الأحد، 05 سبتمبر 2021 - 07:03 م

أستاذ جامعة اسمه كرت ريتشر فى الخمسينيات كان يعمل تجارب نفسية على الفئران.. واحدة من تجاربه كانت إحضار مجموعة من الفئران ووضع كل منها فى إناء زجاجى كبير ممتلئ لمنتصفه بالماء.. الإناء زجاجى وكبير حتى لا يستطيع الفأر التعلق بمخالبه أو القفز خارج الإناء.. ريتشر كان يحسب الوقت الذى سيستمر فيه كل فأر فى السباحة ومحاولة الخروج قبل الاستسلام للغرق.. طبعاً كان هناك اختلاف بين كل فأر وآخر لكن فى المتوسط كان الفأر يحاول لمدة 15 دقيقة تقريباً ثم يستسلم للغرق، قام ريتشر بإعادة التجربة لكن مع بعض التغيير.. كان عندما يرى الفأر فى لحظاته الأخيرة وأنه على وشك الاستسلام كان يقوم بإخراجه من الإناء وتجفيفه ويتركه يستريح لبعض الوقت.. ثم يضعه مرة أخرى فى الإناء!

فعل ذلك مع كل الفئران ثم أخذ يحسب متوسط الوقت فى المرة الثانية.. تذكر أن المتوسط الأول كان 15 دقيقة تقريباً..
كم تتوقع أن يكون متوسط الوقت فى المحاولة الثانية؟
أكثر من 60 ساعة!!.. ساعة وليس دقيقة!.. والمفاجأة أن هناك فأرا استمر لمدة 81 ساعة تقريباً.

تحليل التجربة هى أن الفئران فى المحاولة الأولى فقدت الأمل بسرعة بعد أن تأكدت أنه لا سبيل للخروج.. فى حين فى المرة الثانية كان لديهم خبرة سابقة بأن هناك أملا وأنه فى أى لحظة قد تمتد لهم يد العون لتنقذهم لذا استمروا أكثر فى انتظار تحسن الظروف.. هذه القصة تتكرر فى كتب التحليل النفسى كثيراً كدليل على أهمية «الأمل والتفاؤل». وبغض النظر عن تحليل نتيجة التجربة وما يقولونه عن أهمية الأمل.. فهناك اهمية اخرى لمدى ارتباط القدرة الجسدية بالحالة النفسية.

ومن البديهى أن معظم البشر يستطيعون بذل مزيد من الجهد عندما يجدون التشجيع.. ويتوقفون عن العمل عندما لا يجدون التقدير الكافى.. فذهنك يفرض قيودا على قدرات جسدك.. أو على الأقل يوهمك بوجودها!

مقولة لابن القيم رحمه الله:
«الحُزن يُضعفُ القَلب، ويُوهنُ العزم، ويضر الإرَادَة، ولا شَيء أحبُ إلى الشّيطان من حُزن المُؤمن»..
إذن الدرس هو فى الأمل.. يا شباب مصر.. قم انهض وتذكر هدفك وحلمك!