السوشيال ميديا
السوشيال ميديا


الشرطة تتعامل مع ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى بكل سرعة وتحقق فيها

الداخلية والسوشيال ميديا.. أمن حقيقى فى عالم افتراضي

أخبار الحوادث

الأحد، 12 سبتمبر 2021 - 05:44 م

كتب: مصطفى منير – محمد عطيه

ما بين الحقيقة والشائعة مجهود عظيم يبذله رجال لا يعرفهم أحد وليس بالضرورة أن يعرفهم الناس باسمائهم.. يرصدون.. يحللون.. يتحركون لكشف الحقيقة، نعم هم رجال الشرطة المصرية، ففى الآوانة الأخيرة أصبحت السوشيال ميديا تلعب دوراً مهمًا في حياة الملايين.. وهذا ما يدفع روادها في تسجيل فيديو أو الحصول على صورة أو كتابة منشور عن جرائم ترتكب في حق المواطنين على يد خارجين عن القانون، من أجل كشف الحقيقة والعمل على ملاحقة ومعاقبة مرتكب الجرم.. وهناك من يستغلها لأهداف اخري خبيثة هدفها احراج رجال الشرطة أو توصيل رسائل بهدف هز الثقة بين المواطنين والجهاز الأمني، ولكن دائماً ما تأتي صدمتهم مع إعلان كشف الحقيقة وفك اللغز أو ضبط المجرمين في غضون ساعات قليلة، أو تكذيب الفيديو وكشف حقيقته شكلًا ومضمونًا.. وهذا ما يؤكد ان رجال المعلومات في وزارة الداخلية يعملون على كل تفاصيل «البوستات والفيديوهات» المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي.. وهذا إن دل على شئ فهو يدل على أن الأمن واقع وحقيقة يشعر به المواطن في كل وقت من الأوقات، يستوي في هذا تتبع السوشيال ميديا أو بلاغات بوقوع جرائم؛ فالنهاية والهدف دائمًا واحدًا وهو أمن الوطن وآمان المواطن. 

تاجر مخدرات «أون لاين»

فوجئ رواد مواقع التواصل الاجتماعى بأحد تجار المخدرات، والذي يظهر من حديثه وملابسه أنه من صعيد مصر، بنشر فيديو يظهر فيه وهو يقوم بعرض المخدرات "الحشيش والأفيون والبانجو"، كما تعمد ان يظهر أسلحه نارية بجانبه اثناء الفيديو.. ويقوم بالإعلان عن بضاعته، كما ترك رقم هاتفه للتواصل مع زبائنه!
على الفور بدأ رجال الشرطة فى فحص الفيديو المنشور، وتمكنت القوات من تحديد هويته؛ تبين انه "ف.ا" وهارب من 25 حكم قضائى كما تبين انه مطلوب لتنفيذ 17 حكم قضائى بالمؤبد، كما تمكنت القوات ان تحدد مكان تصوير الفيديو، حيث قام المتهم بتصويره داخل منزله بمحافظة قنا.
فى الوقت الذى يقوم رواد التواصل الاجتماعى بنشر الفيديو ومتابعة حديث تاجر المخدرات، والذي زعم فيه ان المخدرات التى يبيعها تعتبر مضادة لفيروس كرونا، كان رجال الشرطة يتحركون لرصد تحركاته، وتمكنت القوات الامنية من تحديد المكان؛ داخل قرية السمطا بدشنا محافظة قنا، اسرعت القوات تداهم منزل المتهم بعد التأكد من تواجده بالداخل، لكنها فوجئت بقيام المتهم باطلاق الاعيرة النارية على القوات، مما أضطرت القوات من تبادل النيران معه، وأسفرت المداهمه عن مصرع تاجر المخدرات، كما تمكنت القوات من إصابة شقيقه وتم القبض عليه وبمواجهته اعترف بالجريمة، تم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بحبس المتهم.

قطار البدرشين بخير

كالعادة يتابع رجال الشرطة كل ما يتم نشره على مواقع السوشيال ميديا وتحديداً ما له علاقة بالأمن والجريمة، والعمل عليها، فوجئ الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأحد الاشخاص يقوم بنشر فيديو يتضمن اشتعال احد قطارات البدرشين وكان تحت عنوان "القطار مشتعل بالبدرشين.. اين المسؤلين".
وعلى الفور بدأت الأجهزة الأمنية فى رصد الفيديو وجمع المعلومات والتأكد من صحة الفيديو المنشور.. توصل رجال الشرطة إلي حقيقة الفيديو وتبين انه اشاعة ولا علاقة له بالحقيقة نهائياً.. وبالفحص تمكنت القوات من تحديد المسئول عن نشر الفيديو وتبين انه عامل وله معلومات جنائية.. ومقيم بمركز البدرشين بالجيزة.. تمكنت القوات من القبض عليه.. وبمواجهته أعترف بارتكاب الواقعة، وأفاد بنقل الفيديو من إحدى الصفحات دون التأكد من صحته، وتم تحرير محضر بالواقعة واحالته للنيابة لمباشرة التحقيق.
لم تكن تلك الواقعة الوحيدة التى لا اساس لها من الصحه، فهناك الكثير من الوقائع ولكن دائماً ما تقوم الأجهزة الامنية برصد كل فيديو للتأكد من صحته وكشفه سلبًا أو ايجابًا.

24 ساعة.. وعاد زياد إلى إهله

استيقظ اهالي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية الاسبوع الماضي، كعادة كل صباح متجهين إلى أعمالهم، هكذا اعتاد المواطن المصري جيلًا بعد جيل وسوف يظل هذا الواجب الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فكل شئ كان على ما يرام، لكن بينما كانت عقارب الساعة تشير الى العاشرة صباحاً، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، حيث فوجئ أهل القرية بـ 3 رجال يستقلون سيارة تقف فجأة أمام أحد المحلات، ويخرج منها رجل ملثم يختطف طفلا من بين أحضان أمه، التي دوت صرخاتها سماء المنطقة، مهرولة خلفهم تحاول إنقاذ ابنها ذات الـ 9 سنوات، قبل أن تسقط على الأرض وهي تحاول أن تتشبث بسيارة الجناة ولكن وفر المتهمون هاربين، حالة من الرعب والذعر سيطرت على قاطني المدينة، وسرعان ما انتقلت إلى الملايين من رواد "السوشيال ميديا" بعد انتشار مقطع فيديو يصور لحظات الاختطاف.


وسرعان ما تحركت الأجهزة الامنية تحت إشراف اللواء خالد العزب مساعد وزير الداخلية لمنطقة وسط الدلتا واللواء هاني عويس مدير أمن الغربية وتم تشكيل فريق بحث تحت قياده اللواء ياسر عبد الحميد مدير المباحث الجنائية الذي أمر بتكثيف الجهود المبذولة أمنيًا لتحديد هوية المتهمين لإعادة الطفل إلى أحضان أسرته، وأسفرت جهود الأمن من خلال الإستعانة بالتقنيات الحديثة وجمع المعلومات وفحص خط سير المتهمين وتحركاتهم من خلال كاميرات المراقبة وفحص ومناقشة شهود الواقعة، عن تحديد السيارة المستخدمة فـى إرتكاب الحادث وتبين أنها مبلغ بسرقتها بدائرة مركز بيلا بكفر الشيخ، حيث قام الجناة بالتخطيط لسرقتها وإستخدامها فـى إرتكاب الحادث ثم التخلى عنها وإضرام النيران بها بعد الحادث فى محاولة لعدم ملاحقتهم وضبطهم، كما أسفرت الجهود عن تحديد المتهمين ومكان إخفائهم للطفل فـى أحد المنازل بإحدى المناطق الزراعية المتاخمة لمدينة المحلة، وبتقنين الإجراءات تم توجيه عدة مأموريات متزامنة، وأمكن ضبط أفراد التشكيل العصابى وبحوزتهم 2 بندقية آلية مع المحافظة على سلامة الطفل وتحريره سالماً، بمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعة وأقر أحدهم بأنه نظراً لعلمه بكون والد الطفل تاجر مواد غذائية معتقداً أنه صاحب ثروة، مما دعاه للإتفاق مع الأخرين على إرتكاب واقعة خطف الطفل وإبتزاز والده للحصول على مبالغ مالية، تم إتخاذ الإجراءات القانونية، وتم أحالتهم الى النيابة العامة التي أمرت بحبسهم على ذمة التحقيقات.
هكذا عاد زايد وسط حفاوة وتظاهرة قام بها أهالي مدينة المحلة يشيدون خلالها برجال الأمن في أقل من 24 ساعة.

آخرة البحث عن التريند

في واقعه أخرى تداولها رواد صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، كانت عبارة عن مقطع فيديو يظهر خلاله أحد الأشخاص؛ يدعى أنه حال قيادته سيارته النقل بطريق القاهرة السويس الصحراوى فوجئ بتوقف سيارة ثم ترجل منها أحد الأشخاص، وقدم له "2 ساندويتش" لتناولهما، فإرتاب فـى أمره ولم يتناولهما، وعقب وصوله للطريق الإقليمى بالقاهرة، إكتشف أنهما يحويان مواد مخدرة، فقام بنشر مقطع الفيديو لتوعية السائقين، وسرعان ما بدأ رجال الشرطة الفحص وبالبحث حول صحة المعلومة، تظهر المفاجئة؛ بعد تحديد الشخص الذي ظهر فى مقطع الفيديو، والقائم على نشره تبين أنه "سائق، مقيم بمحافظة المنوفية"، وبإستدعائه قرر بحصوله على عدد 2 ساندويتش من أحد مستقلى سيارة ميني باص أثناء سيره بطريق "القاهرة السويس"، وفى الطريق اشتعلت في فـى ذهنه فكرة مجنونة وهي وضع أقراص خاصة بعلاج الصداع داخل الأطعمة، ونشر مقطع الفيديو على النحو المشار إليه للحصول على أكبر نسبة متابعة بقصد التربح، دون أن يدري هذا الشخص أنه يرتكب شيئا يعاقب عليه القانون، تم إحالته الى النيابة العامة التي أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.

متحرش المعادي 

استيقظ رواد مواقع التواصل الاجتماعى على فيديو صادم للجميع، حيث ظهر فى الفيديو رجل يرتدي بدله وبصحبته طفلة صغيرة، كما اظهر الفيديو محاولة هذا الشخص التحرش بالطفلة الصغيرة والتعدي عليها جنسياً، ولكن لحسن حظ الطفلة أن لاحظت موظفة معمل التحاليل الكائن بالعقار محل الجريمة ما يحدث لتخرج مسرعه لإنقاذ الصغيرة.. وبالفعل حاول المتحرش ان يكذب فى البداية لكنها عندما اشارت له على الكاميرا الخاصه بالعقار وان ما فعله كان بث مباشر امامه تركها وهرب، معتقداً ان جريمته قد انتهت.

ولكن سرعان ما انتشر الفيديو من كاميرات المراقبة، وتفاعل معه رواد السوشيال ميديا، واصبح ينتشر بين الصفحات والجروبات كانتشار النار في الهشيم.. لحظات وكان رجال وزارة الداخلية يرصدون الفيديو، وبعد دقائق طويلة نجح رجال الشرطة في تحديد مكان الجريمة، كما نجحت الشرطة في تحديد هوية الذئب البشري.

وفى أقل من 24 ساعة كانت قوات الامن تنطلق، بعد ان تمكنت من رصد المتهم، وخلال لحظات معدودة من تحديد مكان اختباءه تمكنت القوات من مداهمة المكان وتمكنت من القبض على المتهم"م.ج" داخل احدي الشقق في المعادي، وتحرير محضر بالواقعة، وإحالته للنيابة، وأثناء التحقيقات كانت المفاجئات الصادمة؛ بمناقشة الطفلة المجني عليها قالت؛ "الراجل ده اشترى مني مناديل لما كنت قاعدة في ميدان الحرية في المعادي، واداني جنيه زيادة وأنا رحت معاه علشان قالى تعالى هديكي فلوس تانى، وأمي مكنتش تعرف حاجة عشان كانت مش موجودة، وأنا مشيت وراه ومكنتش أعرف اسمه ايه عشان كنت أول مرة أشوفه.. لما دخلت البيت لقيته يمسك جسمي فخفت منه وجريت".


بمناقشة والدة الطفلة قالت؛ إنها لم تعرف شيئا عن الواقعة، سواء من ابنتها أو حتى من أي أحد لأنها لا تعرف شيئا عن "الفيس بوك" قائلة؛ "أنا ست غلبانة في حالي لا فيسبوك ولا حاجة، أنا بروح كل يوم المعادي عشان بنرزق هناك وبرجع آخر اليوم إلى بيتي في طموه بأبو النمرس، وأنا اتفاجأت بالشرطة بتقولي تعالي معانا على القسم انتي وبنتك سلمى، وهناك عرفت باللي حصل ".

وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة، كما اكد انه مريض نفسيًا، وحكمت عليه المحكمة بحبسه 10 سنوات.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة