شعرت بالصدمة عندما فتحت موقع جريدة «يديعوت احرونوت» أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا وقرأت المانشيت الرئيسي لآخر أعدادها "توفيق عكاشة أسد المخابرات المصرية الذي هز الكيان الإسرائيلي " وتابعت بدهشة تفاصيل الموضوع الذي أفردت له الجريدة 4 صفحات وأنا لا أصدق ما أقرأ كيف أن عكاشة خدع الموساد ونجح في تجنيد عدد كبير من المسئولين الإسرائيليين أبرزهم "حايم كورين" السفير الإسرائيلي السابق في القاهره الذي زاره في منزله بالدقهلية أكثر من مرة وكان يوهم الجانب الإسرائيلي أنه هو من يحصل علي معلومات من عكاشة لكن الحقيقة كانت عكس ذلك كما ذكرت الجريدة، تفاصيل زيارة عكاشة لإسرائيل أكثر من مرة ولقاؤه بقيادات الحكومة والكنيست حتي أنهم كانوا يثقون به ويعتبرونه البطل الذي لم تنجبه إسرائيل وأنه نجح في استصدار قرارات ومواقف تخدم المصالح المصرية أبرزها تعطيل سد النهضة الاثيوبي والقضاء علي الأنفاق وتسلل الإرهابيين إلي مصر عن طريق الحدود مع غزة.. وعقدت الجريدة مقارنة بين خال عكاشة فاروق الفقي ضابط الجيش المصري الذي نجحت إسرائيل في تجنيده عن طريق عشيقته هبة سليم وكيف سرب لإسرائيل خرائط منصات الصواريخ قبل حرب أكتوبر المجيدة وقام الجانب المصري بإعدامه وبين ابن أخته توفيق عكاشة الذي نجح في رد الصفعة لهم.. لا أصدق ما أقرأه هل من المعقول أن يتحمل أحد مثلما تحمل «عكاشة» ظلم وإهانة وشتائم واتهامات بالخيانة والعمالة حتي الضرب بالجزمة وهو يقابل كل ذلك بصبر يحسد عليه هذا الرجل الذي قيل عنه إنه حاصل علي دكتوارة في «تزغيط البط» كل هذا كان مسلسلا محكما لخدمة عكاشة في القيام بدوره الوطني العظيم الذي سيذكره التاريخ وسنظل نفخر به ونرويه لأبنائنا وأحفادنا.. وفي الوقت الذي لاتزال الصدمة تسيطر علي كل أعضائي وإذ بلطمه علي وجهي كالزلزال من يد ابني عبد الرحمن وهو يصرخ "اصحي يا بابا عايز اعمل بي بي" ورغم حزني بعد الاستيقاظ أن كل ده كان حلما لكن في الحقيقة شعرت في نفس الوقت بالفخر لأن العمل البطولي الذي قام به العكش في الحلم لا يقل أهمية عن العمل البطولي الذي سأقوم به أنا أيضا في مساعدة بيدو انه يعمل «بي بي».