إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع


خربشة

يارب.. اجعلني يوم الدين رفقة حبيبك ياسين

إبراهيم ربيع

الإثنين، 06 سبتمبر 2021 - 07:32 م

إنا لله وإنا إليه راجعون..نعيش طويلاً أو قصيراً لا فارق فى هذا.. فكل الأيام تمضى والرحلة تنتهى ولا يبقى من الإنسان إلا ذكرى تتضاءل وتتآكل وتموت هى الأخرى مع مرور الزمن.. زميلى الشاب ياسين عباس توفى إلى رحمة الله.. فاجأنا وسافر إلى أجمل وأروع مكان.. إلى الجنة بالتأكيد.. كم تمنيت أن يكون ابناً لى أستريح من عناء الدنيا بالنظر إليه والاستمتاع بعذوبة معشره..

والله لم تتعد معرفتي به سوى دقائق متفرقة من حين لآخر وكلمات ترحيب عابرة آخرها على الهاتف منذ أسبوع اسأله عن شيء فيأتي صوته متقطعاً منكسراً لا أعرف إن كان من الخجل المعهود فيه أم من الألم.. إلا أن خبر فراقه وقع على قلبى موقع الألم والجزع وكأننى عشت معه سنوات عمره القصيرة.. أكتب هذه الكلمات وصورته مرسومة أمام عينى كأنه ملاك طاهر .. وجه مريح وعين ساكنة مطمئنة وابتسامة خجولة وصوت خافت هامس.. والله هذا الشاب الجميل ما كان واحداً منا..

كان واحداً من عالم آخر لا يستحق أن ينتظر طويلاً مع أمثالنا.. فعلاً كان ''وش موت''.. والله أنا حزين على فراقه وعلى لوعة قلب أهله إلا أننى أشعر بسعادته وهو جالس فى الجنة.. منزل الصالحين الأطهار الذين سلموا أنفسهم طوعاً لإرادة الله وعاشوا أيامهم فى الدنيا كأنهم سيموتون غداً، قلبهم معلق بكل الفضائل ومنفصل عن كل الرذائل.. أنا أشعر به الآن مبتهجاً فى جنته محباً أيضاً للصمت  يتسع وجهه ويشرق بابتسامة عريضة ودع بها ابتسامته الدنيوية الخجولة.. أراه متعجباً من حزننا عليه وهو فى المكان الأفضل ويكاد ينادينا أن نلحق به ونتخلص من الشقاء والعناء والبلاء فى المكان الأسوأ.. وأكاد أرد عليه: قريباً يا ياسين ..الدنيا قصيرة مهما طالت.. اللهم اجعلنى يوم الدين رفقة حبيبك ياسين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة