نهارك أزرق
نهارك أزرق


فرفش كده | نهارك أزرق

الأخبار

الخميس، 30 سبتمبر 2021 - 06:52 م

محمد إسماعيل عمر

أول ما تفتح عينِّاك عليه هو الفيسبوك، هكذا يفعل البعض وأنا منهم.

منبه الهاتف المحمول يرن، تسكته، تعتدل فى فراشك وتفتح هذا التطبيق الأزرق لتدخل عالمه الافتراضى.


نبدأ بأعياد الميلاد، عشرون صديقًا ولدوا فى مثل هذا اليوم، نستعين بالله ونكتب: حبيب قلبى كل سنة وأنت طيب، عمتو عيد سعيد عليكى، وحش الجيم وبيج رامى كل سنة وأنت وحش..


تليها فقرة الوفيات التى لا تظهر تلقائيًا مثل أعياد الميلاد.

تأتيك الوفيات بإعلان من ذوى الأرحام. فأقارب الدرجة الأولى تجبرك على التعاطف وتجد أصابعك تلهث وراء الحروف للدعاء للمتوفى وإبداء المساندة والمواساة.

أما لو كانت المتوفاة طنت طوفا جارة خالتو أويفا لوجب عليك أن تضيف بجانب اسمها: «أمى الثانية» وإلا فلن تستدر التعازى المطلوبة وسيبقى البوست خاويًا مثل عزاء والد اللمبى الذى لم يحضره سوى العم باخ.


صورة أصابع ملبنية أظافرها مصبوغة بالأحمر الملعلع تستوقفك أمامها قليلًا، تستكمل الفر، طبق فول وبيضة مسلوقة ورغيف بلدى، صديق يؤكد انه فطر، تفكر هل ينتظر تفاعلاً حقًا؟


أم هادى وسما تشكو مأساتها وتسأل المشورة، فهادى يخلع شوزته فى الكلاس ولا يشرب الميلك صباحًا.

خمسون ردًّا على هذا الاستفسار.

تستمر فى النزول، صاحبة الأصابع الملبن تضع فى يدها كانيولا وتتمنى لكل اللى مركزين معاها إنهم يكونوا مبسوطين دلوقتى.

ورك فرخة وبروكلى، صديقنا اللى فطر أول امبارح اتغدى امبارح، أحمدك يا رب.

سماح تقتل زوجها وتذيبه فى البطاس. أم هادى وسما تسأل عن مكان فى محيط مدينة نصر يبيع دريسات جرين أو ييلو مقاس سما لزوم حفلة المدرسة، وعشرات الإجابات. طلب صداقة من حسناء مرتدية تى شيرت أبيض ضيقاً، تقبله على الفور وقد انتفخت أوداجك زهوًا بوسامتك التى أتت بالحسناء صاغرة.

تلمع دائرة زرقاء فوق علامة الماسنجر، الحسناء تطاردك، ترسل لك إعلان شقق وخدمات عقارية، تمنحها البلوك وقد تأكدت أنها لم تر أوسم من محفظتك.


تهبط فى الماسنجر وقد أرسل لك صديق سحباً تجريه شركة مرسيدس قد تربح إحدى سياراتها بضغطة واحدة. تحافظ على ضغطك فتستمر بالنزول. خالك وقد خاف أن تفوتك صورة الباذنجانة التى تشبه الكف وتنم عن عظمة مصممى الفوتوشوب الأشداء.


تعود للفيسبوك فتطمئنك ذات الأصابع بأنها قد تجاوزت مرحلة الخطر، مائتان وخمسون تعليقاً يلهجون بشكر المولى على سلامتها. كفتة أرز قبل أن توضع فى الصلصة، تعرف مسبقًا ماذا سيأكل اليوم.

أم هادى وسما تبحث عن سمر إسكول فى محيط مدينة نصر...

تغلق الهاتف لتعد قهوتك، يرن هذا اللعين فتفتحه ثانية، بيج رامى المبيضة يرد تهنئتك: وأنت طيب يا غالى.

دائرة أخرى تلمع فوق علامة الماسنجر، ستتأخر اليوم عن عملك ثانية، لا ضير، فربما كانت ذات التى شيرت الأبيض الضيق قد أرسلت إعلانا آخر.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة