مدرسة النحاسين بعد أن تحولت إلى متحف للنسيج المصرى
مدرسة النحاسين بعد أن تحولت إلى متحف للنسيج المصرى


عاش بمنزل الخواجة «شمويل» بالجمالية

«الزعيم» فى مدرستى النحاسـين والنهضة

آخر ساعة

السبت، 02 أكتوبر 2021 - 10:47 ص

آية‭ ‬فؤاد‭ ‬

ساهمت‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬فى‭ ‬تشكيل‭ ‬فكر‭ ‬ووجدان‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬حيث‭ ‬تنقل‭ ‬بين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬بمراحل‭ ‬التعليم‭ ‬المختلفة،‭ ‬ومنها‭ ‬مدرسة‭ ‬حلوان‭ ‬الثانوية‭ ‬التى‭ ‬قضى‭ ‬بها‭ ‬عاماً‭ ‬واحداً،‭ ‬ليلتحق‭ ‬بعدها‭ ‬بمدرسة‭ ‬رأس‭ ‬التين‭ ‬الثانوية‭ ‬بالإسكندرية،‭ ‬والتى‭ ‬نمت‭ ‬بها‭ ‬شخصية‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬ومن‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬مدرسة‭ ‬النحاسين‭ ‬الابتدائية‭ ‬بحى‭ ‬الجمالية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬والتى‭ ‬حازت‭ ‬الشهرة‭ ‬الأوسع‭ ‬بين‭ ‬المدارس‭ ‬التى‭ ‬ارتادها‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر،‭ ‬كونها‭ ‬تقع‭ ‬فى‭ ‬أعرق‭ ‬الأماكن‭ ‬الأثرية‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬الحى‭ ‬الذى‭ ‬سكنه‭ ‬الزعيم‭ ‬برفقة‭ ‬عمه‭ ‬لسنوات‭ ‬وشكلت‭ ‬فارقاً‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬حياته‭.‬

فرضت‭ ‬طبيعة‭ ‬عمل‭ ‬والد‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بمصلحة‭ ‬البريد‭ ‬التنقل‭ ‬الدائم،‭ ‬وبالتالى‭ ‬قضى‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬سنواته‭ ‬الدراسية‭ ‬فى‭ ‬التنقل‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدارس‭ ‬فبعدما‭ ‬التحق‭ ‬الزعيم‭ ‬بروضة‭ ‬الأطفال‭ ‬بمحرم‭ ‬بك‭ ‬بالإسكندرية،‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬المدرسة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بالخطاطبة‭ ‬جاء‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بصحبة‭ ‬والده‭ ‬للدراسة‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭.‬

فى‭ ‬شارع‭ ‬المعز‭ ‬لدين‭ ‬الله‭ ‬الفاطمى‭ ‬وتحديداً‭ ‬فى‭ ‬حارة‭ ‬عدس‭ ‬بشارع‭ ‬الخرنفش‭ ‬قضى‭ ‬الرئيس‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر ‬سنوات‭ ‬صباه‭ ‬برفقة‭ ‬عمه‭ ‬خليل‭ ‬حسين،‭ ‬درس‭ ‬خلالها‭ ‬بمدرسة‭ ‬االنحاسين‭ ‬الأميرية ‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1925،‭ ‬التى‭ ‬يرجع‭ ‬تاريخها‭ ‬إلى‭ ‬محمد‭ ‬على‭ ‬باشا‭ ‬الذى‭ ‬أنشأها‭ ‬كسبيل‭ ‬على‭ ‬روح‭ ‬ابنه‭ ‬إسماعيل‭ ‬باشا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحول‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬النحاسين‭ ‬الأميرية‭ ‬للمرحلة‭ ‬الابتدائية‭ ‬التى‭ ‬يعد‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬أشهر‭ ‬طلابها،‭ ‬وبمرور‭ ‬الزمن‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬متحف‭ ‬للنسيج‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وزارة‭ ‬الثقافة‭ ‬ليحمل‭ ‬بين‭ ‬طياته‭ ‬مقتنيات‭ ‬لمراحل‭ ‬صناعة‭ ‬النسيج‭ ‬وقطع‭ ‬من‭ ‬كسوة‭ ‬الكعبة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تصنع‭ ‬بحى‭ ‬الخرنفش‭.‬

أم‭ ‬يوسف،‭ ‬إحدى‭ ‬العاملات،‭ ‬ومن‭ ‬أبناء‭ ‬حى‭ ‬الجمالية،‭ ‬تقول‭ ‬إنه‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬التحاق‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بالمدرسة‭ ‬يفصله‭ ‬عقود‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحول‭ ‬المدرسة‭ ‬إلى‭ ‬متحف،‭ ‬لكنها‭ ‬تذكر‭ ‬جيداً‭ ‬أن‭ ‬الزعيم‭ ‬قضى‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بين‭ ‬جدران‭ ‬هذا‭ ‬المكان،‭ ‬فلقد‭ ‬ارتبط‭ ‬اسمه‭ ‬بالمدرسة‭ ‬والحى‭ ‬ارتباطًا‭ ‬وثيقاً‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬قولها،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المتحف‭ ‬كان‭ ‬يقصده‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬البلاد‭ ‬والجنسيات‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لكونه‭ ‬يضم‭ ‬مقتنيات‭ ‬مختلفة‭ ‬تخص‭ ‬النسيج‭ ‬بمنطقة‭ ‬تاريخية‭ ‬كشارع‭ ‬المعز،‭ ‬ولكن‭ ‬لأن‭ ‬المكان‭ ‬أثر‭ ‬أنشأه‭ ‬محمد‭ ‬على،‭ ‬وتربى‭ ‬ودرس‭ ‬به‭ ‬الزعيم‭ ‬عبدالناصر‭.‬

على‭ ‬بعد‭ ‬بضعة‭ ‬أمتار‭ ‬من‭ ‬المدرسة‭ ‬يقع‭ ‬شارع‭ ‬الخرنفش‭ ‬وبداخله‭ ‬المنزل‭ ‬رقم‭ ‬3‭ ‬بحارة‭ ‬عدس،‭ ‬حيث‭ ‬قضى‭ ‬الزعيم‭ ‬سنوات‭ ‬صباه‭ ‬برفقة‭ ‬عمه‭ ‬ولكن‭ ‬المنزل‭ ‬الآن‭ ‬مغلق‭ ‬وخال‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تاريخ‭ ‬المنزل‭ ‬والزعيم‭ ‬مازال‭ ‬محفورًا‭ ‬بعقول‭ ‬وقلوب‭ ‬أهالى‭ ‬المنطقة،‭ ‬يسلمونه‭ ‬لبعضهم‭ ‬البعض‭ ‬جيلا‭ ‬وراء‭ ‬جيل‭.‬

تحدثنا‭ ‬إلى‭ ‬صلاح،‭ ‬شاب‭ ‬ثلاثينى،‭ ‬يعمل‭ ‬بأحد‭ ‬المحلات‭ ‬المجاورة‭ ‬للمنزل،‭ ‬ويحفظ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬الزعيم‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلب،‭ ‬قال‭ ‬لنا‭ ‬إن‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬كان‭ ‬يسكن‭ ‬بالمنزل‭ ‬برفقة‭ ‬أحد‭ ‬أقاربه‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬طالباً‭ ‬بمدرسة‭ ‬النحاسين،‭ ‬وكان‭ ‬المنزل‭ ‬ملكا‭ ‬لخواجة‭ ‬يدعى‭ ‬اشمويلب‭ ‬عرف‭ ‬عنه‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فى‭ ‬إصلاح‭ ‬البواجير‭ ‬بالدور‭ ‬الأرضى‭ ‬فى‭ ‬المنزل،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬المنزل‭ ‬يجمع‭ ‬سكانا‭ ‬مسيحيين‭ ‬ويهودا‭ ‬ومسلمين‭ ‬دون‭ ‬أى‭ ‬اختلافات‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬دائماً‭ ‬يضرب‭ ‬المثل‭ ‬بمدى‭ ‬تعاونهم‭ ‬وتفهمهم،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬المنزل‭ ‬كان‭ ‬محفورا‭ ‬عليه‭ ‬نجمة‭ ‬دواد‭ ‬حتى‭ ‬وقت‭ ‬قريب،‭ ‬لفت‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬ترددت‭ ‬بعض‭ ‬الأحاديث‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬السابقة‭ ‬أنه‭ ‬سيتم‭ ‬ترميم‭ ‬المنزل‭ ‬لعودته‭ ‬إلى‭ ‬صورته‭ ‬القديمة‭ ‬ليبقى‭ ‬أثرا‭ ‬يقصده‭ ‬الناس‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭.‬

على‭ ‬ناصية‭ ‬شارع‭ ‬الخرنفش،‭ ‬التقينا‭ ‬الحاج‭ ‬مصطفى،‭ ‬رجل‭ ‬ستينى‭ ‬يتذكر‭ ‬تاريخ‭ ‬وأثر‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬يسمعه‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬الأهالى‭ ‬الذين‭ ‬مجدوا‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬وسيرته‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنين‭ ‬حيث‭ ‬تناقلوا‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬محبا‭ ‬للخير‭ ‬وداعماً‭ ‬للفقراء،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬قصد‭ ‬مدرسة‭ ‬النحاسين‭ ‬الأميرية‭ ‬بشارع‭ ‬المعز‭ ‬للتعلم‭ ‬خلال‭ ‬وجوده‭ ‬بالقاهرة،‭ ‬وسكنه‭ ‬بشارع‭ ‬الخرنفش‭ ‬مع‭ ‬والده‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬عمله‭ ‬بمكتب‭ ‬بريد‭ ‬الخرنفش‭.‬

يلتقط‭ ‬طرف‭ ‬الحديث،‭ ‬الحاج‭ ‬رجب،‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬امتنانه‭ ‬بأن‭ ‬المنطقة‭ ‬التى‭ ‬ينتمى‭ ‬إليها‭ ‬شهدت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬المؤثرة‭ ‬بالمجتمع‭ ‬كمصطفى‭ ‬كامل‭ ‬ونجيب‭ ‬محفوظ‭ ‬وطه‭ ‬حسين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ارتياد‭ ‬الزعيم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬لمدرسة‭ ‬النحاسين‭ ‬الأميرية‭ ‬وسكنه‭ ‬بشارع‭ ‬الخرنفش‭ ‬جعل‭ ‬المنطقة‭ ‬تنال‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الشهرة،‭ ‬كما‭ ‬اشتهرت‭ ‬حارة‭ ‬خميس‭ ‬عدس‭ ‬وهى‭ ‬إحدى‭ ‬فروع‭ ‬حارة‭ ‬اليهود‭ ‬بمنزل‭ ‬اداود‭ ‬عدسب‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬يمتلكه‭ ‬يهودى‭ ‬وعاش‭ ‬به‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬عمره،‭ ‬وجمع‭ ‬المنزل‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬والمسيحيين‭ ‬والمسلمين‭ .‬

من‭ ‬حى‭ ‬الجمالية‭ ‬إلى‭ ‬حى‭ ‬الظاهر،‭ ‬حيث‭ ‬انتقال‭ ‬الزعيم‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬حياته‭ ‬امرحلة‭ ‬الثانويةب،‭ ‬فبدأت‭ ‬مشاركته‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬رأس‭ ‬التين‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخروج‭ ‬بالتظاهر‭ ‬مع‭ ‬الطلبة‭ ‬ضد‭ ‬الاستعمار‭ ‬وإلغاء‭ ‬دستور‭ ‬عام‭ ‬1930،‭ ‬فأرسله‭ ‬والده‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬والتحق‭ ‬بمدرسة‭ ‬النهضة‭ ‬الثانوية‭ ‬بحى‭ ‬الظاهر‭ ‬عام‭ ‬1933،‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬نشاطه‭ ‬السياسى‭ ‬أصبح‭ ‬رئيسًا‭ ‬لاتحاد‭ ‬طلاب‭ ‬مدارس‭ ‬النهضة،‭ ‬وتكونت‭ ‬لديه‭ ‬قناعات‭ ‬وهوايات‭ ‬أخرى،‭ ‬فكانت‭ ‬بداية‭ ‬جديدة‭ ‬للاطلاع،‭ ‬وبدأ‭ ‬يظهر‭ ‬شغفه‭ ‬للقراءة،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتاريخ‭ ‬والموضوعات‭ ‬الوطنية،‭ ‬وكتب‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭ ‬افولتير‭ ‬رجل‭ ‬الحريةب‭ ‬ونشره‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬أنشطة‭ ‬بمسرح‭ ‬المدرسة‭ ‬فشارك‭ ‬فى‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬يوليوس‭ ‬قيصر‭ ‬فى‭ ‬مسرحية‭ ‬شكسبير‭ ‬بحضور‭ ‬وزير‭ ‬المعارف‭ ‬حينها‭.‬

عقب‭ ‬صدور‭ ‬تصريح‭ ‬اصمويل‭ ‬هورب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطانية‭ ‬معلناً‭ ‬رفض‭ ‬بريطانيا‭ ‬لعودة‭ ‬الحياة‭ ‬الدستورية‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬اندلعت‭ ‬مظاهرات‭ ‬الطلبة‭ ‬والعمال‭ ‬فى‭ ‬البلاد،‭ ‬وقاد‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬١٣‭ ‬نوفمبر1935‭ ‬مظاهرة‭ ‬من‭ ‬تلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬الثانوية‭ ‬واجهتها‭ ‬قوة‭ ‬من‭ ‬البوليس‭ ‬الإنجليزى‭ ‬فأصيب‭ ‬الزعيم‭ ‬بجرح‭ ‬فى‭ ‬جبينه،‭ ‬وفى‭ ‬صدد‭ ‬ذلك‭ ‬قال‭ ‬الزعيم‭ ‬عن‭ ‬شعوره‭ ‬بشأن‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬بكلمة‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة‭: ‬اوقد‭ ‬تركت‭ ‬إصابتى‭ ‬أثراً‭ ‬عزيزاً‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يعلو‭ ‬وجهى‭ ‬فيذكرنى‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بالواجب‭ ‬الوطنى‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬كاهلى‭ ‬كفرد‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬العزيزب‭.‬

وقال‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬افلسفة‭ ‬الثورةب‭: ‬اوفى‭ ‬تلك‭ ‬الأيام‭ ‬قدت‭ ‬مظاهرة‭ ‬فى‭ ‬مدرسة‭ ‬النهضة،‭ ‬وصرخت‭ ‬من‭ ‬أعماقى‭ ‬بطلب‭ ‬الاستقلال‭ ‬التام،‭ ‬وصرخ‭ ‬ورائى‭ ‬كثيرون،‭ ‬ولكن‭ ‬صراخنا‭ ‬ضاع‭ ‬هباء‭ ‬وبددته‭ ‬الرياح‭ ‬أصداء‭ ‬واهية‭ ‬لا‭ ‬تحرك‭ ‬الجبال‭ ‬ولا‭ ‬تحطم‭ ‬الصخورب،‭ ‬وتحت‭ ‬الضغط‭ ‬الشعبى‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الطلبة‭ ‬والعمال‭ ‬صدر‭ ‬مرسوم‭ ‬ملكى‭ ‬فى‭ ‬١٢‭ ‬ديسمبر‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام‭ ‬بعودة‭ ‬دستور‭ ‬١٩٢٣،‭ ‬وقد‭ ‬انضم‭ ‬جمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬إلى‭ ‬وفود‭ ‬الطلبة‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬الزعماء‭ ‬أن‭ ‬يتحدوا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مصر،‭ ‬حتى‭ ‬تشكلت‭ ‬الجبهة‭ ‬الوطنية‭ ‬سنة‭ ‬١٩٣٦‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬أثر‭ ‬جهودهم‭.‬


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة