ياسين
ياسين


فرفش كده | أهل خطوة

الأخبار

الخميس، 09 سبتمبر 2021 - 11:07 م

عبد الصبور بدر

هل كان يس يمتلك «طاقية الإخفاء»؟.. عندما تفتش عنه فى صالة التحرير لا تراه، تنادى عليه فتجده بجانبك، كأن الأرض انشقت عنه فجأة، وبمجرد أن تخبره بما تريد يختفى بالطريقة نفسها، بينما أنت تنظر حولك مندهشا فى محاولة لتفسير ما يحدث!


«خضني» يس وأنا أتعرف عليه للمرة الأولى قبل شهر واحد فى سهرة «الديسك»، ذهبت إلى أحمد عباس أسأله: مين ياعم الراجل ده اللى يتاكل من حلاوته؟، ابتسم أحمد عباس وهو يقول: أكيد تقصد يس؟، وقلت له: هو ده حقيقي؟.. وقال عباس: مش عارف والله!


«يا يس.. يا يس.. يا يس ..» الجميع يبحث عنه، وكأن كل شئ يتوقف على حضوره، بينما غيابه يشبه انقطاع الكهرباء، يشل الحركة ويوقف العمل، وحضوره يأتى أيضا مثل التيار الكهربائى (فجأة)، يضئ المكان ويصنع حالة من البهجة.


وهل كان يس رجلا من أهل الخطوة؟، يظهر ليلبى مطالب الكل فى نفس اللحظة وكأنه يمتلك أكثر من نسخة، يس يصغى إلى مطالب الديسك التى لا تنتهى، ويس يقف بجوار المصححين وهم يعالجون الأخطاء اللغوية، ويس ينحنى أمام شاشات الكمبيوتر ليتابع مع المنفذين تعديلات الصفحات، ويس يراقب من بعيد مباريات كرة القدم على شاشات التليفزيون المعلقة، ويس يتواصل على الهاتف مع «الجراج» ليوفر السيارات التى تنقل الزملاء من الجريدة إلى بيوتهم بعد انتهاء السهرة، ويس يجلس وحيدا وبعيدا عن الجميع يتأمل شيئا يراه وحده ويبتسم!


يزهد يس فى دور البطولة، ولا يظهر أبدا فى الصورة، لكنه موجود دائما فى الخلفية، هو المحرك الرئيسى للعمليات التى يقوم بها الأبطال، بدونه لا يمكن الوصول إلى النجاح المطلوب بتلك الدقة وهذا الإبهار، بينما غيابه عن المغامرة يبدو مستحيلا!


ومن عجائب ياسين أنه لا يحصل لنفسه على أية مميزات ولكنه يقفز بالواحد إلى خانة الـ 10، ويضاعف الـ100 ألف إلى مليون، ويحول الـ100 مليون إلى مليار.  مات يس، فشعرنا بالصدمة، وجوده كان يضيف لنا قيمة أكبر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة