اللواء جمال الدين محمد كحيلة
اللواء جمال الدين محمد كحيلة


رجال صنعوا النصر..

اللواء كحيلة: ارتفاع الروح المعنوية والكفاءة القتالية هما سر النصر

سما صالح

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 01:45 م

سيظل الاحتفال بالنصر وذكرى حرب أكتوبر سنويًا حتى وإن مرعليها أعوام وأعوام، فهى ليست ذكرى لإنتصار حربي فقط بل ذكرى لمعارك تدرس في أكبر المعاهد والاكاديميات العسكرية، ذكرى تتجلى فيها روح التعاون ليس بين الأفرع العسكرية المختلفة بل بين الجيش والشعب وبين القيادة العسكرية والسياسية لتحقيق هدف واحد.

ذكرى حرب أكتوبر نحتفى بها سنويًا متذكرين الأبطال من جنود وصف وضباط منهم من قضى ومنهم من ينتظر.

اللواء جمال الدين محمد كحيلة قائد سرية المدافع المضادة للدبابات فرقة المشاة أثناء حرب أكتوبر 1973 والذى شارك في معركة تحرير القنطرة شرق يروي لـ «بوابة أخبار اليوم» بطولاته مع الجنود والضباط أثناء حرب أكتوبر مؤكدًا أن ارتفاع الروح المعنوية والكفاءة القتالية التى تحلى بها الضباط والجنود، هى السر في تحقيق النصر على العدو فائق الإمكانيات.

يقول اللواء كحيلة " الكلية الحربية طلبت دفعة استثنائية وتقدمت وتم قبولي والتحقت بسلاح المشاة، وكانت بارقة الأمل الوحيدة هى الانتصار حتى أخذ الرئيس أنور السادات قراره أنه في يوم السادس من أكتوبر في تمام الساعة الثانية ستبدأ معركة استرداد سيناء".

وتابع: " نحن في حرب 1973 لم نكن نمتلك التفوق النوعي في السلاح، ولكن إيمان المقاتل المصري بالعقيدة القتالية، يؤكد أن مصر ستبقى خالدة دائما، وبالفعل استطاعت الجنود أن ترفع من إمكانيتها المحدودة وإلحاق العدو بالهزيمة التى كانوا يستحقونها".

ويضيف، إن مفتاح النصر وراء نجاح عبور قناة السويس، فحينما كان يشاهد أفراد الجيش المصري المرابطون على خط القتال والقوات الجوية، وهى تقوم بتنفيذ الضربة الجوية الأولى بخروج الطائرات في السماء تحطم حصون العدو في سيناء، تيقن حينها أن جنود القوات المسلحة حانت لها لحظة الخلاص والعبور والاستيلاء الكامل على الضفة الشرقية.

وعن ذكرياته مع سلاح المشاة، يروي اللواء كحيلة:" كنت قائدا لسرية مدافع مضادة للدبابات فى إحدى الوحدات الفرعية بسلاح المشاة، ومهمتنا كانت العبور إلى شرق قناة السويس والاستيلاء على رأس الكوبري بأعماق تصل حتى 10 كيلومترات، ثم صد العدو ومنعه من العودة إلى القناة مرة أخرى، وتمركزت مهمتنا الرئيسية في اقتناص دبابات العدو".

واستطرد قائلاً: "بالفعل تمكنت السرية تحت قيادتي في اليومين الأول والثاني للقتال من تدمير دبابات العدو ومركبات لنقل الأفراد، وتمكنا من رفع العلم المصري وتحقيق السيادة والسيطرة الكاملة على مدينة القنطرة شرق في اليوم الثالث للقتال، الذى بدأ الجيش المصري فيه بصد الهجمات المعادية الإسرائيلية، وتمكنا من صد جميع الهجمات وإحداث أكبر تلفيات وتدمير فى قوات العدو".

أقرأ أيضا: رجال صنعوا النصر| شفرة الصول أحمد التي خدعت العدو الإسرائيلي 


ويصيف كحيلة:"استطعنا يوم 8 أكتوبر تحرير القنطرة شرق، وارتفعت الروح المعنوية للجنود وجعلتهم يتغلبون على الإمكانيات الفائقة للعدو الإسرائيلي".

واستطرد: «كانت تتوالى الصعوبات علينا كل يوم، فكان علينا العبور بالثقل الشديد للذخيرة والأسلحة، وكان من الصعب على الجنود صعود الساتر الترابي مستخدمين قوة أقدامهم وسلالم الحبال فقط، ولكن الجيش المصري وقت القتال كان بمثابة جيلا ذهبياً».

وروى كحيلة سر انطلاق صيحة «الله أكبر» في أرض المعركة في آن واحد، قائلاً: «لم تكن وليدة تدريب بل جاءت من وجدان المقاتل المصري حينما أحسوا ببداية الانتصار بعد نجاحهم في عبور قناة السويس، فعصفت بكل من هو موجود في هذه المعركة لأنها خرجت من القلوب وليس من الحناجر فقط، فكانت معبرة بأن هناك نصرًا قادمًا لا محالة له».

وعن قدرات تحمل المقاتل المصري أمام العدو الإسرائيلي رغم ضعف الإمكانيات، رد كحيلة: «أتذكر موقف في يوم 8 أكتوبر، حيث قابلت أحد زملائي بسلاح المدفعية برتبة ملازم أول، عائدًا للبحث عن الوحدة الطبية بعد إصابته بثلاث طلقات في الكتف الأيمن من اليوم الأول للقتال، فسألته: "إنت إزاي قعدت يومين بالإصابة؟، فكان رده "لم يأت لي بديل لتولي سلاح استطلاع المدفعية فصمدت في موقعي وظللت أدير نيران مدفعيتي إلى يوم 8 أكتوبر، وحتى أتاني البديل فتركت موقعي وقتها وعدت أبحث عن العلاج الطبي، وحينها علمت أن سر الانتصار كان في المقاتل المصري ذاته».

ويرى كحيلة، أن القوات المسلحة قادرة على تكرار نصر أكتوبر في حربها مع الإرهاب، قائلا: «هل يوجد جيش وشعب ينهزم في معركة كبرى مثل 67 ويستطيع في خلال 6 سنوات أن ينتصر مرة أخرى على عدو بقدرات الجيش الإسرائيلى، فالقوات المسلحة قادرة دائما على تحقيق النصر في أي وقت، فنحن معتادون دومًا على أن الجيش أو الشعب المصري لا تظهر شجاعته وقوته القتالية إلا في وقت الشدائد».

وتابع: «الدليل ما يحدث من استمرار للروح القتالية في الوقت الحالى والحرب على الإرهاب بسيناء، فالجيش المصرى الحالي هو امتداد لظباط حرب 73، وإثبات بأن الجيش المصري ليس حديث بل قوة».

ويوضح كحيلة، أن الظروف الصعبة هي التي يخرج منها الرجال الشداد البواسل، وظروف الحرب الصعبة هي التي حولت الهزيمة إلى نصر واليأس إلى أمل.

 

أقرأ أيضا: رجال صنعوا النصر| «الدفتار» بطل الصاعقة المصرية لقبه الأعداء بـ«أسد سيناء».. فيديو

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة