اللواء فيليب زخارى
اللواء فيليب زخارى


رجال صنعوا النصر| اللواء فيليب زخاري: الدفاع الجوي عين القوات المسلحة الساهرة

سما صالح

الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 - 07:02 م

"ملحمة تاريخية لم يتوقعها اليهود، وصدمتهم قوة الجندي المصري الذي حطم أسطورتهم العسكرية الحصينة، بعد أن فاجأتهم القوات المسلحة بأكبر خدعة عسكرية آثارها ستظل ذكرى أبدية في عيدهم "الغفران".. نعم لم نكن نعلم موعد الحرب وساعة الصفر، بالرغم أننا كنا ننتظرها على أحر من الجمر، يحلم كل منا بلحظة الانتصار أو الشهادة، ففي الحالتين نكون قدمنا كل مانملك للوطن".

هذا ما قاله اللواء فيليب زخاري قائد لواء دفاع جوي أثناء حرب أكتوبر، والذي تخرج من الكلية الحربية سلاح المدفعية عام 53، وشارك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 56 وشارك في حرب 67 في الحسنة تحديدا، وحرب الاستنزاف وحرب 73 كقائد لواء صواريخ، وكان في مقدمة أعنف المعارك الجوية في حرب 73، كما وصفها المشير محمد علي فهمي في كتابه الذي حمل عنوان "القوة الرابعة"، والبطل حاصل على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية ونوط الجمهورية من الطبقة الأولى وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة .الحسنة وميدالية 6 أكتوبر.

في حديثه لـ"بوابة أخبار اليوم"، أكد "زخاري"، أن الدفاع الجوي كان ومازال لديه حالة استعداد متقدمة بصفة مستمرة ومراكز القيادة تعمل كاملة طوال الوقت، وهناك كتيبة خدمة مستمرة، وأنه نجح في إسقاط أول طائرة للعدو بعد ساعتين من بداية العمليات.
 

وأضاف أن الدفاع الجوي عين القوات المسلحة الساهرة ليلا ونهارا، فأجهزة الرادار تعمل بشكل متواصل في مراقبة العدو الجوي، وأطقم القتال في مراكزها ٢٤ ساعة، فرضت سيطرتها على سماء المعركة، لدرجة أن قائد القوات الجوية للعدو أعطى أوامره لطياريه بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة  ١٥ ميلاً لتجنب الخسائر في الطائرات والطيارين، وأن معجزة تجريف الساتر الترابي بخراطيم المياه، وفتح الثغرات وإنشاء الكباري لعبور القوات المدرعة و5 فرق مشاه خلال ٦ ساعات معجزة عسكرية بكل "المقاييس".

 

واسترجع اللواء فيليب زخاري، قائد لواء الصواريخ دفاع جوي ببورسعيد، ذكرياته أثناء حرب 6 أكتوبر 1973 «العاشر من رمضان»، قائلا: "رغم كوني مسيحيا، إلا أنني صمدت مع الجنود لكي أكون قدوة لضباطي، وجنودي لأن القائد رمز".

اقرأ أيضا: رجال صنعوا النصر| محمد طه يكشف أسرار علامة النصر وحرب الخداع الاستراتيجي

وقال: "كنت قائداً للواء صواريخ دفاع جوي برتبة عقيد.. كنت مسؤولاً عن عدة مهام منها توفير الحماية الجوية للقاعدة البحرية في بورسعيد بما فيها من رصيف وقطع بحرية مكلفة بالقيام بأعمال تعرضية في البحر، والقاعدة بها مخازن ذخيرة وخلافة، وتوفير الحماية الجوية للتشكيلات البرية المكلفة بالهجوم والاستيلاء على النقاط القوية في قطع بورفؤاد ومنع العدو الجوي من الاستطلاع، ومنع العدو من اختراق عمق الدولة والمطارات والقواعد الجوية في دلتا مصر، والعدو خصص 15% من قواتها الجوية لبورسعيد وبورفؤاد، بالرغم من أنهم خصصوا جزء بسيط من قواتهم الجوية للهجوم على المطارات والقواعد الجوية المصرية، ونفذوا على بورسعيد مئات الطلعات الجوية، واستوعبنا كل هذه الطلعات وكبدناهم خسائر ضخمة اعترف بها العدو والمجلات الأجنبية".

 

وتابع: "كان العدو ينفذ غاراته يومياً بحوالي 90 طائرة، رغم أن عدد الصواريخ التي بحوزتنا لا تحتاج كل هذه الطلعات الجوية، ونفذ العدو العديد من الطلعات الجوية فوق بورسعيد يوم 8 أكتوبر أكثر من نصفهم قوة ضاربة والباقي إعاقة وشوشرة واستطلاع نفذها في  هجمات رئيسية، الأولى ظهرت في البحر في العريش واستمرت في التقدم بمحاذاة الساحل لمسافة أربعين كيلومترا وعند بورسعيد أكملت طائرات العدو طريقها فاعتقدنا أنها ذاهبة لقصف مطارات المنصورة، وفجأة انخفضت طائرات العدو لمسافة قريبة من الأرض فأصبحت خارج الكشف الراداري والإنذار بلغنا أن الهدف اختفى، واتضح أن العدو وصل غرب بورسعيد بمسافة 30 كيلومترا وانخفض بشكل كبير وعند اقترابه من الأهداف التي ضربها ارتفع بحوالي 5 كيلو مترات، وبدأ في مهاجمة هذه الأهداف، كانوا يراوغون بطائرات حديثة عما كنا نملكه لكننا واجهناهم بإمكانيات محدودة وتفوقنا عليهم ببراعة وشجاعة المقاتل المصري".

اقرأ أيضا: رجال صنعوا النصر| نص «بيان النصر» بمجلس النواب أبرز عبقرية السادات

وعن شعورة وقت مرور الطائرات المصرية إلى شرق القناة قال: "أنا حاربت عام 1956، كنت ملازم أول، وفي 1967 كنت (رائد) قائداً لكتيبة مدفعية مضادة للطائرات، وعند أوامر الانسحاب من سيناء عدت سيراً على الأقدام لمدة 15 يوماً بقليل من الأكل والماء، وعندما وصلت قالوا لي خذ إجازة ورفضت، وذهبت للواء الخاص بي في القنطرة، وفي حرب أكتوبر أسقطنا أول طائرة معادية بعد بداية العمليات بساعتين، عنصر المفاجأة جعل العدو غير متزن وكل تصرفاته عبارة عن ردود فعل لتصرفاتنا، والعدو أراد منع جنودنا وقواتنا البرية من العبور إلى شرق القناة، فكان مضطرًا للقدوم من الشمال الشرقي للدخول فوق القناة، وهنا يضطر للدوران من فوق رؤوسنا من بور فؤاد والكتيبتان التابعتان لنا اشتبكتا معهم، وأسقطوا أول طائرة صفقنا وهللنا وأسقطت أنا عدد من الطائرات".

وأوضح أنه كان يصوم رمضان كثيرا وقال: "كنت قائد كتيبة ثم فوج ثم لواء دفاع جوي وأنا مَثَل ورمز فكيف أفطر وأشرب الشاي والقهوة والناس صائمة، ومحبتي لجنودي وضباطي عندما يعرفون أنني صائم وأصدر أمراً لواحد منهم لأي مهمة وهو يعلم أنه قد لا يعود مرة أخرى تجعله يتقبل المهمة دون مناقشة".

 

وقال: "لم أنسى الجندي عبد المعطي كان يعمل على مقذوفات موجهة مضادة للدبابات والمدى ٣٠٠ متر كان يجهز الدبابة حتى تصل إلى ١٠٠ متر وذلك شجاعة منقطعة النظير وأطلق صاروخه ووجهه في اتجاه الدبابة ودمرها، ودمر بمفرده عدد كبير من دبابات العدو من احدث  الطرازات، وأطلق عليه صائد الدبابات".

 

واختتم حديثه عن مضمون العلاقة بين القادة والضباط والجنود وقت الحرب وفي السلم أيضا، قائلا: "كنا أسرة واحدة، أتذكر قائد الجيش الثاني اللواء سعد الدين مأمون بعد اشتباكنا يوم 8 أكتوبر، أرسل لنا هدية عبارة عن 3 أقفاص بها بونبون وسجائر  ووزعتها على الضباط في مركز القيادة، بعد اشتباكاتنا ونجاحنا وأسقطنا 8 طائرات يوم 11 أكتوبر، قائد الدفاع الجوي أرسل ضابطا برتبة عقيد من الشؤون المعنوية ومعه خطاب شكر عممناه على كل الكتائب وذلك لرفع الروح المعنوية، لأن هذه الكتيبة تعرضت لضرب كبير من طائرات العدو".

اقرأ أيضا: رجال صنعوا النصر| العميد محمد عبد المنعم يروى ذكريات الحرب

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة