محاولة أغتيال جمال عبد الناصر
منذ عام 1954«اغتيال الرؤساء» هدف «الإرهابية» الأول
السبت، 02 أكتوبر 2021 - 11:34 ص
منى سراج
لم تكن إدعاءات، ولم تكن مرة واحدة، بل هى محاولات اغتيال وقضايا تجسس عديدة ومتكررة، بدأت منذ عام 1954 واستمرت حتى الآن، لتنال من كل رئيس يأتى إلى مصر، إما من خلال مخططات محلية تدعمها دول غربية، وإما بمخططات عالمية تدعمها أفرع محلية لجماعات إرهابية.. أساتذة التاريخ والعلوم السياسية يوثقون لـاآخرساعةب محاولات الاغتيال التى تعرض إليها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أثناء فترة حكمه لمصر فى سطور التحقيق التالى.
الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، يتحدث عن أشهر محاولة اغتيال تعرض لها عبد الناصر على يد جماعة الإخوان عام 1954 فى مدينة الإسكندرية، لما لها من تأثير كبير على موازين القوى فى مصر، فكان هدفهم الأول أن يدرك الرئيس جمال عبدالناصر أنهم جماعة إرهابية ولن يستطيع الاستمرار فى مواجهتهم فيستسلم إليهم، وإما تبدأ المواجهة الكبرى بمخطط عداء مستمر يكون بمثابة مقدمة لما سيحدث فى عام 1965 على يد سيد قطب.. وهذه ليست الحادثة الوحيدة فقد كان هناك تهديد بالاغتيال من جانب المخابرات الأمريكية ومحاولات أخرى لم يتم الكشف عنها، وقد كانت أفكاره تجاه تأميم قناة السويس، وقيادته لحركات التحرر فى أفريقيا وآسيا ومن ثم توجهه فى فترة متأخرة إلى التحالف مع الاتحاد السوفيتي، سببا فى صداع أمريكا والمعسكر الغربى، وكانوا متخوفين بشدة من هذه الأفكار.
ومنذ هذه اللحظة أصبح فى مواجهة مباشرة مع أجهزة الدولة الأمريكية وتم التخطيط لمحاولات اغتيال لم يتم الكشف عنها حتى الآن، والسبب أن المخابرات الأمريكية لا تريد أن تتهم بأنها تحاول التخلص منه، ومن ناحية أخرى جمال عبدالناصر كان لا يرغب فى إظهار حديث عن محاولات الاغتيال، أضاف أن التاريخ أثبت أنها ليست ادعاءات وإنما محاولات اغتيال مؤكدة.
الدكتور جمال شقرة، مدير مركز بحوث الشرق الأوسط، أستاذ التاريخ، قال إنه بعد فشل الإخوان فى استخدام اللواء محمد نجيب ضد الثورة، وبعد فشلهم فى محالة الاغتيال الأولى عام 1954 فى المنشية، حاولوا تزييف ما جرى، ولأن كتابهم احترفوا الكذب وكتبوا تاريخا مزيفا لعلاقتهم بالدولة وعلاقتهم بجمال عبدالناصر وبثورة 23 يوليو قالوا: (إنهم لم يقدموا على اغتيال جمال عبد الناصر وأن هذا الحادث مسرحية خطط لها جمال ليكسب مودة ومحبة الشعب المصرى) ثم حبكوا كتابة ما قالوه بشكل مرتب.. ولأن التاريخ لا يمكن تزييفه، ظهرت الوثائق والشهادات وتعددت الروايات التى تؤكد حقيقة ما جرى، وبالفعل بدأت الجماعة خصوصا بعد نجاحهم فى الوصول إلى السلطة بعد وصول مرسى إلى رئاسة الجمهورية تعترف وتفتخر بأنها كانت وراء حادث المنشية.
وأضاف د. شقرة: اقابلت مجموعة من كوادر وقيادات الجماعة الإرهابية وقتها وفى مقدمتهم المرشد السابق عمر التلمسانى وصلاح شادى وصالح أبو رقيق وغيرهم من قيادات الإخوان، والمثير للدهشة فى وقت كانوا يحاولون الكذب علىّ وتبرئة أنفسهم من تهمة محاولة اغتياله اعترف لى عمر التلمسانى صراحة بكراهيته لجمال عبدالناصر وقال لى: (سنظل وراءه حيا وميتا) ولما استفسرت عن اميتاب (قال سوف نشوه تاريخه وكل الأعمال التى قام بها وأنها أعمال من أجل مجده الأجوف –هكذا قال- وفى هذا الصدد تكلم عن أن السد العالى سد مشئوم جلب وسيجلب الخراب على مصر وأن التنمية التى قام بها ليست لوجه الله، وأن الإصلاح الزراعى فاشل، بعد أن ضحك عليه امراهقين السياسةب والشيوعية) إلى آخر هذه الاتهاماتب.
أضاف أن عبدالناصر لم يصطدم صداماً عنيفا مع الغرب إلا بعد العدوان الثلاثى اعلى مصر وبعد نجاحه فى الخروج من أزمة قناة السويس منتصرا، بعدها بدأت الولايات المتحدة تطالبه بالثمن، وأرسلت إليه إنذارا، ولما رفض تحركات الولايات المتحدة ضده، راهنت أمريكا مبكرا على جماعة الإخوان وقررت التخلص منه بإيديهم عام 1957 وفقا لوثائق المخابرات ومذكرات رجال المخابرات الأمريكية والبريطانية التى أكدت أن هناك قرارا باغتياله.
وقال: عبد الناصر كان يعلم جيدا أنه مستهدف وأن هناك خططا لاغتياله لدرجة أن مخابرات مصر نقلت إليه “أن مسئولا كبيرا فى المخابرات البريطانية كان يجلس على أحد المقاهى فى لندن وتفوه بصوت مسموع وقال سأقتله سأقتله”، والذى نقل الخبر لعبدالناصر شخصية مخابراتية كبيرة كانت تجلس فى نفس التوقيت وتتجسس لصالح مصر فنقلت الخبر وكان رد عبدالناصر أن الأعمار بيد الله.
الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة قناة السويس، لديه رأى آخر وهو أن عبدالناصر لم يتعرض إلا لمحاولة اغتيال واحدة حقيقية وموثقة وتم تقديمهم للمحاكمة أطرافها الإخوان المسلمين والواقعة كانت على الهواء ولا تكذب. والاعتراف سيد الأدلة وهم اعترفوا بذلك، والحالة الثانية غير موثقة أما الثالثة فذكرها هيكل فى حديثه أكثر من مرة أنه مات مغتالا، لكن هناك شهادات متضاربة وأطباء يؤكدون أنه مات نتيجة هبوط حاد فى القلب، مضيفا قناعتى الشخصية أنه مات مغتالا وأنه لم يتعرض سوى لمحاولة اغتيال حقيقية وخلاف ذلك غير موثق توثيقا كاملا، فقد كان عبدالناصر يمشى بسيارات مكشوفة.
الكلمات الدالة
الاخبار المرتبطة