خبراء زواج .. ويحرضون على الطلاق!
خبراء زواج .. ويحرضون على الطلاق!


خبراء زواج .. ويحرضون على الطلاق!

آخر ساعة

الأحد، 03 أكتوبر 2021 - 09:22 ص

كتبت..منى سراج

يلجأ الكثير من الأزواج إلى خبراء فى العلاقات الزوجية أو ما يعرفون بـاللايف كوتش، فى سبيل حل مشكلاتهم، لكن المشكلة أن هؤلاء الخبراء يكونون فى كثير من الأحيان سبباً فى طلاق الزوجين وليس الحفاظ على االميثاق الغليظ الذى بينهما، وهناك دراسة حديثة تؤكد أن ظاهرة االلايف كوتشب التى انتشرت فى الفترة الأخيرة تسببت فى خراب 18% من البيوت المصرية.. فهل هذه المهنة بالفعل سبب فى تفكك عش الزوجية أم أنها اتهامات باطلة.. هذا ما نتعرف إليه فى سياق التحقيق التالى:

تؤكد الدكتورة سارة سليمان، مدربة علاقات زوجية وممارسات صحة نفسية، وجود هذه النوعية من حالات الطلاق وبشكل ينذر ببداية ظاهرة جديدة فى المجتمع، وتُرجع السبب الحقيقى إلى وجود النية المبيتة ووجود دافع الطلاق عند هؤلاء السيدات والتدريبات ليست المسئولة، لأنهن ينتقين ما يرغبن فى سماعه من المحاضرة وما يوافق مزاجهن عن الحرية وعدم التقييد، وإن لم ينتبه "اللايف كوتش" سيدعمها بشكل خاطئ ويتركها تعانى ويلات ما ينتظرها بعد الطلاق، وإن انتبه سيسمع القصة من الطرفين ويدعم الاختيارات فقط، وهنا دعم المرأة يجب ألا يتعارض مع مشروعها الأساسى وهو "الزوجة والأم"، والمعالج الكفء لا ينتبه لما يقوله أحد الطرفين فقط، بل يفتش عن الحقيقة داخلهما.. وهناك مدربات لا يقلن الحقيقة كاملة ويخفين متاعبهن وشعورهن بالوحدة ورغبتهن فى تكرار تجربة الزواج ويظهرن فقط تجارب الطلاق لحالات فردية ناجحة، لا يجب أن تعمم مقاييسها على جميع النساء.

كما يؤكد الدكتور محمد أنور حجاب، بكلية الآداب جامعة عين شمس، وجود الظاهرة، ويفسر أسبابها علمياً بتعرض "اللايف كوتش"  إلى صدمات أدت إلى طلاقهم، ما جعل لديهم رغبة فى التعميم، وما جعل منهم "خرابى بيوت" وخصوصا بيوت المتزوجات حديثاً، أنهم يتجاهلون شروط الممارسة فى عملهم هذا، ويستخدمون عبارات رنانة يضعونها فى غير محلها وللأسف استجابت لهم سيدات كثيرات بل وتم طلاقهن بالفعل.

ويشير إلى أن عبارة "اللايف كوتش قالت لى اطلقي" أصبحت جملة يتفاخر بها بعض النساء، بل أصبحت شائعة على بعض جروبات التواصل الاجتماعي، ولابد من مطالبات بتقنين هذه المهنة الجديدة، وينبغى أن تتولى مسئولية متابعتهم وزارة التضامن الاجتماعي، من خلال وضع قواعد مؤسسة وإعطاء رخصة للعمل ثم متابعة من يعملون بهذه المهنة وإلا سنجد أنفسنا أمام زيادة معدلات التفكك الأسرى وتخريب الأسر. 

يتابع: هناك ثلاث خطوات تعرف الزوجة من خلالهما أنها تحتاج للعلاج النفسي، فإذا كانت تعانى جسمانيا من أى مرض عضوى يسبب تقلب المزاج مثل القولون العصبي، عليها أن تذهب فورا إلى طبيب ممارس عام، وفى حال كانت لا تعانى جسمانيا من أى مرض عضوى ومع ذلك تشعر بأرق ولا تنام وكرهت الحياة، فعليها أن تذهب لطبيب نفسي، أما إذا كانت مشكلتها أنها لا تعرف كيف تتعامل مع زوجها هنا فقط تكون فى احتياج إلى معالج نفسي. 

من جانبها، تقول الدكتورة مريم نورالدين، استشارى العلاج النفسي: معظم "مدربى الحياة" يتحدثون عن قواعد عامة لا تراعى التفاصيل الحياتية الخاصة بكل زوجة على حدة، ونحن لم نتحدث لنعيب فى مهنة بعينها، لكن الأمر يتعلق بمسألة التنظيم ووضع الحدود المهنية، بالفعل هناك مدربو حياة يقومون بعمل جيد داخل الشركات الكبرى، يدربون الموظفين فيها على مهارات السوشيال ميديا وفرز المحتوى المكتوب عن المحتوى الوهمي.

 كما يدربونهم على مهارات التعامل مع الفريق وحل الصراعات والمشكلات، لكن عندما يكون التعامل مع شخص بعينه يجب على المعالج أن يفرق بين وجود شخص مريض يحتاج لدواء وتوجيه وبين وجود شخص طبيعى لديه مشكلات، بعد ذلك لابد أن يختبر هذا الشخص فى مدى جاهزيته لمواجهة مشاكله، فقد يكون رحمة له ألا يعرف ما يعانيه ونحن لسنا أوصياء عليه.

تضيف: الأمر الثانى يتعلق باختبار نمط شخصية المريض، وإلا سندخله فى مراحل اكتئاب متأخرة، فما تتحمله المرأة التى تمتلك درجة صمود عالية لا تتحمله المرأة الاعتمادية، على سبيل المثال، وفى النهاية الطبيب أو المعالج يمتلك أدوات وقياسات متعددة لتحديد طريقة معالجة المريض، فإذا كان ألم المعاناة يفوق ألم التغيير؛ هنا يجب أن ننصحه على الفور بضرورة التغيير، أما إن كان ألم المعاناة أقل من ألم التغيير فلا يوجد داع للنصح بالبعد أو بالطلاق أو بالتغيير، وفى حال تساوى الألم نعتمد التغيير وفق نمط الشخصية ووفق المكسب والخسارة.

فيما تقول الدكتورة سمر عبده، أخصائية نفسية ومعالجة بالسيكودراما والعلاج الجمعى والزوجي: لا أجزم أن تشجيع الكوتشينج للسيدات على الطلاق ظاهرة، لكن المؤكد هو وجود جزء أخلاقى فى جميع المهن الطبية يلزمنا ألا نختار للعميل وإنما نمكنه من معرفة توابع كل اختيار قرره، وميزاته، ونرشده لتحمل تكلفة الاختيار، فوظيفة المعالج ليست التوجيه وإنما مساعدته على دراسة البدائل وإن حدث غير ذلك سيندرج تحت بند "أخطاء الممارسة المهنية".

 وجاءتنى شكاوى كثيرة من بعض السيدات لكنى نظرت للأمر باعتبار آخر يضم الرسالة والمرسل والمستقبل، متسائلة لمَ لا يكون قد حدث اختزال للرسالة وفهم بطريقة خاطئة من المرأة؟، أو قد تكون الشخصية المستقبلة من النوع الاعتمادى وطلبت من المرسل أن يختار لها طريقها ـ ويطلقها ـ ليتحمل المسئولية بدلاً منها؟، وهنا يأتى دور المعالج النفسى بأن يرجع لها مرة أخرى مسئوليتها.

تتابع: وجود مدربين يرغبون فى استنساخ تجربتهم أمر وارد، لكنه لن يكون مقلقا فى حال زيادة وعى المرأة الذى يكشف لها الممارس الذى يتبع أصول المهنة من الذى لا يتبع.. وجزء هام من خصوصية العميل هو حقه فى أن يسأل المدرب عن شهاداته العلمية، وإن كان يخضع لإشراف طبى من رؤساء مباشرين له أم لا، وإن كان يخضع لعلاج نفسى أم لا، حتى يكون مطمئنا وفاهما.. وهذا الوعى وحده قادر على تحجيم وجود ممارسين بشكل غير مقنن وغير خاضع لأى إشراف.

الدكتورة أشجان نبيل، أستاذة التطوير المجتمعي، تقول: للأسف كل من هب ودب يطلق على نفسه الآن مسمى "خبير ولايف كوتش"، يلعبون على طموحات وآمال الشباب، يُخرِجون منهم بعد هذه الجلسات النفسية، طاقات ضخمة دون أن يعلموهم كيف يستثمرون هذه الطاقة، فيأتوا إلينا فى حالة نفسية سيئة وصلت بهم للاكتئاب وللانتحار.. أصعبهم كانت حالة لشاب حضر إحدى جلسات الطاقة النفسية وبدأ يسترجع ماضيه حتى وصل لبؤرة صراعية بداخله تسببت له فى تشنجات، وكاد يموت بسببها لولا أن أنقذناه فى الوقت المناسب، وثانيهما حالة لسيدة لم تكن تعرف أنها تعانى من "ثنائية القطب" النابع من المخ وتسببت معرفتها فى حدوث تغيرات غريبة ظهرت عليها فى بيتها، ولم يستطع الزوج تحملها فنصحنا بالطلاق حتى لا يورث المرض للأطفال، تشير، نطالب الدولة بوضع معايير وتراخيص لعمل هذه المراكز وتوعية المواطنين بمراعاة الاختصاص والتخصص، فوفق أحدث الدراسات العلمية أكدت دراسة صادرة عن المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية أن نسبة الطلاق وصلت إلى 46% وأن نسبة 18% منها جاءت حالات طلاق فيها بسبب "اللايف كوتش" أو مدربى الحياة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة