ثابت البطل
ثابت البطل


شخصيات و حكايات

ثابت البطل.. كان بطلا فى الملعب وخارجه

آخر ساعة

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 01:38 م

شوقى‭ ‬حامد

مشوارى‭ ‬فــى‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجـلالـة‭ ‬زاخر‭ ‬بالمواقف‭ ‬حاشد‭ ‬بالأحـــــــداث‭ ‬ملــــــىء‭ ‬بالعلاقات‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشخصيات‭.. ‬لأنه‭ ‬طـــال‭ ‬لأكــثر‭ ‬مــن‭ ‬أربع‭ ‬حقـب‭ ‬زمنيــة‭.. ‬فقد‭ ‬اسـتحق‭ ‬التســــــجيل‭ ‬واســــــتوجب‭ ‬التــــــــدوين‭.. ‬وعــــــــلى‭ ‬صفحــــات‭ ‬اآخرساعةب‭ ‬أروى‭ ‬بعضا‭ ‬مـــن‭ ‬مشاهده‭.‬

كان‭ ‬له‭ ‬حظ‭ ‬وافر‭ ‬من‭ ‬اسمه‭.. ‬فهو‭ ‬فى‭ ‬الملاعب‭ ‬الخضراء‭ ‬بطل‭ ‬فى‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬مرماه‭.. ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬بطل‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ناداه‭.. ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬الإنسانيات‭ ‬فارس‭.. ‬وفى‭ ‬الإداريات‭ ‬ماهر‭.. ‬وفى‭ ‬الفنيات‭ ‬بارع‭.. ‬وفى‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬قائد‭.. ‬وفى‭ ‬التعاملات‭ ‬مبدع‭.. ‬يسعى‭ ‬دائما‭ ‬لإقرار‭ ‬الحق‭.. ‬ويلتزم‭ ‬بقول‭ ‬الصدق‭.. ‬ورغم‭ ‬طيبته‭ ‬الفطرية‭.. ‬ونشأته‭ ‬القروية‭.. ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬قادرا‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬الجسور‭ ‬المتينة‭ ‬والعلاقات‭ ‬القويمة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬المحيطين‭ ‬به‭ ‬والمتعاملين‭ ‬معه،‭ ‬فاستقطب‭ ‬ودهم‭ ‬واستحق‭ ‬حبهم‭ ‬وأخلصوا‭ ‬له‭ ‬وأخلص‭ ‬لهم‭.. ‬وُلد‭ ‬ثابت‭ ‬البطل‭ ‬فى‭ ‬مدينة‭ ‬الحوامدية‭ ‬بالجيزة‭ ‬فى‭ ‬١٦‭ ‬سبتمبر‭ ‬عام‭ ‬٥٣‭ ‬من‭ ‬أسرة‭ ‬بسيطة‭ ‬يعمل‭ ‬ربها‭ ‬بالزراعة،‭ ‬وكان‭ ‬مهيبا‭ ‬فى‭ ‬قومه‭ ‬وخبيرا‭ ‬فى‭ ‬سربه‭ ‬وحاذقاً‭ ‬فى‭ ‬عمله،‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تربية‭ ‬أبنائه‭ ‬على‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬الرفيعة‭ ‬والمبادئ‭ ‬السديدة‭ ‬وغرس‭ ‬فيهم‭ ‬مخايل‭ ‬الشهامة‭ ‬والفروسية‭ ‬والنبل‭ ‬ورسّخ‭ ‬فيهم‭ ‬النزوع‭ ‬للخير‭ ‬والإحساس‭ ‬بالغير‭ ‬والمشاركة‭ ‬الوجدانية،‭ ‬فتفانى‭ ‬الأبناء‭ ‬فى‭ ‬التنفيذ‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬رغم‭ ‬بساطتهم‭ ‬المكانة‭ ‬المرموقة‭ ‬والمنزلة‭ ‬المتفردة‭.. ‬مارس‭ ‬البطل‭ ‬ككل‭ ‬أقرانه‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬شوارع‭ ‬وطرقات‭ ‬القرية‭ ‬ثم‭ ‬يمم‭ ‬وجهته‭ ‬شطر‭ ‬نادى‭ ‬شركة‭ ‬السكر‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬قبلة‭ ‬كل‭ ‬الصبية‭ ‬الطامحين‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬مشاريع‭ ‬لأبطال‭ ‬رياضيين،‭ ‬وكان‭ ‬يلعب‭ ‬كجناح‭ ‬أيسر‭ ‬لفريقه‭..

‬وفى‭ ‬إحدى‭ ‬المباريات‭ ‬أصيب‭ ‬الحارس‭ ‬فأشركه‭ ‬المدرب‭ ‬بدلا‭ ‬منه‭ ‬لطول‭ ‬قامته‭ ‬وقوة‭ ‬بنيانه،‭ ‬وتعملق‭ ‬البطل‭ ‬وتفوق‭ ‬فى‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬شباكه‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أغرى‭ ‬مدربه‭ ‬فى‭ ‬تثبيته‭ ‬بهذا‭ ‬المركز‭. ‬

وأسعدته‭ ‬أقداره‭ ‬أن‭ ‬تلمحه‭ ‬العيون‭ ‬الخبيرة‭ ‬للكشاف‭ ‬الأسطورى‭ ‬عبده‭ ‬البقال‭ ‬فيصطحبه‭ ‬للقلعة‭ ‬الحمراء‭ ‬وينضم‭ ‬للأهلى‭ ‬عام‭ ‬٧٢‭.. ‬حرس‭ ‬البطل‭ ‬مرمى‭ ‬الأحمر‭ ‬رسميا‭ ‬أمام‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬موسم‭ ‬٧٤‭ ‬وكان‭ ‬الفريق‭ ‬قد‭ ‬حسم‭ ‬الدرع،‭ ‬فلم‭ ‬يعبأ‭ ‬بالنتيجة‭ ‬وأشرك‭ ‬معظم‭ ‬البدلاء،‭ ‬فتلقى‭ ‬هزيمة‭ ‬بهدف‭ ‬الكاستن‭ ‬مسعد‭ ‬نور،‭ ‬لكنه‭ ‬كسب‭ ‬حارسا‭ ‬موهوبا‭ ‬فرض‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الحراس‭ ‬التاريخيين‭ ‬بإرادة‭ ‬حديدية‭ ‬وبمهارة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬ولفت‭ ‬إليه‭ ‬الأنظار‭ ‬وخطف‭ ‬الإبصار‭ ‬بأخلاقياته‭ ‬الراقية‭ ‬وتعاملاته‭ ‬السامية،‭ ‬فقرر‭ ‬الكابتن‭ ‬صالح‭ ‬سليم‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬وتقديمه‭ ‬كقدوة‭ ‬صالحة‭ ‬وأسوة‭ ‬ناجحة‭ ‬ليكون‭ ‬نبراسا‭ ‬للاعبين‭ ‬ومرشدا‭ ‬ودليلا‭ ‬للصاعدين‭ ‬والواعدين‭.. ‬تفانى‭ ‬البطل‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬واجبه‭ ‬نحو‭ ‬الأهلى‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يعتبره‭ ‬قلعته‭ ‬التى‭  ‬يستحق‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭ ‬وصرحه‭ ‬الذى‭ ‬يستوجب‭ ‬التضحية‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬لديه‭ ‬من‭ ‬وسع‭ ‬وطاقة‭.. ‬أسهم‭ ‬البطل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬٢٥‭ ‬بطولة‭ ‬متنوعة‭ ‬أفريقية‭ ‬وعربية‭ ‬ومحلية‭ ‬طيلة‭ ‬١٦عاما‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬الحارس‭ ‬الأول‭ ‬ثم‭ ‬شارك‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬١١‭ ‬بطولة‭ ‬أخرى‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬مديرا‭ ‬للكرة‭.. ‬وعندما‭ ‬اعتزل‭ ‬ذهب‭ ‬للعمل‭ ‬بالخليج‭ ‬كمدرب‭ ‬لحراس‭ ‬المرمى‭.. ‬ولم‭ ‬تمضِ‭ ‬عليه‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬هناك‭ ‬إلا‭ ‬وعاد‭ ‬أدراجه‭ ‬للقاهرة‭ ‬تلبية‭ ‬لنداء‭ ‬المايسترو‭ ‬صالح‭ ‬وتحول‭ ‬الفريق‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تولاه‭ ‬البطل‭ ‬إداريا‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوحوش‭ ‬لا‭ ‬تفلت‭ ‬منهم‭ ‬بطولة‭ ‬أو‭ ‬يضيع‭ ‬منهم‭ ‬لقب‭.. ‬وطلبته‭ ‬الأندية‭ ‬العربية‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فاستأذن‭ ‬المايسترو‭ ‬وقاد‭ ‬نادى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الليبى‭ ‬لفترة‭ ‬قصيرة‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬الرياح‭ ‬الحمراء‭ ‬نادته‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬فلم‭ ‬يقو‭ ‬على‭ ‬مقاومتها‭ ‬وعاد‭ ‬إلى‭ ‬موقعه‭ ‬الأثير‭ ‬ومركزه‭ ‬الشهير‭ ‬وظل‭ ‬به‭ ‬ومعه‭ ‬حتى‭ ‬لفظ‭ ‬آخر‭ ‬أنفاسه‭ ‬وهو‭ ‬متدثر‭ ‬بغطاء‭ ‬سميك‭ ‬جالسا‭ ‬بجوار‭ ‬البدلاء‭ ‬مقاوما‭ ‬ومكافحا‭ ‬للأعراض‭ ‬العنيفة‭ ‬التى‭ ‬ألمت‭ ‬به‭ ‬ولم‭ ‬يتخل‭ ‬الأهلى‭ ‬عنه‭ ‬ولم‭ ‬يتردد‭ ‬فى‭ ‬إيفاده‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬للعلاج‭ ‬لكن‭ ‬القدر‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬الكلمة‭ ‬الفاصلة‭ ‬فلقى‭ ‬ربه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتعدى‭ ‬الخمسين‭.. ‬حظى‭ ‬البطل‭ ‬بجائزة‭ ‬اللجنة‭ ‬الدولية‭ ‬للتاريخ‭ ‬والإحصاء‭ ‬بالمركز‭ ‬الثانى‭ ‬بين‭ ‬حراس‭ ‬العالم‭ ‬الذين‭ ‬حافظوا‭ ‬على‭  ‬نظافة‭ ‬شباكهم‭ ‬لعدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬المباريات‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬عصام‭ ‬الحضرى‭ ‬صاحب‭ ‬المركز‭ ‬الخامس‭.. ‬اقتربت‭ ‬من‭ ‬البطل‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مواقعه‭ ‬وكنت‭ ‬من‭ ‬القلائل‭ ‬الذين‭ ‬تشرفت‭ ‬بتناول‭ ‬الطعام‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬فى‭ ‬بيته‭ ‬الريفى‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬أقوم‭ ‬بواجب‭ ‬العزاء‭ ‬فى‭ ‬اللواء‭ ‬زامر‭ ‬عزت‭ ‬مدير‭ ‬المنتخب‭ ‬وابن‭ ‬الحوامدية‭ ‬البار‭ ‬وأشهد‭ ‬أن‭ ‬عائلة‭ ‬البطل‭ ‬كان‭ ‬لديها‭ ‬النصيب‭ ‬الأوفى‭ ‬من‭ ‬الجود‭ ‬والكرم‭ ‬والشهامة‭ ‬وكان‭ ‬ربها‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬بطلها‭ ‬ونجله‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬النائب‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة