رئيسى
رئيسى


بعد تصريحات رئيسى وعبد اللهيان

«حماية المستضعفين» ذريعة إيران لتصدير الثورة

آخر ساعة

الأحد، 05 سبتمبر 2021 - 10:46 ص

خالد حمزة

تصريحات نارية خرجت من إيران تؤكد دعمها لتصدير الثورة الخمينية لجيرانها، ودعمهم ماديا ومعنويا تحت شعار مساعدة المستضعين فى الأرض، الذى ينص عليه دستور إيران الذى تم وضعه بعد الثورة عام 1979 فى إحدى مواده، والتصريحات بدأها الرئيس الجديد إبراهيم رئيسى وأكدها حسين عبد اللهيان وزير الخارجية الإيرانى الجديد الذى رشحه رئيسى لوزارة الخارجية، الذى يعد أحد الصقور المؤيدة للمرشد الأعلى خامنئى وأحد التلاميذ النجباء لقائد الحرس الثورى قاسم سليمانى، الذى اغتالته أمريكا وكان أكبر الداعمين لتصدير الثورة.
 

رئيسى قال فى خطابه أمام البرلمان الإيرانى: "سنكون إلى جانب المظلومين فى فلسطين وسوريا وأوروبا وأفريقيا وأمريكا، وسنكون صوت المستضعفين"، وما جاء فى الخطاب يعد دليلا على نهج إيرانى ثابت بتصدير الثورة، كما أنه يشير إلى أن سياسة التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى ستستمر، وأن الحرس الثورى سيستمر بدعم الحلفاء فى أى مكان، ما يعنى استمرار حالة عدم الاستقرار، وهو ما يعنى المزيد من الدعم لمشروع تصدير الثورة  لدول المنطقة، والدخول فى صراعات المنطقة وحروب الوكالة، وطهران فى عهد إبراهيم رئيسى، سوف تزيد من دعمها للميليشيات التابعة لها فى المنطقة، وأن ميليشيا الحوثى سوف يكون لها النصيب الأكبر من الدعم الإيرانى، ووضح ذلك فى لقاء حضور القيادى الحوثى ورئيس وفد المفاوضات للميليشيات محمد عبد السلام  خلال حفل تنصيب رئيسى رئيسا لإيران، كما أن سيطرة طالبان على أفغانستان، تمنح دعما معنويا واستراتيجيا لميليشيات الحوثى.


وعلى نفس المنوال أكدت تصريحات حسين عبد اللهيان وزير الخارجية الإيرانى الجديد، الذى يعتقد أنه كان مرشح المرشد الأعلى الإيرانى والحرس الثورى، نفس التوجهات الإيرانية الجديدة القديمة بتصدير الثورة. كما أن قائد فيلق القدس السابق قاسم سليمانى الذى اغتالته أمريكا فى العراق، وكان يوصف بالجنرال الذهبى الذى صدّر الثورة لدول الجوار وأبرزها سوريا والعراق ولبنان واليمن بالدعم المادى والعسكرى والتدخل المباشر، أو عن طريق الوكلاء مثل الحوثيين فى اليمن، كان ينظر بإيجابية لآراء الأمير عبد اللهيان فى وزارة الخارجية، وكان يعتبره دبلوماسيا ثوريا.
حسين أمير عبد اللهيان، شخصية نموذجية فى المدرسة الدبلوماسية التقليدية فى إيران وابن الثورة الإسلامية الخمينية، ونال عبد اللهيان شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه فى العلاقات الدولية من جامعة طهران، ويتحدث بطلاقة اللغتين العربية والإنجليزية، كما تولى أول منصب فى وزارة الخارجية الإيرانية بصفة خبير دبلوماسي، وكان منذ تلك البداية يُعرف بأنه من الدبلوماسيين المحسوبين على مؤسسة الحرس الثورى.
ومنذ لحظة فوز إبراهيم رئيسى بالرئاسة الإيرانية فى يونيو الماضى، كان اسم عبد اللهيان يتردد بوصفه أحد أبرز المرشحين لخلافة محمد جواد ظريف فى منصب وزير الخارجية، للثقة التى يحظى بها لدى فريق المحافظين وخاصة لدى  الإمام الخامنئى، ودون إغفال أن السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية، يقررها المرشد الإيرانى فى المقام الأول، ويعتبر عبد اللهيان شخصية معروفة فى وزارة الخارجية، وأمير عبد اللهيان  فى الغالب ما يعلن دعمه لما يطلق عليه محور المقاومة، الذى يضم حزب الله فى لبنان والحكومة السورية وفصائل عراقية والمقاومة الفلسطينية، 
والآن، فقد أصبحت وزارة الخارجية الإيرانية مثل مؤسسات الرئاسة والقضاء ومجلس الخبراء ومجلس صيانة الدستور والبرلمان، كلها فى قبضة المحافظين والحرس الثورى.


وإضافة لذلك، عمل الدستور الإيرانى منذ اللحظة الأولى على إنشاء فرق عسكرية موازية للقوات المسلحة النظامية تحت مسمى الحرس الثورى الإيرانى، تتلقى أوامرها مباشرة من الخميني، وتعمل على تصدير الثورة الإيرانية، فقد سمح الدستور الإيرانى لنفسه باختراق سيادة الدول الأخرى، وشرع لنفسه الحق فى انتهاك استقلالها، وتمويل وتسليح وتدريب جماعات وأحزاب طائفية وميليشيات مذهبية، كى يضمن ولاءها التام وتبعية أفرادها ثقافيا وفكريا ومذهبيا لملالى إيران. 


وعلى الأرض ستجد تدخل إيران المباشر فى كثير من الدول مثل سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين والسعودية، وزعزعتها أمن واستقرار هذه البلدان، وحتى فى تركيا تدعم إيران بعض الجماعات المسلحة مثل حزب العمال الانفصالى الكردستانى، كما تسعى إيران للسيطرة على بعض الدول عن طريق السيطرة الاقتصادية، ونشر المذهب الشيعى من أجل بسط نفوذها ببعض البلدان.


كل تلك التطورات، أزعجت إسرائيل وأمريكا بالمقام الأول، وكانت الملف الرئيسى على مائدة لقاء نفتالى بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى جانب الملف النووى الإيرانى، والتهديدات الأمنية التى تمثلها ضد تل أبيب، وفى ظل استهداف السفن ذات الملكية الإسرائيلية والحرب بالوكالة التى تنتهجها إيران عن طريق حلفائها بالمنطقة، إلى جانب  التوترات مع حزب الله اللبنانى والمدعوم من طهران على الحدود مع لبنان، وتأثير ذلك على الأمن الإسرائيلى، ومنع أى فرص لسيطرة حزب الله على الأوضاع هناك، بما يمثله من تهديد لإسرائيل بدعم إيرانى.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة