الأربعاء، 29 سبتمبر 2021 - 06:53 م

مع اقتراب اكسبو دبي 2020، تتجه أنظار العالم أجمع إلى واحدة من أذكى وأسرع المدن نمواً على مستوى العالم وهي مدينة دبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة. كانت إمارة دبي من الأوائل على مستوى العالم إعلاناً لخططها المستقبلية نحو عالم رقمي مزدهر سعياً منها أن تصبح أذكى مدينة على مستوى العالم خلال السنوات القليلة القادمة.

لكن، السؤال هنا، ما هو تعريف المدينة الذكية؟ ما هي الخطوات الحقيقية التي اتخذتها الدول العربية وعلى رأسها دول الخليج العربي في سبيل التحول الرقمي والعمل على توفير مدنا ذكية لـ مواطنيها؟ تابع القراءة لمعرفة المزيد…

المدينة الذكية والتحول الرقمي

من أجل إطلاق جملة "المدن الذكية" يجب أن تتوافر عدة عوامل وعلى رأسها بكل تأكيد عامل التكنولوجيا. حيث أن المدينة الذكية تصبح ملائمة لـ السكن والتعايش بشكل عام عندما تصبح التكنولوجيا جزءا من الحياة بداخلها وهذا يعني امكانية الوصول الي كافة أنواع المعلومات خلال لحظات. حيث أنه يتم النظر الي التكنولوجيا في هذه الحالة على أنها أحد أقوي الأدوات لـ اتخاذ القرارات التي تساهم في تقديم خدمات على مستوى أفضل للمواطنين.

نحن هنا نتحدث عن مستوى معيشي أفضل، خدمات حكومية أذكي، بنية تحتية ذي كفاءة أعلى وكل هذا مرتبط بـ حلقات اتصال مباشرة من خلال تقنيات الـ 5G وبالتالي تصبح المدينة الذكية "متصلة". جاء هذا التعريف وفقا لـ معهد ماكنزي العالمي والذي أكد أيضا في تقريره الصادر عن المدن الذكية والتحول الرقمي على أن هناك تحديات عدة تواجه المدن الذكية في الجانب الاجتماعي وأيضا الاقتصادي. 

التحول الرقمي وتأثيره على الاقتصاد

أنه وفقا لـ الخطوات التي تخطوها دول الخليج العربي ومنطقة الشرق الأوسط نحو حكومات ذكية وبالتالي مدنا ذكية بشكل متكامل ، هاتفك المحمول سيكون هو لوحة التحكم للوصول الي أي شئ. هذا من شأنه أن ساعد بشكل كبير في اقتصاد البلاد من خلال توافد شركات التكنولوجيا والتقنيات الحديثة واستثماراتها إلى البلاد. 

ناهيك عن الانتعاشة الحادثة الان في سوق العملات الرقمية المشفرة واهتمام المستثمرين بـ شكل كبير من الأفراد والشركات بها. الأمر الذي يزيد من طموحاتهم في تبني التحول الرقمي وحرية التداول المالي مع إيمانهم الكامل أن عصر النظام المالي التقليدي قد ولي.

مرحلة وباء الكورونا، رغم صعوباتها المريرة التي مرت بها دول العالم أجمع، وعانت اقتصادات العالم أشد المعاناة، الا أنها كشفت لنا عصرا جديدا من الثورة التكنولوجية والتحول الرقمي الذي نراه جميعا الان أقرب من أي وقت مضي وأن مرحلة التحول ليست بالبعيدة على الاطلاق وجميعنا يشهد تحرك الدول في تنفيذ هذا التحول في كافة قطاعاتها المختلفة.

في وطننا العربي، إمارة دبي بالامارات العربية المتحدة، مدينة نيوم بالمملكة العربية السعودية ضمن رؤية 2030، العاصمة الإدارية الجديدة بجمهورية مصر العربية، دولة الكويت ورؤيتها لـ الكويت الجديدة 2035 والتي أعلنت مؤخرا أنها ستنفق ما يزيد عن 100 مليون دولار خلال الفترة الحالية وحتي 2024 في مجال الخدمات السحابية بالتعاون مع عملاق التكنولوجيا، شركة مايكروسوفت الأمريكية. أن هذا الأمر بكل تأكيد سيعمل على رفع طموحات البلاد في تنفيذ استراتيجية الكويت الجديدة بحلول عام 2035. حيث ان نظام الحوسبة يعد محورا أساسيا في عملية الانتقال والتحول الرقمي بجانب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات.
 

والبقية تأتي تباعاً، الوطن العربي يخطو خطوات متصاعدة في اتجاه انشاء المدن الذكية والتحول الرقمي. حيث أنه وفقا لأحدث التقارير الصادرة بـ شأن المدن الذكية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، أن حجم الاستثمارات في هذا الاتجاه في طريقه الي ما يزيد عن 2 مليار دولار بحلول نهاية عام 2021، من أجل تحقيق الرؤية بـ حلول 2025.