صورة أرشيفية لصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل
صورة أرشيفية لصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل


من قلب اسرائيل.. «رضا الشارع».. كلمة السر فى نجاح صفقة الأسرى الوشيكة

محمد نعيم

الأحد، 26 سبتمبر 2021 - 09:19 م

ينطوي ملف تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل على تعقيدات بالغة، يمليها إصرار كل طرف على تحقيق مكاسب تفوق الآخر، فضلًا عن انعدام ثقة الطرفين فى الالتزام بالبنود. وفى حين تلوح فى الأفق مؤشرات اقتراب الطرفين من إبرام صفقة وشيكة، تتطلع أنظار الجانبين إلى «رضا الشارع»، عن مآلات الصفقة المرتقبة، وزخم الرصيد الشعبى المترتب عليها.

لذا، وبعد إلقاء إسرائيل القبض على السجناء الفلسطينيين الستة، الهاربين من سجن «جلبوع»، تصر حماس على إدراجهم ضمن أية صفقة جديدة، لإضفاء زخم على شعبية الحركة، سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية، لاسيما فى ظل اعتبار السجناء الستة أبطالاً بمنظور الشارع الفلسطيني.

وتقترح حماس، وفقًا لتسريبات نشرتها «يديعوت أحرونوت»، إبرام صفقة واسعة، يطلق فى إطارها سراح جميع المفرج عنهم خلال صفقة جلعاد شاليط من الأطفال، والنساء، والمرضى، وهم الذين كانت إسرائيل قد أعادت اعتقالهم مجددًا. وتتضمن الصفقة المقترحة أيضًا الإفراج عن سجناء، حُكم عليهم بالسجن بسنوات طويلة، سواءً كان ذلك على دفعة واحدة أو دفعتين.

وفى حين ترفض إسرائيل شروط حماس، ولا تعترف من الأساس بتلقيها تصورات حول إمكانية خروج الصفقة الوشيكة إلى النور، تعمل دوائرها المعنية بالملف على تحريك القضية فى مختلف المحافل؛ ولعل ذلك كان واضحًا خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخيرة لشرم الشيخ، وإصراره على اصطحاب المنسق الإسرائيلي لملف الأسرى والمفقودين بديوان رئاسة الوزراء يارون بلوم خلال الزيارة.

رغم ذلك، لا يستبعد مراقبون قبول إسرائيل بإطلاق سراح مئات الأسرى، مقابل تهدئة طويلة الأجل فى قطاع غزة؛ وقالت دوائر فى تل أبيب: «ربما يميل رئيس الوزراء نفتالى بينِت إلى هذا المقترح لسببين: التفرغ للتعامل مع الملف النووى الإيراني، والتوصل إلى تهدئة طويلة الأجل، تنعكس آثارها على إسرائيل من جهة، وعلى مستوطنات غلاف قطاع غزة من جهة أخرى، وهو ما يمنح بينِت شعبية، تعزز موقفه السياسي، خاصة فى الأيام الأولى لحكومته».

أيًا كانت أهداف الطرفين من الصفقة، فنجاح الوسيط فى تمريرها هو الأهم، ويؤكد ذلك جيرهارد كونراد، رجل الاستخبارات الألمانية المتقاعد، وأحد وسطاء صفقة الإفراج عن جلعاد شاليط قبل 10 سنوات. وخلال لقاء مع صحيفة «هآرتس»، أوضح كونراد أن الثقة المتبادلة بين طرفى الصفقة هى الباعث الأول على نجاحها، مشيرًا إلى أن نجاحه فى إبرام صفقة لتبادل الأسرى والمفقودين بين حزب الله وإسرائيل، كان سببًا مباشرًا لإقناع حماس بجدية إبرام صفقة جلعاد شاليط مع إسرائيل، نظرًا لإحساس الحمساويين حينئذ بالثقة فى التزام الطرف الآخر ببنود الصفقة..

ورغم أن جيرهارد كونراد لا يؤمن بتوقيت محدد لإبرام مثل هذه الصفقات، وتأكيده أن الصدفة تلعب دورًا كبيرًا فى عامل الوقت، لكنه يرى فى المقابل أن «أسطورة بطولة السجناء الفلسطينيين الهاربين من سجن «جلبوع»، قد تكون قاعدة مناسبة لإبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس».

وأوصى رجل الاستخبارات الألمانى المتقاعد فى نهاية حواره: «قبل أى شيء، يجب من البداية توافر النية الجادة لإبرام الصفقة، وضلوع أطراف لها علاقات طيبة مع أحد الطرفين بغرض التأثير».
محمد نعيم


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة