الخميس، 23 سبتمبر 2021 - 08:21 م

الانتحار هو قتل الإنسان نفسه وإزهاق روحه باستخدام وسائل عديدة ظنا منه أنه يجد فيه مخرجا يعبر به عن أزمته، والهروب من الحياة ومشاكلها التى لا يستطيع أن يواجهها ، يعلق الشيخ رمضان عبد المطلب من علماء الأزهر الشريف عن تناقل مواقع التواصل لحالات الانتحار بقوله : فى الآونة الأخيرة ظهر فى المجتمع المصرى بعض الشباب الذين يتخلصون من حياتهم بالانتحار نتيجة فشل أو عدم تحقيق رغبة له، ومعروف أن الموت فى الأزل شىء كتبه الله على رقاب العباد .

ويضيف:من الناحية الدينية فإن النفس الإنسانية غالية ومصانة ومكرمة عند الله تعالى فى الحياة وبعد الممات ،فلا يجوز إهدارها أو القضاء عليها بأى حال قال تعالى:»ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم فى البر والبحر «،وقال سبحانه وتعالى:» ثم أماته فأقبره»، فالذى يملك الموت هو الله وحده وهو سبحانه نفسه الذى وهب الحياة قال تعالى:» الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا» وقال :» ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين « ومن هنا لا يجوز للإنسان مهما كانت الأسباب أو الظروف القاسية أو المرض العضال الذى لا يرجى شفاؤه أن يتخلص الفرد من حياته أو يعرضها للخطر فقد قال تعالى :» ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» وقال تعالي:»ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما»، وقد أجمع أهل العلم فى تفسير هذه الأية أن هذا نهى عن قتل الناس بعضهم بعضا أو قتل الرجل نفسه أو إيقاع ضرر بها وقد تناول النبى صلى الله عليه وسلم عقوبة من يقدم على الموت أو الانتحار قال صلى الله عليه وسلم:» من قتل نفسه بحديدة فحديدته فى يده يتوجأ بها فى بطنه فى نار جهنم خالدا فيها ابدا ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا « وهذا تحذير شديد من قتل الإنسان نفسه.

أسباب عديدة

ويؤكد : أن بعض أسباب الانتحار تأتى كما يقول العلماء من اضطرابات نفسية أو انفصام أو اكتئاب شديد أو التعرض لصدمات قاسية أو إدمان للمخدرات التى تذهب العقل أو الآثار الشديدة لبعض الأدوية أو القلق واضطراب النوم أو الاحساس بعدم القدرة على مواجهة مشكلات الحياة أو الفقر والديون هذا بالإضافة إلى وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعى التى تعرض صور المنتحرين ووسائلهم مما تدفع البعض إلى تقليدهم أو العنف الأسرى وتقدم السن.

ويوضح أن دار الإفتاء المصرية بينت أن الانتحار حرام شرعا ومن كبائر الذنوب ومعصية، إلا أن المنتحر ليس كافرا ولا يخرج من ملة الإسلام بل يظل على إسلامه ويصلى عليه ويغسل ويكفن ويدفن فى مقابر المسلمين ويجب التصدق عليه وأن الله أعلم بحاله إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه واعتبرت الدار أن الانتحار إخلال بمبدأ الشريعة لحفظ الكليات الخمسة وهى الدين والنفس والعقل والنسب والمال وخيرا فعل سيادة النائب العام بعدم نشر صور المنتحرين على وسائل التواصل الاجتماعى حرصا على مشاعر ذويهم وعدم المساس بحرمة الحياة الخاصة وندعو مؤسسات الدولة الدينية والمدنية لبحث الأسباب والسعى إلى حلها لتجنيب الشباب الوقوع فى هذا الفخ .