انتصار دردير
انتصار دردير


صباح الفن

200 جنيه

إنتصار دردير

الجمعة، 10 سبتمبر 2021 - 08:09 م

لا أظن أن السينارست أحمد عبد الله كان سيخسر شيئاً لو كتب فى مقدمة فيلمه «200 جنيه»، أن الفكرة مأخوذة عن فيلم «خمسة جنيه» الذى كتبه الفنان الراحل السيد بدير، بل كان سيكسب كثيراً لو فعل ذلك، لاختلاف الزمن وتباين الظروف الاجتماعية والاقتصادية، ما بين أربعينات القرن الماضى التى صدر فيها الفيلم «1947» والعصر الحالى، هذا الاختلاف الزمنى كفيل بأن يحدث تغييراً فى المعالجة، وفى طبيعة الشخصيات، كما أن أحمد عبد الله سينارست متحقق وله أفلام عديدة ناجحة، بعضها كتبه فى شكل بطولة جماعية على غرار (كباريه، الفرح، ساعة ونص)، وهى أعمال نجحت فنياً وجماهيرياً، وها هو يعيد نفس التجربة الجماعية مع هذا الفيلم الذى ضم مجموعة من النجوم، يتصدر بعضهم بطولات أفلام بمفرده، لكنهم تقبلوا بفكرة الجماعية، ونجح السيناريو فى أن يرسم لكل منهم دوراً محدداً، وحكاية خاصة به مع بناء درامى متماسك أتاح مساحة مقبولة لكل ممثل.
البطولة الحقيقية فى الفيلم للعملة الورقية فئة خمسة جنيهات، التى تتنقل من شخص لآخر وتتوقف عند كل من تصله، وفى أى شئ سينفقها، على اختلاف طبقاتهم وثقافتهم، فهناك الغنى والفقير، الطيب والشرير، الكريم والبخيل، والجاهل والمتعلم، هذه التناقضات تعكس تناقضات وأزمات الشخصيات نفسها، تبدأ رحلة الورقة من «عزيزة السيد» المرأة التى يكفيها بالكاد معاش زوجها، تفاجأ بسرقة 200 جنيه بعد أن تكون قد ختمتها باسمها، تتنقل الورقة طوال الفيلم، حتى تعود إليها فى النهاية بخبر يفجعها، وهذا العمل يعيد إسعاد يونس الى التمثيل بعد غياب وقد إزدادت نضجاً وإبداعاً، مع هانى رمزى العامل فى محطة بنزين الذى يتعرض لموقف حرج مع ابنته وليلى علوى تتوحد مع المرأة لتفجع بوفاة زوجها، وأحمد السقا سائق التاكسى الذى يتمتع بشهامة رائعة وإنسانية نادرة، وطارق عبد العزيز الذى قدم عدة مشاهد كشفت كواليس صناعة الاعلام، وضيوف البرامج الذين يقولون ما لا يفعلون.
لاشك أن اسم المخرج محمد أمين على الفيلم يمنحه مصداقية وثقة، فهو مخرج مهموم بالمجتمع، وقد اعتاد كتابة أفلامه التى حملت مضامين سياسية واجتماعية، لكنه فى «200 جنيه» يخوض تجربة مختلفة يقترب فيها من الجمهور بشكل أبسط.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة