مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون ازعاج

رسالة الفتاة المنتحرة

مصطفى عدلي

الأحد، 19 سبتمبر 2021 - 08:33 م

وقفت بكل شجاعة وكأنها تمازح روحها ، تداعبها ، حدثها عقلها أنها النهاية ، لم تتردد ، كانت خطواتها سريعة ، نحو كتابة الحروف الأخيرة من رحلة كانت أشد قسوة من فعلتها ، جريمتها في حق ذاتها ، لكنها لم تعد تبالى ، رغم يقينها بالمصير المحتوم ، هنا اطلقت صرختها الأخيرة لتودع بها ذكرياتها ، طفولتها ، ضحكاتها التي تناستها ، صفحاتها المؤلمة ، سقطت الفتاة ولفظت أنفاسها ، حتما لم يكن هذا هو السقوط الأول ، ربما سبقه المزيد ، لقد عاشت معاركها لسنوات بين أزمات ، مشاكل  ، ضغوط أسرية أنهكتها ، جعلتها تفكر في المغادرة ، ماتت فتاة المول ، اطلقت عليها الشائعات ، البعض قال عنها مريضة ، وآخرون اتهموها بالضعف ، وفريق تحدث عن جنونها ، صدقوني لست أعرفها لكن أن تقدم طبيبة ، متعلمة ، ناضجة على قتل روحها اعلموا أنها ماتت قبل أن تموت ، قتلت قبل أن تقتل نفسها ، طعنت بخناجر متعددة من مجتمعها ، أطلب منكم وأنا معكم بتفهم رسالة الطبيبة المنتحرة وسرعة العودة لبيوتنا ، لنفتش بين جدرانها ، لنجلس إلى أطفالنا ، نستمع لهم برفق ، نمنحهم جزءاً من اللين ، نعاملهم بالطيب وقتها ربما يفاجأ أحدنا أنه للتو أنقذ صغيرته من نفس النهاية الحتمية .. رحم الله تلك الفتاة وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة