علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

درس أزمة المنتخب

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 08 سبتمبر 2021 - 07:29 م

استيقظنا متأخرين على مأساة المنتخب! 
 الحقيقة المرة أن المشكلة تتجاوز أداء المنتخب ونتائجه، إذ مواقع عديدة تتسم بذات السمات التى قادت إلى حالة الهزال المزرية التى يعانيها منتخب مصر، وعلى شاكلته اتحادات وفرق كثيرة بامتداد خريطة النشاط الرياضى، والاستثناء يؤكد القاعدة دون أى تهويل. نظرة مدققة، وعبر تقويم موضوعى، تفضى إلى نتيجة محددة: ليس المدير الفنى للمنتخب وحده الذى ينفرد بتلك العقلية، والطريقة فى التفكير والأداء التى قادتنا إلى اللحظة البائسة، عندما سقطت الأقنعة دفعة واحدة. مؤسسات وأنشطة عديدة بعيدا عن الرياضة تضم بين جناحيها - للأسف الشديد - ذات النمط، وكأنه نموذج تكرارى، ربما لأن العوامل التى صنعت البدرى، صاغت كذلك من على شاكلته، بعيدا عن التخصص الفنى أو المهنى، ولأن المدخلات واحدة تقريباً فإن المخرجات والنتائج تأتى متقاربة على نحو ما. عندما يبرع أى مدير فى عملية التستيف، وتسييد المظهرية، والجنوح للجمود وغض الطرف عن الشللية، والبحث عن غطاء للتعمية تضمن بقاء الشخص والوضع مهما كانت العواقب، فإن المحصلة على المدى القصير قد تكون - فى الظاهرة - طيبة! لكنها فى المدى المتوسط تأتى بما هو كاشف لحقيقة ما يحدث، فلا يمكن أن يخدع أى مسئول كل من حوله كل الوقت لأن سياسة «التلصيم» سرعان ما تتهاوى وتفضح المتحمسين لها. فى المنتخب، كما فى غيره من المواقع التى تتخندق فيها نفس العقلية، ويتمحور حولها الأداء المأساوى، فإن إهمال التخطيط العملى، وغياب رؤية محددة المعالم، يقود المنظومة بأسرها لحالة من «التوهان» لتضرب الفوضى أركانها وتتهاوى فى النهاية. إعلاء الشكل على المضمون، ثم السعادة المصاحبة لبريق مؤقت، لا يتجاوز إحراز نجاح زائف مرة أو مرات قليلة، لكنه يدخر كوارث هائلة تتوالى بعد ذلك، ويحتاج تجاوزها إلى تكاليف باهظة، فى الغالب لا يدفع ثمنها المسئول الحقيقى عن وقوعها، لسبب بسيط، أنه لا يخضع للحساب الذى يستحقه، إذ يكتفى بإقالته، أو يسارع هو بإعلان استقالته، أيهما أقل خسارة! لعل ما حدث للمنتخب وتداعياته يكون لحظة إفاقة ليس فقط فى المجال الرياضى، وإنما يمتد عبر نظرية الدومينو، باتجاه صياغة معادلة لا تضمن النجاح فحسب، وإنما على أسس سليمة تضمن استمراره وتواصله.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة