليل كثافة الفصول، فيمكن تقسيم اليوم الدراسى لفترتين أو حضور الأطفال 3 مرات أسبوعيا فقط بحيث يتم تطبيق التباعد الاجتماعى على الوجه الأمثل.


وشددت الدكتورة عبلة على أهمية التغذية الصحية التى تمنع العدوى بين الأطفال، فيمنع منعا باتا تناول الأطعمة الجاهزة والسريعة وكذلك العصائر المحفوظة، واستبدال كل ذلك بالخضراوات والفواكه الطازجة التى تحتوى على العديد من الفيتامينات مثل فيتامين أ، د، ب، سي، وزنك، التى تتوافر فى البقوليات والبطاطا الحلوة والكيوى وأيضا قشر اليوسفي.


وأشارت أيضا إلى ضرورة احتواء النظام الغذائى على البروتين والبعد عن السكريات التى تساعد على نمو الفيروس وتكاثره، مع ضرورة توعية الأطفال بأهمية شرب كمية وفيرة من الماء يوميا وتناول الحبوب والمكسرات التى تدعم المناعة، بحيث يحصل الطفل على جميع احتياجات الجسم بشكل يومي، كما حذرت من إعطائه أى فيتامين بدون إجراء تحليل أولا، والحرص على ممارسة الرياضة يوميا لمدة نصف ساعة على الأقل.


وشددت عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، على ضرورة تلقى جميع المواطنين اللقاح، مؤكدة أن أبرز التوصيات التى ناقشتها اللجنة مع المجلس مؤخرا كانت تتعلق بهذا الأمر، وكان أهمها، توفير جرعات كبيرة من اللقاح للمواطنين، مع زيادة عدد مراكز تلقى اللقاح فى كل المحافظات والقرى لتجنب التزاحم الملحوظ، والتأكد من قصر المسافة بين عنوان سكن المواطن وبين مركز تلقى اللقاح، وأن تكون الأولوية للمسافرين للخارج، وأخيرا تم المطالبة بعودة تطبيق وتنفيذ الإجراءات الاحترازية بكل شدة وحزم مع المواطنين، وقيام الإعلام بدوره لرفع الوعى ومحاربة الشائعات.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة