جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

تحالف الغواصات والغضب الفرنسى!!

جلال عارف

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 06:28 م

 

بالتأكيد.. فإن التحالف الثلاثى الجديد الذى أقامته أمريكا مع بريطانيا واستراليا هو خطوة فى الاستراتيجية الأمريكية لمواجهة المد الصينى الذى تعتبره أمريكا الخطر الأكبر عليها.
ومع ذلك فإن رد الفعل الأساسى حتى الآن هو انفجار موقف الحليف الفرنسى إلى درجة سحب باريس لسفيريها فى العاصمتين الأمريكية والاسترالية بسبب تضمن الاتفاق الثلاثى مد استراليا بصفقة غواصات حديثة تسير بالطاقة النووية لتكون البديل عن صفقة كانت استراليا قد أبرمتها مع فرنسا لتزويدها بالغواصات بلغت قيمتها ما يجاوز خمسين مليار يورو!!
باريس اعتبرت ذلك طعنة فى الظهر وخيانة من أقرب الحلفاء.. فالصفقة كانت تمثل رقما كبيرا لصناعة السلاح الفرنسي، وآثار إلغاء الصفقة ستتعدى الجانب الاقتصادى فى القضية «رغم أهميته» إلى الجانب السياسى والاستراتيجى على كل المستويات.
محليا.. فإن المساس بهيبة فرنسا بهذه الصورة يمثل ضربة قاصمة للرئيس الفرنسي. وقد بدأت كل الأحزاب المعارضة، استخدام الأمر فى معركة الرئاسة القادمة التى بدأت بالفعل.
وأوروبيا.. يمثل ذلك ضربة لمشروع فرنسا بتكوين قوة عسكرية أوروبية بديلة لحلف «الناتو» وهو المشروع الذى تجدد الحديث عنه بعد أزمة أفغانستان وانفراد واشنطون بقرار الانسحاب.
وعالميا.. فإن جهود فرنسا لإحياء دورها وتعظيم مصالحها حول العالم تصطدم الآن بعودة التحالف التقليدى بين واشنطون ولندن ليكون القيادة الفعلية للتحالف الغربى فى مواجهة التحدى الصينى والروسي. إلى أى مدى سيصل الغضب الفرنسي؟ وماذا ستفعل أمريكا لاحتوائه؟
وأى دور لفرنسا «وأوروبا كلها»، فى خريطة التحالفات الدولية الجديدة؟
أسئلة تنتظر الاجابة، بينما الصراع الأساسى يشتد، وعنوانه الكبير هو «المواجهة بين أمريكا والصين».. وفى الطريق تفاصيل كثيرة. وحروب صغيرة، وتحالفات تتبدل، وخيانات لا تقف السياسة عندها طويلا!!

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة