الجمعة، 17 سبتمبر 2021 - 07:32 م

لم يكن هناك أفضل من ليلة الاحتفال بذكرى الموسيقارالراحل بليغ حمدي، ولا أجمل من دارالأوبرا لتشهد عودة المطربة الكبيرة عفاف راضى للحفلات الغنائية بعد غياب طويل، على مسرح النافورة بالأوبرا، وفى حضور وزيرة الثقافة د. ايناس عبد الدايم التى عبرت عن سعادتها بعودة راضى للغناء، ووسط جمهور كبيرمن عشاق عفاف وبليغ، غنت المطربة الكبيرة كما لم تغن من قبل، وأبدعت بألحان خالدة لتحيى ذكرى مكتشفها الذى علم بموهبتها وهى لاتزال طالبة بمعهد الكونسرفتوار، فبحث عنها ليسمعها، فإذا به يكتشف بخبرته أنه أمام صوت متفرد، يمتلك إمكانات كبيرة فى الغناء العربى والأوبرالي، فقرر أن يتبناها، ودفع بها للغناء فى حفل كان يحييه العندليب الأسمرعبد الحليم حافظ، ليضمن أكبرحضور من الجمهور، بل ويتولى بليغ قيادة الأوركسترا بنفسه ليبث فيها الثقة وهى تشدو بأول ألحانه «ردوا السلام « لتكون بمثابة شهادة ميلادها الفني، هكذا كان الكبار لاينتظرون أصحاب المواهب حتى يأتون إليهم، بل ينقبون عنهم، ويدفعون بهم، ويمنحونهم الوقت والجهد، فقد أعطاها بليغ أعذب ألحانه فى أغنيات تنوعت بين العاطفى والدينى والوطنى، مثل عطاشي، كله فى الموانى، وحدى قاعدة فى البيت، هوا ياهوا، ورغم نجاحها الكبير، لم يقف فى طريق المطربة الصاعدة، ولم يحتكر موهبتها لنفسه، بل دفعها للتعامل مع كبار موسيقى عصرها أمثال، محمد الموجى ومنير مراد وكمال الطويل. 
لعل هذا الشريط طاف بمخيلة عفاف راضى وهى تشدو بألحان بليغ أمام جمهور الأوبرا مساء أول أمس فخطفت قلوبنا وانتزعت التصفيق، واستقبلها الجمهور بحفاوة كبيرة، لابد أن يكون ذلك كله دافعا لها لاستئناف نشاطها الفنى، فلايزال لحضورها على المسرح بريق، ومازال صوتها مبدعا ولم يؤثر فيه الغياب، بل أن الجمهور صار أكثر تعطشا لغنائها، بعد أن سيطرت على الساحة أصوات عديدة تخاصمها الموهبة والحضور،  تبقى حفلات الأوبرا هى الباب الملكى للغناء العربى الأصيل، تستقطب الجمهور سواء فى مهرجان القلعة أو الموسيقى العربية، من خلال كبار نجوم الغناء أوالأصوات الموهوبة من نجوم الأوبرا الشباب الذين أبدعوا فى حفل بليغ، وهم رحاب مطاوع،ياسر سليمان،محمد متولي.
تحية لوزيرة الثقافة لدورها الكبير فى تدفق نهر الفن الجميل، وأهلا بعودة الراقية صوتا وإبداعا عفاف راضى.