الكاتب الصحفي ممدوح الصغير
الكاتب الصحفي ممدوح الصغير


قيامة الناس وساعتهم

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 12:44 ص

هل اقتربت الساعة؟.. سؤالٌ مطروح منذ 14 قرناً عندما نزل قول الله تعالى "اقتربت الساعة وانشق القمر"، يومها نزل الرعب فى قلب الصحابة بعد أن   تأكَّد لهم اقتراب قيام الساعة، ولذا كانت حياتهم  وسلوكياتهم بها اعتدالٌ وخوفٌ وتذللٌ لرب العباد.


 ومر القرن الهجرى الأول، زمن الصحابة والتابعين، نصفه الأول خالٍ من الفتن والشرور، وفى مطلع النصف الثانى تبدَّل الحال، فكانت الفتن، وعَرفت القصور ليالى الطرب، وشرب الخمور ورقص الجوارى، وضعفت الأمة، وظهر نهاية القرن أعدل حكام الأرض عمر بن العزيز، الخليفة الذى غيَّر الخريطة  بعدله الذى ورثه من جده   عمر بن الخطاب، ولم يكن الخليفة العادل أستاذًا فى الاقتصاد أو صاحب نظريات، لكنه عرف انه سوف يُحاسب أمام الخالق، فلم يظلم الرعية، بل ظلم نفسه. 


عرفت البشرية بعد القرن الأول شرور الحرب والفتن،  كل دولة كانت تقوم علي أنقاض السابقة بالدماء، وعندما ظهرت الدولة العباسية، قُتل نسل بنى  أمية من سلسال الخلافة، وتوالت الدول، وكانت محاولات طمس الحضارات، وكان السباق  على الفوز بحكم مصر درة المنطقة، والتى بها أفضل شعب متحضر وغيرة على الدين، فلقد حباها الله  بموقع متميز، وكُرمت بذكرها فى القرآن الكريم  فى 34 موضعاً، وداست ترابها أقدام 12 نبيباً، كانت بها دعوة يوسف وموسى، عليهما السلام.


قيام الساعة قضية تشغل البشرية خلال الألف عام الماضية.. مع كل جريمة من الجرائم الغامضة التى تحدث من حين لآخر، يكثر لفظ أن الساعة اقتربت من بشاعة الجرائم، ربما آخرها  ما حدث فى الدقهلية بعد  ان سعى أخ لاغتصاب شقيقته حتى تتخلى عن حصتها فى الميراث، الشقيق تجرَّد من النخوة، وبدل أن يُدافع عن شرف شقيقته سعى لفضحها.


ربما ظهرت بعض العلامات لقيام الساعة، ذكرها الرسول، عليه الصلاة والسلام، ورغم ظهور العلامات يعيش البشر فى غفلةٍ، شغلهم صراع الدنيا، ندر الخير من جوف القلوب، هرب الإيمان من   النفوس، ظن بعضنا أن البشر هو من يرزق وليس خالق العباد، سقط معظمنا فى اختبارات الحياة، لم نتعظ، الأرواح تتخطف من قبل الموت، والحقيقة المؤكدة التى سوف يشرب من كأسها كل البشر، فرص التوبة تطرق أبوابنا ونتباهى بالحياة فى جزيرة الغفلة، ماتت ضمائر بعضنا ونسى معظمنا أن السيرة أطول من العمر، علينا  جميعاً ونحن نري ما يحدث من حولنا مراجعة أنفسنا، وأن نتخلى عن ظلم النفس والغير، وأن يصادق الخير  نفوسنا.. اليوم نحن من سكان الأرض، معنا نفوذ  ومعارف، وغداً فى القبور، يوم الحشر جميعنا يحاسب أمام إله عادل، وعملك هو المنجى لك.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 

مشاركة