صورة ارشيفية
صورة ارشيفية


علاج الجروح بيرقات الذباب.. اكتشفه شعوب المايا وأعاد الألمان استخدامه

هناء حمدي

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 06:23 م

الذباب هي تلك الحشرة الصغيرة القادرة على نقل آلاف الجراثيم والتي تسبب في انتقال العديد من الامراض إلى الانسان مثل التيفويد والكوليرا وأمراض الجهاز الهضمي والالتهابات الجلدية والدوسنتاريا فبقائها عادة في الحاويات والقمامة هو السبب في نقلها للأمراض فبمجرد وقوفها على الطعام أو أي سطح تبدأ بالتخلص من حمولتها من الجراثيم المتعلقة على أرجلها لكي تنظف نفسها وتنتقل تلك الجراثيم بعدها إلى الإنسان ولكن ليس كل الذباب ضار فهناك ذباب هو السبب في علاج بعض الأمراض المستعصية.

 

الذباب الأزرق "Calliphora vomitoria" أو الذباب الأخضر "Lucilia sericata" هو ذلك الذباب الأكثر استخداما في العلاج اليرقي تلك الطريقة التي يتم استخدامها لعلاج الجروح المصابة ببكتيريا مقاومة للأدوية المتعددة ووجود أمراض تمنع التدخل الجراحي فهذا النوع من الذباب لا يهاجم إلا الأنسجة الميتة والمتعفنة داخل الجروح فقط من خلال افراز اليرقات سائل يعمل على إذابة الأنسجة الميتة والمتقرحة ثم تمتص هذا السائل بعد ذلك أما الفضلات التي تفرزها بعد عملية الهضم فتتحول إلى مضاد حيوي يسرع في شفاء الجروح.

 

 وتم اعتماد هذه الطريقة العلاجية منذ آلاف السنين فكانت شعوب "الأبورجيني" في أستراليا وشعوب "المايا" في أمريكا الجنوبية تستخدم يرقات الذباب في علاج الجروح ولكن كان أول تسجيل لفاعلية الذباب في علاج الجروح على يد الجراح الفرنسي "أمبروزا باري" بعدما لاحظ شفاء جروح مصابي الجيش والتي انتشر عليها الذباب بشكل أسرع من الجروح الأخرى.

 

واستمرارا لفاعلية استخدام يرقات الذباب في علاج الجروح سجل الجراح الفرنسي البارون "دومينيك" عام 1829 ملاحظته عن يرقة ذبابة لا تهاجم إلا النسيج الميت خلال تواجده ضمن حملة عسكرية تابعة لجيش نابليون ليتم تنفيذ أول تطبيق موثق رسمي ليرقات الذباب كعلاج من قبل الأمريكي "جون فورني" خلال الحرب الأهلية الأمريكية عندما اعتمدها كوسيلة علاج للغرغرينا وسجل نسبة نجاح مرتفعة في إنقاذ حياة أفراد الجيش المصابين.

 

ليكون عام 1929 هو النقطة الفاصلة في تاريخ العلاج اليرقي من خلال انتقاله لعلاج المدنيين بعدما كان مقتصرا على علاج مصابي افراد الجيوش حيث قام الجراح "ويليام س. بير" باستخدام اليرقات لعلاج المدنيين لأول مرة في مستشفى جونز هوبكنز الجامعي في بالتيمور "ماريلاند" في علاج التهابات العظام وساعد في شفاء 21 مريض كانت حالتهم مستعصية وبعد هذا النجاح قام بتربية يرقات الذباب المعقم ورغم كل هذه النجاحات التي اثبتتها يرقات تلك الأنواع من الذباب توقف العلاج باليرقات بشكل شبه كامل بعد اكتشاف المضادات الحيوية في عام 1940.

 

ومع إعادة اكتشاف الوسائل العلاجية القديمة والتي أثبتت نجاحها في القرون الماضية قرر الأطباء إعادة استخدام العلاج اليرقي وكانت البداية في ألمانيا حيث بدأ استخدام اليرقات كوسيلة للعلاج بشكل موسع منذ عام 2002 من خلال استعمال يرقات ذبابة لوسيليا زيريكاتا أو الذباب الخضراء لعلاج الجروح المزمنة والحادة التي يتأخر شفاؤها والناتجة عن العمليات الجراحية أو إصابات الحوادث وفي حالات الالتهابات المزمنة للعظام.

 

وبحسب موقع "DW" فإنه وبعد أبحاث قام بها المركز الدولي لأبحاث النسيج "هوهينشتاين" حول طرق العلاج البديل المختلفة اثبتت فعالية اليرقات في علاج الجروح المستعصية خاصة في علاج مرضى السكر من التقرحات والجروح المفتوحة بالإضافة إلى تقرحات الفراش والتهابات العظام كما ساعدت في حالات التقرحات الناتجة عن أمراض الأوعية الدموية في الساقين.

 

ولذلك قام المعهد الألماني بتصنيع نسيج خاص يتم تشبيعه بالمواد المستخلصة من الكائنات الحية المختلفة واستعماله كضمادات والتي ستكون البديل الأفضل لمن يشمئز من شكل اليرقات الحية والتي كان يتم وضعها فوق الجرح بعد إحاطته بشريط لاصق مشبع بمادة هلامية كما أنها ستشكل حل مناسب يساعد في إيصال هذه الطريقة الفعالة إلى الملايين.

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة