الشيخ سلطان وبرفقته كبار الضيوف والمشاركون فى المنتدى الدولى
الشيخ سلطان وبرفقته كبار الضيوف والمشاركون فى المنتدى الدولى


كسب القلوب والعقول شرطان لنجاح الاتصال الحكومى

منتدى الشارقة الدولى يناقش قضايا الساعة فى دورته العاشرة

آخر ساعة

الإثنين، 27 سبتمبر 2021 - 06:33 م

يُعقد المنتدى الدولى للاتصال الحكومى سنوياً فى الإمارات العربية المتحدة، ويعد من أبرز الفعاليات التى تتجلى أهميتها بالنظر إلى دور الاتصال الحكومى فى خطط التنمية المستقبلية الشاملة، خاصة بعد جائحة «كورونا» التى شهدها العالم وشكلت تحدياً كبيراً أمام كبرى بلدان العالم.
وأكد المشاركون فى أعمال الدورة العاشرة التى أقيمت الأحد الماضى بإمارة الشارقة، أن مواجهة نظريات المؤامرة التى يشهدها العالم تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل فى كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وتعزز العلاقة بين الحكومات والشعوب.

أقيمت أعمال الدورة الجديدة للمنتدى الدولي، تحت شعار «دروس الماضي، تطلعات المستقبل»، بمشاركة 79 خبيراً فى الاتصال من 11 دولة عربية وأجنبية، برعاية الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
وعلى مدار يومين، ناقش المنتدى آليات إدارة الأزمات بأساليب اتصال مبتكرة ومعاصرة، ومستقبل خطاب الحكومات للجمهور، وحجم الشراكة التى تجمعهم فى صناعة القرار. وتضمن 31 فعالية توزعت بين 7 جلسات حوارية و5 خطابات ملهمة و7 ورش تدريبية و12 منصة تفاعلية، وجرى التركيز على التجارب التاريخية فى الاتصال الحكومي، وأهم المحطات الماضية وصولاً إلى الحاضر وما رافقه من تحولات ليستشرف بعد عشرة أعوام على انعقاده مستقبل الاتصال الحكومى إقليمياً وعالمياً.
واستضاف المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، والأمير تركى الفيصل آل سعود مؤسس وعضو مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل ورئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، إلى جانب عدد من الوزراء وكبار الشخصيات من قادة التغيير والمسئولين والفنانين والإعلاميين العرب والأجانب.

غرس الفكر النبيل

وخلال كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الجديدة، أكد الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن عملية بناء الإنسان لا تتحقق بتوفير الشروط المادية للعيش فحسب، بل بغرس الفكر النبيل وصقل العقل والوجدان، مشيراً إلى أن إمارة الشارقة وفقاً لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذى أرسى ركائز مشروع الإمارة التنموي، ووضع الثقافة فى موقع القيادة لهذا المشروع، ورسخ بنيةً اجتماعيةً ومؤسساتيةً تحقق التوازن بين التطور المادى والتطور الفكرى والوجداني.
وتابع: «إن المنتدى حدث يتجاوز فى وظيفته مجرد البحث فى الخطاب الرسمى الموجه للجمهور، ليغوص عميقاً فى أصل العلاقات البشرية، حيث فكرة التواصل والاتصال، فمن خلال الاتصال تتوثق العلاقات، وتصان القيم، وتحمى المبادئ، وتنهض الأمم».

التحدى الأكبر

فيما قال الأمير تركى الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ضيف شرف المنتدى: «إن التحدى الأكبر اليوم أمام العالم هو إدارة التحولات الجارية فى النظام الدولى القائم بهدف صياغة نظام دولى جديد، وإعادة هيكلته ليعبر عن موازين القوى الدولية القائمة، ويستوعب المتغيرات العالمية فى المستويات كافة، بما يستجيب لتطلعات دول العالم فى إيجاد نظام دولى عادل يوفر بيئة استراتيجية للدول لتكيف سياساتها بما يحفظ مصالحها الخاصة، ويوجد عالماً يسوده الأمن والاستقرار».
وشدد على أن «الفشل فى مواجهة هذا التحدى سيقود إلى صراعات دولية، العالم فى غنى عنها، وتهدد ما أنجزته البشرية خلال العقود الماضية من إنجازات فى كافة المجالات بما فى ذلك مستقبل العولمة. ونحن اليوم على حافة تحول قد يعيدنا إلى الصراع بين الدول العظمى يهدد إنجازاتنا البشرية».

الحكومات والشعوب

من جانبه، قال أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة العربية: «بعد الأحداث العاصفة فى 2011، التى أفضت إلى أزمات مازلنا نعانى منها إلى اليوم فى أكثر من مكان بعالمنا العربي، أقول إن هذه الأحداث مثلت دافعاً لإعادة النظر والتفكير، فجزء كبيرٌ من المشكلات كان ناجماً عن حالة غير صحيّة من الانفصال بين الحكومات والشعوب».
وحول تأثير الأزمة الصحية العالمية على مكانة ودور الاتصال الحكومي، قال أمين عام الجامعة العربية: «لقد رأينا جميعاً ما كشفت عنه تجربة (كوفيد-19) فى العامين الماضيين من تأثير الاتصال الحكومى الناجح فى أداء الحكومات فى وقت الأزمة، فقد صار واضحاً أن الحكومات التى تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها، وثقة متبادلة بينها وبين الجمهور، تمكنت من إدارة الأزمة على نحوٍ أفضل، ومن قراءة الواقع بصورة أكثر دقة، ومن القيام بواجبها فى التوجيه والضبط والتوعية على نحو أسرع وأكثر كفاءة».

الإعلام الخاص

بدوره، أكد الدكتور نايف الحجرف، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن التواصل الحكومى الفعَّال لا يمكن أن تتحقق أهدافه بدون أن يكون الإعلام الخاص رافداً له ومسانداً فى إيصال رسالته، فالأهداف الوطنية الكبرى وتحقيقها وحمايتها هى مسئولية الجميع، والوقوف فى وجه المشككين والمثبطين بأهمية الاتصال الحكومى ودوره البنّاء هى مسئولية وطنية للذود عن ثوابت ومقدرات أى مجتمع، ولا يمكن لذلك أن يتحقق بدون وجود ميثاق يحكم الفضاء المفتوح، وينظم ما يحتويه من أخبار ومعلومات اختلط فيه الغث والسمين، وأصبح المتلقى فى حيرة من يصدق.
وأشار طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، فى كلمته خلال الافتتاح إلى أن الدورة الحالية للمنتدى تنعقد بعد أزمة صحية عالمية سببت تحولات حادة فى شكل الحياة الذى اعتدنا عليها، ووضعت أكثر من 4 مليارات إنسان حول العالم فى الحجر المنزلى نهاية العام الماضي، وغيرت أنماط العمل والتعليم وشكل الترفيه وصناعة المحتوى وطبيعة العلاقة بين الأفراد والمؤسسات والمجتمعات، مؤكداً أن هذه الحقائق تضع الاتصال الحكومى أمام أسئلة جوهريّة تطرحها منصة المنتدى الدولى للاتصال الحكومي.

نظرية المؤامرة

وخلال حفل الافتتاح تم عرض فيلم مرئى يعكس أهمية الاتصال الحكومى ودوره فى نقل كافة الصور والأحداث المتنوعة فى مشاعر الفرح والحزن والتضامن وغيرها من الأحداث التى أثرت فى العالم.
وعُقِدت الجلسة الأولى من المنتدى تحت عنوان «نظرية المؤامرة.. هل يمكن اختراقها؟»، واستضافت الدكتور فهد الشليمى رئيس مركز الشرق الأوسط للاستشارات السياسية والاستراتيجية، واللورد فيليب هاموند عضو فى مجلس اللوردات فى المملكة المتحدة، ونارت بوران الرئيس التنفيذى للشركة الدولية القابضة للاستثمارات الإعلامية.
وأكد المتحدثون خلال الجلسة أن منصات التواصل الاجتماعى وسرعة نقل المعلومة عبرها؛ ساهمت فى انتشار نظرية المؤامرة وتأثيرها فى مناحى الحياة المختلفة، بالإضافة إلى أن إحساس الجمهور بحالة من الاغتراب وعدم وضوح الرؤية بما يتعلق بنقل المعلومة؛ تعتبر بيئة خصبة وخطراً محدقاً يجب التعامل معه بحكمة، لمنع تفشى نظريات المؤامرة.
وأجمع المتحدثون على أن مواجهة نظريات المؤامرة تحتاج إلى استراتيجيات عملية، تتمثل فى كسب معركة القلوب وليس فقط العقول، وذلك عبر تقديم الحقائق بطريقة جذابة، تخاطب المشاعر، إلى جانب فهم آلية عمل نظريات المؤامرة، واستعارة بعض الوسائل التى تعمل بها لاستخدامها فى تفنيدها، وتطوير مناهج التعليم والعقل النقدى لدى الجمهور.
وخلال الجلسة الحوارية الثانية، التى حملت عنوان «فاعلية الرسائل الاتصالية بين علم السلوك والبيانات الضخمة»، أجمع خبراء ومسئولون على أهمية فهم توجهات جمهور وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهاج المزيد من الانفتاح على تلك الوسائل، وتوظيف مختصين بصناعة المحتوى ضمن فرق الاتصال الحكومي، لإنتاج رسائل ذات فاعلية أقوى لمخاطبة المجتمع والأجيال الجديدة التى تعتمد على وسائل الإعلام غير التقليدية.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة