الإثنين، 04 أكتوبر 2021 - 07:01 م

هذا هو سحر كرة القدم فى أجمل صورة. الهدف الأسطورى لمحمد صلاح فى مرمى "السيتى" أجمل من أن تصفه الكلمات. نعم فعلها صلاح من قبل مسجلاً أهدافاً شبيهة ولكن اللوحة هنا تكتمل لتقول إننا أمام أفضل ما يمكن أن نشاهده فى ملاعب الكرة.

السحر هنا يكتمل. القوة والمهارة الفنية واللياقة الكاملة والصفاء الذهنى كلها اكتملت وصلاح يستلم الكرة من منتصف الملعب فى وضع شائك، ثم يقاتل بشراسة للانطلاق بها، ثم "غربلة" نصف الفريق المنافس الذى يملك أفضل دفاع بين أندية أوروبا، ثم الاحتفاظ بالهدوء القاتل بعد كل ذلك ليضع الكرة فى المرمى مسجلاً الهدف الذى أشعل عالم الكرة، والذى قال عنه مدرب ليفربول "كلوب" بحق إنه سيبقى فى ذاكرة الجماهير لخمسين أو ستين عاماً. صلاح الاستثنائى يثبّت أقدامه فى المقدمة. لا يتوقف ساحر الكرة عن تطوير نفسه. لاحظ هنا أنه سجل هدفه المذهل بقدمه اليمنى التى لم يكن يسدد بها كثيراً..

ولاحظ أنه لم يعد هدافاً أسطورياً فقط بل أيضاً صانع فرص التهديف لزملائه كما فعل مع "مانى" فى الهدف الأول فى هذه المباراة. ثم لاحظ أنه -وهو رجل المباراة وصاحب الهدف التاريخى- بإحساس أن طموحه من المباراة كان سيكتمل لو أن هدفه كان هدف الفوز فى هذه المباراة الحاسمة. هذا الطموح الدائم للأفضل له ولفريقه هو سر الكبار فى عالم الكرة. صلاح الرائع أصبح فى المقدمة لكنه سيظل يبحث عن الأفضل والأجمل. شخصياً أود ان يبقى فى "ليفربول" ليكون العنوان الأبرز فى صعود النادى العريق للقمة بعد سنوات الغياب. وليكون "ليفربول" ميداناً يحتضن "مو صلاح" وهو يواصل تقديم الأجمل لكرة القدم العالمية.

الأجمل فى كل ذلك أن يكون "كابتن مصر" فى هذه الحالة الرائعة وهو يستعد لقيادة المنتخب فى مباراتيه الحاسمتين فى تصفيات كأس العالم فى الأيام القادمة. وأن يكون احتفاء المنتخب به أن يتجاوز كل الظروف الصعبة لتكون مصر فى مكانها المستحق فى كأس العالم القادمة..

وكل كأس عالم بعد ذلك. بالتوفيق لصلاح وهو يكتب اسمه بين الأفضل فى تاريخ الكرة وبالتوفيق لكابتن مصر وهو يكتب مع زملائه فى المنتخب بطاقة العبور إلى كأس العالم.