د. على المؤيد خلال حواره  مع «الأخبار»
د. على المؤيد خلال حواره مع «الأخبار»


د. على المؤيد رئيس الجهاز التنفيذى لهيئة الإعلام والاتصالات بالعراق لـ «الأخبار»:

إرادة جادة لتأخذ العلاقات بين القاهرة وبغداد حيزها الأكبر

الأخبار

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 06:06 م

أحمد يوسف أبوهارون
 

الرئيس السيسى دافع  لدعم العلاقات وسعدنا بزيارته لبغداد مرتين
 

أكد رئيس الجهاز التنفيذى لهيئة الإعلام والاتصالات بالعراق د. على المؤيد أن هناك إرادة جادة من مصر والعراق لتأخذ العلاقات حيزها الأكبر وأن الرئيس السيسى دافعا لدعم العلاقات و سعدنا بزيارته بغداد مرتين ..

وأضاف فى حوار لـ»الأخبار» أن رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى جاء برؤية جديدة تنال رضًا شعبيًا وأن العراق يريد أن يكون جسرا بين الحضارات وملتقى بين دول الجوار والإقليم ..

وأشار إلى أن الإعلام المصرى يغطى مشاهد المحبة والود بين الدولتين وبين الشعبين وأن الإعلام شريك حقيقى وأساسى فى عملية محاربة الإرهاب ..

وشدد على أن الحكومة العراقية تعمل على انتخابات برلمانية مثالية ونتائج نزيهة وشفافة ..

وأكد العراق جزء لايتجزأ من محيطه العربى والإسلامى ويعتز بعروبته وتقاليده وأعرافه .. إلى نص الحوار.

 

حدثنا عن زيارتك للقاهرة وأهم الأنشطة التى قمتم بها؟


بالتأكيد مصر من البلاد المحببة لقلوب العراقيين ، وهذه الزيارة طبيعية لشخص يزور أهله وأشقاءه فى دولة حبيبة وصديقة ولها علاقات تاريخية مع الشعب العراقى والدولة العراقية .


هى علاقة حضارتين وشعبين وحكومتين ،تأتى فى سياق العلاقات الرصينة والمتينة التى تحكم بمبادرات ثنائية بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى والرئيس عبدالفتاح السيسى .


وكنا سعداء بزيارة الرئيس السيسى إلى بغداد لمرتين متقاربتين ،والزيارة تبقى فى هذا السياق أن العلاقة لاتبقى فقط على مستوى زعماء دولنا ، بل تنتقل إلى كل المؤسسات وأن تكون علاقة وثيقة ومترابطة ومتشابكة .


نحن نزور مصر فى زيارة رسمية ، والحقيقة الزيارة تأخذ جانب الاتصالات أكثر من جانب الإعلام ، فزرنا الجهاز القومى لتنظيم الإتصالات فى المدينة الذكية ،وكان لدينا زيارات للمنظمات الدولية والعربية المتواجدة فى مصر ،منها مدير المكتب الإقليمى للاتحاد الدولى للاتصالات «المكتب الإقليمى العربي» ،وكذلك الأمين للمكتب التنفيذى لمجلس وزراء الإعلام العرب فوزى الغويل .


وزراء الإعلام العرب 


حدثنا عن اجتماع وزراء الإعلام العرب فى بغداد؟


العراق يترأس المكتب التنفيذى لوزراء الإعلام العرب ، وفى نهاية شهر أكتوبر وتحديدا يوم 28 سينعقد مؤتمر المكتب التنفيذى بحضور وزراء الإعلام العرب فى بغداد لمدة 5 أيام ،وسيكون هناك أيام مخصصة لفلسطين وبيروت واجتماعات مكثفة ، هناك 10 برامج ستتم فى بغداد وبرعاية رئيس الوزراء الذى سيكون له كلمة فى افتتاحية المؤتمر .


هذه هى رؤية الحكومة العراقية ورئيس الوزراء بالتحديد أن كل مؤسسات ووزارات وهيئات الدولة تكون لها علاقات مع الأشقاء العرب ومع الدول التى لديها علاقة وثيقة بالعراق.


ما أهم الفعاليات التى ستكون خلال اجتماع وزراء الإعلام؟


أى توافد للوفود العربية والأجنبية هو رسالة واضحة بأن العراق يستعيد عافيته وعاصمته بغداد بامكانها أن تستضيف عشرات الوفود على أعلى المستويات ،وهذا دليل على استقرار البلد وانتقاله من مرحلة اللا استقرار إلى مرحلة الاستقرار ومن الضعف إلى القوة ومن حالة الارباك إلى حالة الاستقرار التام .
وهذا ماحدث فى مؤتمر القمة الذى حدث بحضور الرئيس السيسى والعاهل الأردنى ورئيس فرنسا وعدد من الأمراء ووزراء خارجية دول الجوار والرئيس الفرنسى ،وبالتالى أهمية وجود وزراء الإعلام العرب فى بغداد هى تكريس لرسالة الأمن والمحبة والتواصل ..

هناك فعاليات عديدة ستتم فى المؤتمر ،منها مناقشة الخطاب الدينى وآليات الخطاب الدينى المانع للكراهية والانقسام بالوطن العربى والدول الإسلامية .


الاحتفاء بجائزة التميز جائزة لبيروت والتأكيد على القضية الفلسطينية بأنها القضية المركزية للأمة العربية ،بجانب الحوارات التى ستدور بين وزراء الإعلام العرب حول الهموم المشتركة للإعلام العربي،كل ذلك موجود على الطاولة ،والأجندات تحضر من الآن من خلال اللجان المشتركة ، وسيتم الإعلان النهائى عن أجندة وبرنامج وجدول هذه اللقاءات.
العلاقات المصرية العراقية 


كيف ترى العلاقات المصرية العراقية وأهمية البلدين لبعضهما البعض؟


أهمية العلاقة بين مصر والعراق تأتى من مبادئ عدة أولها أن مصر لها حضارة عريقة لآلاف السنين والعراق كذلك من الحضارات البشرية الأولى وهذه علاقة حضارية ،هناك علاقة الدين الإسلامى بين شعبين مسلمين ،وهناك علاقة العروبة ،الشعب العراق غالبيته عربية وأيضا الشعوب العربية وفى مقدمتهم مصر ،وكذلك المشتركات مثل الحجم الجغرافى والتأثير الاستراتيجى والدور السياسى ، هذه كلها مشتركات بين العراق ومصر وهناك تاريخ طويل لهذه العلاقات .


هناك إرادة جادة من الدولتين شعبا وحكومة ،لتأخذ هذه العلاقات حيزها ومساحتها الأكبر.


فخامة الرئيس السيسى ،كان واضحا جدا فى اندفاع مصر تجاه هذه العلاقات ، ودولة رئيس الوزراء العراقى مصطفى الكاظمى جاء برؤية جديدة بالانفتاح الإقليمى والدولى للعراق ،والرجل ينفذ هذه الرؤية ،وهناك رضا شعبى وسياسى لهذه الرؤية وهناك دعم لهذه الرؤية من المكونات الاجتماعية والسياسية فى البلد ،بالتالى هذه الإرادة السياسية العليا .


اليوم تنزل لمستوى مؤسسات الدولة إلى الوفود الشعبية ،إلى تبادل الخبرات والتجارب بين وسائل الإعلام العراقية والمصرية ،بالتالى هذه العلاقة ستكون فى المستقبل علاقة أوثق ،وستكون أجود وأفضل وهذا ماتستحقه شعوبنا المصرى والعراقى ، هى شعوب شابة ومتطلعة للمستقبل ، لديها أحلام وطموحات مشتركة ، واليوم زعماء هذه البلدان تعلم علم اليقين بأن هذه الطموحات واجبة التنفيذ والمتابعة .


هذه الإرادة المشتركة هى التى تدفع الشعبين والحكومتين إلى أن تكون علاقاتهما أكثر رصانة متانة وإحكام .


كيف ترى الدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام فى البلدين؟


نحن نستمع للإعلام المصرى ونشاهد ونرى أن الإعلام يغطى مشاهد المحبة والود بين الدولتين وبين الشعبين ،كما هو حال الإعلام العراقى المتفاعل جدا مع هذه الرؤية الجديدة والجيدة نحو الانفتاح العربى ،الإقليمى والدولى للعراق .


وهناك دعم إعلامى لهذا الاتجاه لتكون علاقاتنا علاقات طيبة ،العراق لايريد أن يكون ساحة للصراع أولتصفية الأزمات والصراعات .


العراق يريد أن يكون جسرا بين الحضارات وملتقى بين دول الجوار والإقليم ،هذا مايبحث عنه ،وهذا مايعمل عليه .. والإعلام له دور بارز وكبير ونتمنى أن يكون بشكل أكبر وأفضل .


مكافحة الإرهاب 


ما الدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام فى مكافحة الإرهاب ؟


الإرهابى يسلك كل المسالك التى تمكنه من تنفيذ أجنداته الشريرة ،على مستوى القتل المباشر أو تسميم العقول بأفكار منحرفة وأجندات شريرة غير صائبة.
الإعلام العراقى قدم العديد من الشهداء والجرحى فى معركته مع الإرهاب ،والإرهاب استهدف الإعلام العراقى بشكل مباشر ،استهدف الشبكات الإعلامية ، ولدينا مئات الشهداء الذين استهدفوا من الإعلاميين وآلاف من الشهداء من الشعب العراقى ،لكن وسائل الإعلام العراقية بقيت صامدة فى وجه الإرهاب تحذر منه وتكافح جذوره ،خطاب الطائفية ،الكراهية ،الانقسام والعنصرية.


الإعلام العراقى يؤدى أدورا كبيرة فى مكافحة مثل هذه الأفكار المنحرفة والتحذير منها والكشف عن مصادرها ومحاربتها بشكل دقيق ،وكان مساندا لرفع معنويات القوات المسلحة ودافعًا عنه ،وقدم الشهداء ووثق مشاهد البطولة وكان كتفا إلى كتف بجوار القوات المسلحة فى معاركها الخطيرة ضد الإرهاب وكشف عن خيوط الإرهاب وأرائه المنحرفة .


الإعلام شريك حقيقى وأساسى فى عملية محاربة الإرهاب بوسائل إعلامية رصينة ،مهنية محترفة مخلصة تقف وتدافع وتساند عن الشعب ومبادئه وجذوره السليمة وعن الإسلام المتسامح .


الرجل العسكرى والأمنى بحاجة إلى ركائز تسانده ومن أهمها وسائل الإعلام .


نحن نعقد فى هيئة الإعلام والاتصالات أن وسائل الإعلام العراقية الوطنية كان لها دور كبير فى ترسيخ الديمقراطية ،فى مكافحة الإرهاب ، فى الإجراءات الصحية التى حدثت مع كوفيد19 «كورونا» على مستوى دعوة المواطنين للالتزام بالإجراءات الصحية وعلى دعوتهم باتجاه التلقيح ، والآن فى المشاركة فى الانتخابات دور كبير لوسائل الإعلام ،وهى مساندة لهموم وقضايا المجتمع العراقى .


المصالح العربية


هل نرى خطابا عربيا موحدا يهدف للمصالح العليا للدول العربية؟


هناك الرغبة على المستوى الشعبى موجودة ،والرغبة الشعبية لابد وأن يكون لها انعكاسات لأن وسائل الإعلام عاكسة لرغبات الشعوب وأزماتها والتطلعات والأحلام الموجودة .. وسائل الإعلام لا تزال تعمل بطريقة محلية ، ولازلنا دون الطموح فى أن نوحد وأن يكون لدينا استراتيجية موحدة كأمة إسلامية وعربية فى توحيد الخطاب فى مكافحة الإرهاب فى حل القضايا الموجودة للأزمات .


اليوم نتحدث عن وطن عربى غالبيته من الشباب ،وهموم الشباب وقضاياه وتطلعاته معروفة ،نحتاج إلى استراتيجية إعلامية موحدة تعبر عن هذا الطموح والتطلعات وتبين الخصوصيات والتمايزات الموجودة المحلية إضافة إلى المشتركات ،نحن لا ندعو وسائل الإعلام للقفز على خصوصيات وأعراف وتقاليد أى مجتمع هذه واجبة ومهمة أن نتعرف على بعضنا البعض ،ولكن من الواجب أيضا أن يكون لدينا استراتيجية فى القضايا الكبرى ،كالقضية الفلسطينية ،مكافحة الإرهاب ، المصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا ،الشراكات الاقتصادية الكبرى ،التنمية المستدامة لشعوبنا ،وفى المبادرات التى من الممكن أن تقوى شعوبنا وتقربهم من بعضهم .


هل نستطيع أن نقول إن العراق عاد لمحيطه العربى؟

العراق عضو مؤسس لجامعة الدول العربية ، لم ينعزل يوما عن محيطه العربى ،العراق دوما كان جزءًا لايتجزأ من محيطه العربى والإسلامى ويعتز بعروبته وتقاليده وأعرافه ،والعروبة لدى الشعب العراقى ليست عروبة التعنصر والأدلجة بل هى عروبة التقاليد والأعراف والجذور والقيم النبيلة التى بها الشجاعة والكرم والجود والأخلاق النبيلة والحسنة .


ماذا عن استعداداتكم للانتخابات البرلمانية؟


المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فى العراق ،وبالتعاون ودعم واسناد كبير من الحكومة العراقية جهزت كل المستلزمات اللازمة لإجراء الانتخابات يوم 10أكتوبر ، سيتم العرس الانتخابى بمشاركة كبيرة من قبل أبناء الشعب العراقى ليقرروا مصيرهم ،ونرسيخ التداول السلمى للسلطة ،وترسيخ القيم الديمقراطية ،وترسيخ أن المواطن هو من يقرر وهو من يمضى بمصير ومستقبل بلاده.


نأمل أن نكون أمام انتخابات مثالية ،جيدة ،آمنة وبنتائج نزيهة وشفافة ،هذا مايطالب به الشعب العراقى وتعمل عليه الحكومة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة