الرئيس الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر
الرئيس الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر


حبيب الملايين

نـاصــــر.. حضور رغم الغياب

آخر ساعة

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 10:20 ص

محمد‭ ‬التلاوى

 

51‭ ‬عامًا‭ ‬مرت‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬الزعيم،‭ ‬خالد‭ ‬الذكر،‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬الذى‭ ‬وافته‭ ‬المنية‭ ‬فى‭ ‬٢٨‭ ‬سبتمبر‭ ‬١٩٧٠،‭ ‬بعد‭ ‬١٦‭ ‬عامًا‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬الجمهورية،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حضوره‭ ‬القوى‭ ‬مازال‭ ‬يتجدد‭ ‬ويفرض‭ ‬نفسه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

غيّر‭ ‬ناصر‭ ‬خريطة‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وموازين‭ ‬القوى‭ ‬فيها،‭ ‬ورد‭ ‬الاعتبار‭ ‬والكرامة‭ ‬للمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ودعم‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬فى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬الثالث،‭ ‬ووقف‭ ‬موقف‭ ‬الند‭ ‬للند‭ ‬مع‭ ‬الغرب‭.‬

فى‭ ‬صفحات‭ ‬الملف‭ ‬التالى،‭ ‬تطرح‭ ‬اآخر‭ ‬ساعةب‭ ‬سؤالًا‭ ‬مهمًا،‭ ‬وهو‭ ‬اأين‭ ‬ذهب‭ ‬الناصريون؟ب،‭ ‬من‭ ‬المؤكد‭ ‬أنهم‭ ‬لم‭ ‬يختفوا‭ ‬وأنهم‭ ‬موجودون‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬فالزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬سيبقى‭ ‬خالدًا‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬جموع‭ ‬المصريين،‭ ‬وسيبقى‭ ‬حبيب‭ ‬الملايين‭.‬

والمؤكد‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬الآن‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬تشهد‭ ‬تحقيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬التى‭ ‬طالما‭ ‬حلم‭ ‬ناصر‭ ‬بتحقيقها،‭ ‬فصروح‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬ترتفع‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ورأس‭ ‬المال‭ ‬الوطنى‭ ‬يواصل‭ ‬دوره‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬ويرى‭ ‬المصريون‭ ‬جميعًا‭ ‬كل‭ ‬أهداف‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬التى‭ ‬قادها‭ ‬ناصر‭ ‬تتحقق‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬وبكل‭ ‬موقع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬مصر‭.‬

رغم‭ ‬مرور‭ ‬51‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حبه‭ ‬مازال‭ ‬محفورًا‭ ‬فى‭ ‬قلوب‭ ‬وعقول‭ ‬محبيه‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬فما‭ ‬هو‭ ‬سر‭ ‬هذا‭ ‬الحضور‭ ‬الطاغى‭ ‬واستمرار‭ ‬حب‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬إلى‭ ‬الآن؟‭!‬

 

يجيب‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬نماذج‭ ‬من‭ ‬قطاعات‭ ‬متنوعة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬حسين‭ ‬حمودة‭ ‬نقيب‭ ‬معلمى‭ ‬عين‭ ‬شمس‭: ‬إنه‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬خمسين‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬رحيل‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬إلا‭ ‬إنه‭ ‬مازال‭ ‬يتمتع‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬وحب‭ ‬كبير‭ ‬لدى‭ ‬المصريين‭ ‬ولدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأفريقية‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬لم‭ ‬يأت‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬جاء‭ ‬نتيجة‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬بذله‭ ‬لإرضاء‭ ‬شعبه‭ ‬وضميره‭ ‬بتفانيه‭ ‬فى‭ ‬عمله‭ ‬وإخلاصه‭ ‬لوطنه،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬كزعيم‭ ‬عربى‭ ‬وأفريقى‭ ‬صاحب‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬تحرير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأفريقية‭ ‬وله‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البصمات‭ ‬والإنجازات‭ ‬الهامة‭ ‬التى‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬منها‭ ‬إنشاء‭ ‬السد‭ ‬العالى‭ ‬ومجانية‭ ‬التعليم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬التعليم‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬الأموال‭ ‬فقط‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬حرمان‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬حقهم‭ ‬فى‭ ‬التعليم‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬كانت‭ ‬تلامس‭ ‬المواطن‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬شعبيته‭ ‬وحب‭ ‬الشعب‭ ‬له،‭ ‬وأتذكر‭ ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طالبا‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬عندما‭ ‬توفى‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬خرجت‭ ‬جموع‭ ‬الشعب‭ ‬وقتها‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬مهيب‭ ‬لم‭ ‬أر‭ ‬مثله‭ ‬لتوديعه‭ ‬وحتى‭ ‬نحن‭ ‬كأطفال‭ ‬اعملناب‭ ‬جنازة‭ ‬رمزية‭ ‬له‭.‬

الفنان‭ ‬فتوح‭ ‬أحمد،‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬كان‭ ‬صاحب‭ ‬كاريزما‭ ‬خاصة‭ ‬وكان‭ ‬صادق‭ ‬القول‭ ‬والفعل‭ ‬وكان‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬رجلا‭ ‬جريئا‭ ‬فى‭ ‬قرارته‭ ‬التى‭ ‬يرى‭ ‬فيها‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬والشعب‭ ‬وبذلك‭ ‬بنى‭ ‬ثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الشعب‭ ‬فصدقه‭ ‬وأحبه،‭ ‬ويتابع‭: ‬لم‭ ‬أر‭ ‬فى‭ ‬حياتى‭ ‬رئيساً‭ ‬مهزوماً‭ ‬فى‭ ‬حرب‭ ‬ويعلن‭ ‬تنحيه‭ ‬ويخرج‭ ‬الشعب‭ ‬كله‭ ‬إلى‭ ‬الشوارع‭ ‬ليطالبه‭ ‬بعدم‭ ‬التنحى‭ ‬فكيف‭ ‬تفسر‭ ‬ذلك‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬محبة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬له‭.. ‬وهو‭ ‬أيضا‭ ‬الذى‭ ‬فتح‭ ‬الطريق‭ ‬للفلاحين‭ ‬ليتملكوا‭ ‬الأراضى‭ ‬الزراعية،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬بإنشاء‭ ‬السد‭ ‬العالى،‭ ‬فهناك‭ ‬علامات‭ ‬فارقة‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬تجعل‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬يحبه‭ ‬خاصة‭ ‬الذين‭ ‬عاصروه‭ ‬وعاشوا‭ ‬تلك‭ ‬الفترة،‭ ‬أتذكر‭ ‬فى‭ ‬ليلة‭ ‬وفاته‭ ‬عدت‭ ‬من‭ ‬أمام‭ ‬منزله‭ ‬فى‭ ‬منشية‭ ‬البكرى‭ ‬إلى‭ ‬منزلى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬القديمة‭ ‬سيرا‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬وكنت‭ ‬أبكى‭ ‬مثل‭ ‬بقية‭ ‬من‭ ‬حولى‭.‬

كما‭ ‬يؤكد‭ ‬أحمد‭ ‬مغاورى،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬سابق‭ ‬بوزارة‭ ‬التموين،‭ ‬إن‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬قدم‭ ‬لشعبه‭ ‬ووطنه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬التى‭ ‬استطاع‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬يستحوذ‭ ‬على‭ ‬قلوب‭ ‬الملايين‭ ‬وبالأخص‭ ‬انحيازه‭ ‬للفقراء،‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬يشعر‭ ‬بالمواطن‭ ‬وكان‭ ‬إرضاؤه‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬أولوياته‭ ‬لأنه‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬رحم‭ ‬هذه‭ ‬الطبقة‭ ‬البسيطة‭ ‬الكادحة،‭ ‬وفى‭ ‬عهده‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬قانون‭ ‬الإيجار‭ ‬القديم‭ ‬وهو‭ ‬صاحب‭ ‬الفضل‭ ‬فى‭ ‬هذا،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬رئيسا‭ ‬متواضعا‭ ‬وقريبا‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬ودائم‭ ‬التواصل‭ ‬والاحتكاك‭ ‬بهم‭ ‬لمعرفة‭ ‬طلباتهم‭ ‬ومشاكلهم‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬حلها،‭ ‬وأتذكر‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬لم‭ ‬يسكن‭ ‬قصرا‭ ‬ولكن‭ ‬ظل‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬سكنه‭ ‬الموجود‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬منشية‭ ‬البكرى‭.‬

فايق‭ ‬توفيق‭ ‬حسان،‭ ‬مدرس‭ ‬بوزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬سكن‭ ‬قلوب‭ ‬الملايين‭ ‬نتاج‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬وأيضا‭ ‬تعظيم‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬الإقليمى‭ ‬والدولى‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬إنجازاته‭ ‬وكان‭ ‬البعض‭ ‬يعتبرها‭ ‬ضربا‭ ‬من‭ ‬الخيال‭ ‬هو‭ ‬قراره‭ ‬الجريء‭ ‬لتأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬هذا‭ ‬بجانب‭ ‬اهتمامه‭ ‬بصحة‭ ‬المواطنين‭ ‬فأنشأ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستشفيات‭ ‬منها‭ ‬الحميات‭ ‬التى‭ ‬نستخدمها‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬وأنشأ‭ ‬إذاعة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وقام‭ ‬بتطوير‭ ‬الأزهر‭ ‬وأدخل‭ ‬على‭ ‬الأزهر‭ ‬الكليات‭ ‬العلمية‭ ‬مثل‭ ‬الطب‭ ‬والهندسة‭ ‬كما‭ ‬أنشئت‭ ‬فى‭ ‬عهده‭ ‬الكاتدرائية‭ ‬الموجودة‭ ‬فى‭ ‬العباسية‭ ‬فهو‭ ‬كان‭ ‬يبنى‭ ‬أمة‭ ‬ووطنا‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يهتم‭ ‬بالقضايا‭ ‬العربية‭ ‬ولم‭ ‬يتخل‭ ‬عن‭ ‬العروبة‭ ‬مطلقا‭ ‬وكان‭ ‬دائم‭ ‬التطلع‭ ‬لوضع‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مكانة‭ ‬كبيرة‭ ‬عالميا‭ ‬وجعلها‭ ‬دولة‭ ‬محورية‭. ‬

حجاب‭ ‬محمد‭ ‬عبد‭ ‬اللاه،‭ ‬يعمل‭ ‬محاميا‭ ‬وهو‭ ‬شبيه‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬يقول‭: ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬كان‭ ‬زعيما‭ ‬سابقا‭ ‬لعصره‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬فنحن‭ ‬بشر‭ ‬نخطئ‭ ‬ونصيب‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬وارد‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬ننكر‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬نوايا‭ ‬طيبة‭ ‬لأبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭  ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬وهو‭ ‬اجتهد‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬فكر‭ ‬ورؤية‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬مشروع‭ ‬وحلم‭ ‬عربى‭ ‬وهو‭ ‬توحيد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬وتحرير‭ ‬الشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والأفريقية‭ ‬من‭ ‬الاستعمار‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬يقابلها‭ ‬هجوم‭ ‬من‭ ‬الغرب‭ ‬عليه‭ ‬ومحاولتهم‭ ‬عدم‭ ‬ظهور‭ ‬زعيم‭ ‬عربى‭ ‬يضيع‭ ‬أحلامهم‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الذين‭ ‬يسيرون‭ ‬عليها‭ ‬إلى‭ ‬الآن،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬قراراته‭ ‬إنشاء‭ ‬وحدة‭ ‬صحية‭ ‬بجانب‭ ‬كل‭ ‬مدرسة‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬وبذلك‭ ‬حاول‭ ‬نشر‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬بحسب‭ ‬إمكانيات‭ ‬الدولة‭ ‬وقتها‭ ‬مع‭ ‬العلم‭ ‬إننا‭ ‬كنا‭ ‬نواجه‭ ‬حروبا‭ ‬وصراعات‭ ‬كبيرة‭ ‬ولكن‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬توازن‭ ‬فى‭ ‬تلبية‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يهاجم‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬هم‭ ‬مجموعة‭ ‬الرأسماليين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يستفيدوا‭ ‬منه‭ ‬لانه‭ ‬أضاع‭ ‬عليهم‭ ‬فرصة‭ ‬سيطرتهم‭ ‬بالأموال‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬أيضا‭ ‬جاءت‭ ‬محبة‭ ‬الشعب‭ ‬له‭ ‬لتواضعه‭ ‬وتواصله‭ ‬معهم‭ ‬ووجوده‭ ‬وسط‭ ‬الشعب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الجمهورية‭ ‬وكل‭ ‬هذا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬شعور‭ ‬الناس‭ ‬أنه‭ ‬بمثابة‭ ‬أب‭ ‬لهم‭ ‬أو‭ ‬أخ‭ ‬أو‭ ‬ابن‭ ‬لهم‭ ‬فأحبوه‭ ‬وأستمر‭ ‬هذا‭ ‬الحب‭ ‬وأنا‭ ‬أشعر‭ ‬بحب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬له‭ ‬عندما‭ ‬أسير‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬وتقابلنى‭ ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬سعادتهم‭ ‬بالشبه‭ ‬الذى‭ ‬بينى‭ ‬وبينه‭ ‬وتمدح‭ ‬فى‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭.‬

الدكتور‭ ‬فتحى‭ ‬الشرقاوي،‭ ‬أستاذ‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬السياسى،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس‭ ‬الأسبق،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬وراء‭ ‬استمرار‭ ‬كاريزما‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بين‭ ‬الجماهير‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬والأكثر‭ ‬منهم‭ ‬لم‭ ‬يعاصروه‭. ‬ولعل‭ ‬الاقتراب‭ ‬منهم‭ ‬سنكشف‭ ‬أنهم‭ ‬يرون‭ ‬فيه‭ ‬رمزا‭ ‬للعدل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬ولطهارة‭ ‬اليد‭ ‬وللاستقلال‭ ‬الوطنى‭ ‬وللانحياز‭ ‬للفقراء،‭ ‬وذلك‭ ‬الحنين‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬إلا‭ ‬حنين‭ ‬لحقبة‭ ‬حافلة‭ ‬بالإنجازات‭ ‬وشهدت‭ ‬قرارات‭ ‬الإصلاح‭ ‬الزراعى،‭ ‬وتأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬ثم‭ ‬تأميم‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬وبناء‭ ‬السد‭ ‬العالي‭.‬

الدكتور‭ ‬أمجد‭ ‬شوقي،‭ ‬استشارى‭ ‬الطب‭ ‬النفسى،‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬أحبه‭ ‬الناس‭ ‬لأنه‭ ‬أحبهم،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬قريبا‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬وقرب‭ ‬الشعب‭ ‬منه،‭ ‬فكان‭ ‬بسيطا‭ ‬يسير‭ ‬وسط‭ ‬الناس،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬إنجازات‭ ‬فى‭ ‬مسائل‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬مما‭ ‬قرب‭ ‬منه‭ ‬الطبقات‭ ‬الفقيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬لذلك‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬البسطاء‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأفكار‭ ‬التحررية‭ ‬يرون‭ ‬فى‭ ‬شخص‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬حلما‭ ‬يريدون‭ ‬استعادته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬رفع‭ ‬صوره‭ ‬فى‭ ‬مختلف‭ ‬المناسبات‭.‬

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة