د. سارة الذهبى
د. سارة الذهبى


يوميات الأخبار

الخرس الزوجى

الأخبار

السبت، 25 سبتمبر 2021 - 06:47 م

رجعَوا لجوازكم المودة و الرحمة من تانى؛ الوقت المناسب لسه موجود و مفيش حاجة اسمها ما خلاص اللى راح راح

أنا عارفة إن العنوان بيوجع و هيلمس ناس كتير... الخَرس الزوجى و انعدام لغة الحوار بين الزوج و الزوجة مشكلة واجعة قلوب ستات و رجالة بلا استثناء و إن كان الستات بيفرقلهم الموضوع ده أكتر بسبب الفطرة اللى خلقنا بيها ربنا سبحانه و تعالي..


كتير أوى هتسمع السيناريو المتكرر ده ؛ جوزى لما بحكيله حاجة عن يومى أو مواقف الولاد عملوها أو تفصيلة عن شغلى مش بيهتم يسمعنى و بيحسسنى ان كلامى تافه؛ لدرجة انه مش بيبصلى حتى و انا عمالة أهاتى و بكتشف انه سادد ودانه و مشغول بأى حاجة تافهة بس المهم يوّصلى انه مش مُهتم باللى بقوله ! وعلطول بيتعامل معايا إن كلامى مجرد رغى مش بيهمه و إنى انسانة دماغها فاضية فباخد منه جنب وواحدة واحدة بلاقى نفسى فى وادى و هو فى وادى تانى خالص... و حتى زعلى انه مش بيسمعنى بقى بيقل تدريجيًا لحد ما انعدم !


احنا ممكن نقعد بالأسابيع مش بنتكلم إلا صباح الخير صباح النور و هو و لا فارقله حاجة ولا عايز يعرف عننا أى حاجة !


لا يعرف عنى حاجة و لا عن ولاده.. مجرد ضيف بيرجع من الشغل مستنى الأكل و كوباية شاى يشربها وعينه راشقة يا فى الموبايل يا فى التلفزيون يا فى اللاب توب لحد ما ينام على نفسه.. و كل يوم نفس السيناريو.. ردوده دايماً بتقفلنى لما اسأله احكيلى عملت ايه فى يومك.. فبطّلت اسأله…


انا أقدر أسمّع الردود اللى حفظتها صم من نوعية ؛ وانتِ تفهمى ايه عن شغلى أو هستفاد ايه لما أحكيلك أو عدم الرد من الأساس..


انا مش بتهم الرجالة انهم السبب المُطلق للخرس الزوجى و انعدام التواصل لإنه ساعات بيكون بسبب الست برضه انها مش بتتكلم مع جوزها فى موضوعات تهمه هو... بتدّخله فى تفاصيل مش فارقاله عن صحباتها أو مواقف هبلة فى الشغل و مش بتشاركه فى مواضيع من اهتماماته...لما بيحكيلها عن حاجة مش على كيفها بتسيبه و تنشغل بالعيال أو بشغل البيت فبيقرر ما يتكلمش.. أو تسيبه فى نص الكلام و ترد على صاحبتها الرغاية فى التليفون و دى أكتر حاجات بتقفل الرجالة ! انه يحس انه مش رقم واحد فى حياة مراته لما يحتاج اهتمام..


الخرس الزوجى نتيجته وحشة أوى و عواقبها بتخرب البيوت..


كتير مننا بيسمع شكوى من بعض الزوجات ان جوزها قد ايه بيكون چنتل و ذوق و بيسمع لزميلاته فى الشغل ويبقى رغيهم على قلبه زى العسل و ييجى عند مراته و ما يستحملش منها كلمة!! غريبة انه يسمع مشاكل جارته لما يقابلها صدفة و يحاول يلاقيلها حلول و ما يدّيش ودنه لمراته وهى بتحكيله مشكلة كبيرة عندها فى الشغل!! حتى لو الزوج و الزوجة اهتماماتهم مختلفة فلو عايزين يلاقوا نقطة وسط يلتقوا عندها هيلاقوا بس لازم الطرفين يساعدوا بعض و يتنازلوا عشان يريحوا بعض و يخلّوا فى مساحة من الحوار بينهم..


أكتر حاجة تعبانا اننا بعدنا عن دفا بيوت زمان و روح بيوت زمان..


البيوت زمان وقت العصارى كان لازم الأب و الأم ياخدوا بعضهم و يطلعوا البلكونة مع كوبايتين شاى ويقعدوا يرغوا سوا فى كل حاجة عن البيت و الولاد و عن كل واحد فيهم فى ساعة صفا و كل واحد فيهم مشغول بالتانى مش مشغول عن التاني..


مكانش فيه موبايلات و لا تلفزيونات فى كل ركن فى الشقة و لا سوشيال ميديا و جيمز بتسحل الناس معاها بالساعات و تفصلهم عن الواقع اللى عايشينه و بتفصلهم عن حبايبهم..


عشان كده كان فيه دفا و حلول لأى مشكلة و ترابط بين كل فرد فى الأسرة و التاني.... الأب عارف يوم ولاده مشى ازاى و الأم تنكش ولادها فى أى حاجة عشان تجرجرهم فى الكلام بطريقة ذكية كأنهم اصحاب بل بالعكس فى قرارات مصيرية كانت بتتاخد على ترابيزة السفرة من كتر ما المكان ده كان مقدّس! وأسرار كتير الأم بتعرفها عن ولادها من فضفضتهم سوا و الرغى جوه المطبخ مع الأم و هى بتطبخ وبتغسل خضار السلطة…


أنا واثقة ان كل واحد بيقرأ السطور دى تخيل المشهد ده بكل تفاصيله لإن كلنا اتربينا عليه و بنبتسم لما بنفتكره..


دلوقتى فين كل ده؟


فين اللمة؟


فين الفضفضة؟


كل واحد بياخد طبقه و على أوضته و لو حتى الأب و الأم بيصروا على انهم يتلمّوا مع ولادهم على نفس الترابيزة بس هتلاقى نص اللى قاعدين وشهم فى الموبايلات أو حاطط وشه فى طبقه عشان ياكل و ينجز ويقوم و يتقوقع فى أوضته!


مشكلة الخرس الزوجى انه مش بيطول الزوج و الزوجة و بس!


الخرس ده بيتورّث للولاد اللى بيطلعوا مشافوش يعنى ايه حوار صحى بين أب و أم !


كل واحد عايش فى جزيرة معزولة لوحده..


بيخاف و بيفرح و بينجح و بيفشل لوحده..


بيطلع من أزماته لوحده..


بيواجه مخاوفه و صراعاته لوحده!


والنتيجة ان كل فرد فى الأسرة بيروح يدور على طرف خارجى يفهمه و يستوعبه من بره ؛ و ممكن جدًا وجود الشخص ده وتدخله يدمر الاسرة و يخربها لإن اختياره كان مبنيا على غلطة و تسرّع ..


تلاقى زوج تعددت علاقاته و زوجة قرّبت من شخص معاها فى الشغل و أولاد انجرفوا مع أصحاب سكتهم خراب و سواد!
كل ده عشان مش بناخد خطوة نقرّب فيها من شريك حياتنا!


مش بناخد خطوة عشان نسمعه... عشان نحسسه اننا موجودين عشانه... و اننا


اتجوزنا عشان نتشارك فى كل صغيرة و كبيرة..


اتكلموا قبل فوات الأوان..


قرّبوا قبل ما يبقى بينكوا حيطان سد.. دوروا على حلول و هتلاقوها...


عشان طول ما كل واحد فى وادى و سادد ودنه و مكّبر دماغه الخرس ده هيدفن علاقتكم بالحيا...


رجعّوا شمل العيلة و الوِّد بينكم و بين ولادكم..


خلوا البيت يبقى فيه دفا من تانى و رحمة و حنان..


أكتر حاجة بتخرب البيوت انكار الغلط و اننا نكابر و نكمل فى سكة عتمة عشان منعترفش اننا لازم نصلّح المسار..


رجعَوا لجوازكم المودة و الرحمة من تاني؛ الوقت المناسب لسه موجود و مفيش حاجة اسمها ما خلاص اللى راح راح..


طالما لسه فى العمر بقية، اتكلموا و فضفضوا عشان تحلوا المشاكل و تصلحوا العلاقة بدل ما تبقى جوازاتكم محكوم عليها بالإعدام بسبب المكابرة و العند…
القلوب..أسرار


كل واحد فينا عنده سر مُحتفظ بيه لنفسه... بيخاف حتى يكتبه فى ورقة لحسن تُقع فى ايد حد حتى لو أقرب الناس ليه... بيخاف يصارح بيه نفسه و بيهرب منه قال يعنى مش متأثر بوجوده فى حياته... مش شرط ان السر ده يكون حاجة حرام أو عيب أو حاجة يخجل منها... ممكن تكون حاجة حصلت فى الطفولة أثرت فى شخصيتك، خلّتك كبرت قبل الأوان... شيّلتك الهم و انتِ لسه بضفيرتين... ممكن تكون خناقة سمعتها بين باباك و مامتك أو شدّ بينهم خلاّك تجرى و تستخبى بسببه تحت اللحاف و عملت نفسك نايم عشان متسمعوش ... بس عمل شرخ جواك عايش معاك لحد دلوقتي.. ممكن تكون قصة حب ليك فى اعدادى أو ثانوى أو كلية وجعت قلبك و عرّفتك قسوة الدنيا لأول مرة و ان الحب بيوجع زى ما بيخلّى القلب ينُط من الفرحة.. ممكن تكون لحظة وداع لحد أُعجبت بيه من سُكات و فرّقت بينكم الأيام بس لسه قلبك بيقع ووشك بيحمّر لو شوفته صُدفة ... ممكن تكون أغنية .. لازم كل ما تسمعها تفتكر شخص و يوم و موقف.. ريحة بيرفيوم محدش يعرف غلاوتها عندك الا انت أو محدش يعرف بيفكّرك بمين الا انت ... تاريخ معين انت بس اللى فاهم معناه.. رقم تليفون لسه حافظه رقم رقم رغم مرور سنين كتير.. لبس عندك بيفكرك بذكرى ...دبلة ورق عملتها لحبيبتك كوعد منك انك هتفضل معاها طول العمر بس مليون حاجة وقفت فى طريقكم !


الأسرار دى مكانها بيكون جوّه.. جوه أوي... فى حتة متدارية خالص.. مدفونة و محدش يعرف عنها حاجة.. و من كتر ما بتكون جوه أوى بتعّلم و بتسيب أثر يفضل معاك العمر كله... بتسيب نغزة ما بتروحش مع السنين أو عين بتلمع مهما الواحد كِبر و افتكرها.. أو سحبة فى قلبك بتحسها لما تشوف حد كان كل حياتك فى فترة من الفترات بس دلوقتى مفيش بينكم إلا ذكريات ووجع !


فى صندوق صغير جوه كل واحد فينا لمينا فيه ذكريات خاصة أوى و قفلناه و رمينا مفتاحه و افتكرنا اننا كده اتعافينا من الشوق و الحنين بس طلعنا بنضحك على نفسنا..


اللى يقولك انا حياتى بلا أسرار بيضحك عليك.. و ده شىء طبيعى المفروض ان محدش يخجل منه عشان دى سنة الحياة...ان يكون فى ماضى و حاضر و ذكريات..


كلنا جوانا حكاية ما اتحكتش..


تفاصيل ما اتشافتش... دموع احنا اللى مسحناها لنفسنا والدنيا ضلمة عشان محدش يشوفها أو يحس بيها.. احاسيس ما ينفعش تتحكى لحد و محدش يعرف عنها حاجة.. كل واحد عنده قصة بتاعته هوّ و بس وأبطال محدش يعرفهم الا احنا و بس...

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة