نجل مسعود شاه: لن أسامح قتلة أبى
نجل مسعود شاه: لن أسامح قتلة أبى


تشكيل جبهة للمعارضة فى الشمال بزعامة مسعود الابن

شبح «أسد بنجشير».. يطارد طالبان

آخر ساعة

الأحد، 05 سبتمبر 2021 - 10:33 ص

خالد حمزة

مخطئ من يقول إن الأمور قد استتبت لطالبان فى أفغانستان، فرغم السيطرة السريعة للحركة على معظم الأراضى الأفغانية التى فاجأت العالم كله، إلا أن الحركة لم تستطع حتى اللحظة السيطرة على كافة الأراضى الأفغانية، خاصة مع رفض دولى وتوجس من سياستها القادمة التى تعيد للأذهان أسود 5 سنوات حكمت فيها البلاد، ومع تشكل جبهات معارضة لها فى الداخل ما بين القبائل الأفغانية وقوى مدنية أفغانية، والأبرز هو عجز الحركة عن دخول وادى الـ5 أسود أو بنجشير التى استعصت على كل الغزاة من بريطانيين إلى روس إلى أمريكان، وعلى طالبان نفسها.
 

«بنجشير».. واحدة من 34 ولاية فى أفغانستان، تقع على بعد 130 كيلو مترًا شمال العاصمة كابول، وأغلب سكانها من قومية الطاجيك، وبنجشير تعنى خمسة أسود باللغة الفارسية، والاسم جاء من قصة تعود إلى القرن العاشر الميلادى، حينما تمكن خمسة إخوة من وضع سد أمام الفيضانات الجارفة، وأنقذوا سكان الوادى من الهلاك فأُطلق على الإخوة الخمسة لقب "الأسود الخمسة".


وفى الوادى، أنفاق تعد حصونا للمقاومة وتضاريس وكهوفا طبيعية وهى عوائق طبيعية، ساعدت سكانه على صد الغزاة من فرس وبريطانيين وسوفيت وأمريكان وحتى طالبان على مر العصور،  كما يحتضن ضريح القائد العسكرى الراحل أحمد شاه مسعود، منذ 25 عاماً بعد سيطرة طالبان على معظم الأراضى الأفغانية عام 1996، لم تتمكن الحركة من دخول الوادى أبدا.


وقاد أحمد شاه مسعود جبهة قوية ضد حركة طالبان، وأفشل محاولاتها فى السيطرة على بنجشير، وكان أبرز قادة المقاومة ضد الاحتلال السوفيتى، وتم نسج الكثير من القصص الحقيقية والخيالية أحيانا حول بطولاته وصولاته وجولاته ضد طالبان، وهو ما حوله لبطل شبه أسطورى لدى الكثيرين من الأفغان وبخاصة فى ولايات الشمال، وتحصن مسعود مع قواته فى وادى بنجشير، مما أكسبه لقب أسد بنجشير.


واغتيل مسعود قبل يومين فقط من تفجيرات 11 سبتمبر2001 فى نيويورك، ويعتقد أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، أرسل عنصرين من التنظيم، نجحا فى اغتيال مسعود، ومنذ أكثر من 15 عاما، أدانت محكمة فرنسية فى باريس 4 أشخاص، بتهمة توفير الدعم لقتلة مسعود وحكمت عليهم بالسجن، ولكن شبح أسد بنجشير عاد ليطارد طالبان مرة أخرى، فى صورة ابنه، فقد نشر أحمد شاه الابن مقالا فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أعلن فيه انطلاق ما وصفه بمقاومة المجاهدين ضد طالبان، وقال إنه على استعداد لاتباع خطى والده مع المجاهدين المقاتلين المتأهبين لمحاربة طالبان، وطالب الابن بدعم أمريكى عسكرى لجبهة المقاومة الوطنية، التى يقودها فى وادى بنجشير.


ويعتقد أحمد مسعود أن أمريكا والأفغان يتقاسمون قواسم مشتركة مثل: الحرية وحقوق الإنسان والمرأة، وأن على واشنطن عدم التخلى عن أفغانستان لطالبان لأنها الأمل الأخير لإنقاذ الأفغان من ديكتاتورية طالبان وحكمها المتشدد، وأعلنت جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية التى تم تشكيلها من عدة فصائل وجماعات مسلحة فى الشمال، نداء استنفار لحشد المقاومة، معتمدة على جيل بأكمله من الشباب الأفغانى، ممن لم يعيشوا تحت حكم طالبان، والذى تعلم فى المدارس المدنية بعيدا عن مدارس طالبان، أو تلقى تعليمه ببلدان مجاورة أو فى الغرب أو أمريكا.


وكان أمر الله صالح نائب الرئيس الأفغانى، وهو من أشد المعارضين لطالبان، قد أعلن أنه الرئيس الشرعى عقب مغادرة الرئيس أشرف غنى للبلاد، بعد دخول طالبان للعاصمة كابول، وإذا استطاع أمر الله تعزيز قبضته على بنجشير، واستعاد كل الولاية وأجزاء منها، فمن الممكن أن تعزز مقاومته لطالبان، وتخلق تحالفا قويا مع أنصار شاه الابن وبعض القبائل المناوئة لطالبان.


أما طالبان التى قاتلت كحركة متمردة على مدى تاريخها منذ مولدها على يد بعض المدارس الدينية المتطرفة فى النصف الأول من القرن الماضى، فإن حفاظها على جيش حقيقى للبلاد سيكلفها الكثير، وسيتطلب مليارات الدولارات من الصعب أن تحصل عليها مع قلة الموارد، إلا بالاعتماد على زراعة الخشخاش بصورة غير شرعية، الذى يعد المورد الرئيسى للاقتصاد الأفغانى زراعة وتصنيعا وتصديرا للخارج، إضافة إلى عدم قدرتها على تشكيل قاعدة جماهيرية لها فى الشمال، لأن غالبية سكانه من الطاجيك، بينما الغالبية العظمى من أنصار الحركة من البشتون، وإذا أحكمت طالبان قبضتها على السلطة، ولجأت للانتقام من معارضيها وممارسة تصرفاتها غير المسئولة خلال حكمها على مدى 5 سنوات، فإن أى جهة معارضة لها ستلقى الدعم.

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة