كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

ثوابت مصر

كرم جبر

السبت، 18 سبتمبر 2021 - 06:32 م

 

من أخطر القضايا التى يجب مواجهتها بالوعى الصحيح، استغلال الأديان فى إشعال الحروب والفتن، وحاولت الجماعات الإرهابية ومازالت تحاول خلق حالة من العداء مع من يختلف معها، ونشر الأفكار السوداء بأن الانتماء يجب ألا يكون للوطن بل للخلافة لاستعادة الأمجاد الزائلة.
لو فكرنا قليلًا فسنجد أن الأمجاد التى يريدون الوصول إليها هى أنقاض الأوطان، وخلال مظاهرات تلك الجماعات فى سنة حكم الإخوان، شاهدنا الأطفال يتشحون بوشاح كتب عليه "مشروع شهيد"، وليس مشروع مهندس أو طبيب أو عالِم يخدمون أوطانهم،وكان ضرورياً أن تمتد يد الدولة لدور الحضانة والمدارس الدينية التى تعلم النشء العنف، بعيداً عن مقاصد الإسلام وتعاليمه.
علموا أولادكم ما ينفعهم ليكونوا رجالاً يدافعون عن أوطانهم، وليسوا إرهابيين يقتلون ويحرقون ويدمرون.
كذلك يجب علينا الحفاظ على اللغة العربية – لغة القرآن – لحماية هوية الأجيال الجديدة، لأن الكثير من المدارس الأجنبية تضع اللغة العربية فى آخر برامجها الدراسية، وهو ما يعنى قتل الهوية والثقافة، فالنشء يجب أن يحب بلده ونشيد بلده لارتباطهما بهوية الشعوب.
النشء بعد سنوات قد يحمل السلاح للدفاع عن وطنه، ولن يعتبر أرضه هى عرضه إلا عندما ينشأ بشكل سليم مثل طلبة الكليات العسكرية، ولا يجب التفريط أبداً فى مثل هذه القضايا.
وتأتى مسألة احتواء الجميع تحت مظلة واحدة من أهم الأولويات، فلا تفرقة بسبب الدين، ويجب تصحيح النظرة الخاطئة لأصحاب الديانات الأخرى، لأننا فى النهاية سنذهب إلى الله وهو من يحاسبنا، فالحفاظ على العلاقة الطيبة بين المسلمين والأقباط، حفاظ على الوطن باعتبار أن الجميع مصريون، والدرس المستفاد من تجارب من حولنا هى أن سلامة الأوطان تستند على الاحتواء.
وهناك أشياء مهمة للدولة المصرية أولها أن الشعب المصرى محب للأديان منذ زمن بعيد، وصنع نوع من التآخى والتعايش السلمى بين مختلف الطوائف، فعلاقة المسلمين والمسيحيين من ثوابت الدولة المصرية وأمن قومى لمصر، ويجب علينا أن نحافظ عليها، وشاهدنا ذلك فى حرب أكتوبر والتى كان فيها الجندى المسلم بجانب شقيقه المسيحي، وارتوت أرض سيناء بدمائهم.
وفى عام حكم الإخوان الإرهابية تعرض الأقباط لاعتداءات ولكنهم آمنوا بأنهم لن يتم توظيفهم فى تلك القضايا، وارتمى أشقاؤنا الأقباط فى أحضان الوطن ولم يستقووا بالخارج، وأدرك الأقباط أن حمايتهم بين أحضان مصر ووقف المسلمون يدافعون عن كنائسهم، وقال البابا عبارته الرائعة "وطن بلا كنائس، خير من كنائس بلا وطن".
هذه هى مصر بمكوناتها المتفردة وثقافتها الضاربة فى جذور التاريخ، ويحميها الله ويرعاها ويصون شعبها.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة