الدروس الخصوصية
الدروس الخصوصية


خبراء تربويون: المتربحون يشنون حربًا على التغيير.. والمستقبل سيثبت نجاح التجربة

دعوات تطوير التعليم تواجه الحملات المضادة

ياسمين سامي

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 06:31 م

 

لا خلاف على أهمية التعليم فى أى دولة تريد النهوض بأبنائها، فبدون التعليم لا حضارة ولا بناء ولا قوة، وهذا ما أدركته الدولة المصرية جيدًا، لذا حرصت كل الحرص على تطوير التعليم من جميع النواحى وعلى جميع الأصعدة، بداية من الاهتمام بتطوير المدارس والمناهج والاهتمام بالوجبات المدرسية، وكذلك بتطوير أداء المعلمين وأسلوب الامتحانات والتصحيح للإجابات والحرص على الاعتماد على الوسائل الحديثة..

ولكن على الرغم من كل ذلك يظل شبح الثانوية العامة يطارد أولياء الأمور والطلاب كل عام، فهى مرحلة «الماراثون» سباق يعتمد عليه الطلاب فى تحديد مسار الحياة ومستقبلهم وأى كلية وجامعة يلتحقون بها، وبالتالى فهى فترة «ضغط عصبى»، يظهر فيها جليًا غضب بعض الطلاب وأولياء الأمور خاصة مع التغيرات الأخيرة..

من هنا حرصت «الأخبار» على الاستماع للخبراء لمعرفة من يعارض تطوير التعليم بعد سنوات الجمود التى بقى عليها، وأسباب مواجهة دعوات التغيير والتطوير للمناهج ونظام الامتحانات بحملات مضادة ومن يدعمها.

 

الشكاوى مستمرة من صعوبة الامتحانات وإلقاء اللوم على نظام التعليم وأسلوب الامتحانات خاصة فى مرحلة الثانوية العامة وارتفاع المجاميع الذى يسبب مشكلة فى التنسيق هو سمة كل عام، وهو ما حاولت وزارة التربية والتعليم تغييره وتغيير نمط الاختبارات فى كل المراحل بما فيها الثانوية العامة، للتغلب على مشاكل تسريبها لقياس الفهم أكثر من الحفظ لدى الطالب، معلنة أنه لن يحصل أى طالب على 100% وأن التنسيق سينخفض بشكل ملحوظ، ما حدث بالفعل لأول مرة حيث انخفضت المجاميع التى حصل عليها طلاب الثانوية العامة هذا العام، وعلى الرغم من وجود شكاوى وغضب لدى بعض الطلاب وكذلك بعض أولياء الأمور إلا أن هناك من يؤكد أن نظام «البابل شيت» والتصحيح الإلكترونى وتطوير نظم وأساليب الأسئلة الموجهة للطالب فى المصلحة العامة وتسهم بشكل أكبر فى «فلترة» الطالب الفاهم عن الذى يصم المعلومات دون فهم
هناك الكثير من الخطوات التى تنتهجها الدولة المصرية لتطوير التعليم وكذلك العملية التعليمية ككل، ولكن الثانوية العامة هى نهاية كل المراحل الدراسية وحصيلة كل تعب السنوات خلال مراحل التعليم المختلفة، وتظل أيضًا مصدر صدمة للطلاب وأولياء الأمور بالإضافة إلى مراكز الدروس الخصوصية وبعض المعلمين وواضعى الكتب الخارجية الذين يعتمدون عليها كمصدر أساسى للربح حتى وإن كان على حساب مصلحة الطالب ومن هنا ومع مقابلة نظام الامتحان الجديد بدأ الصراخ والعويل من صعوبة الامتحانات وكذلك من خروج بعض الأسئلة عن المناهج على حد وصف بعض الطلاب وخوفهم الشديد من عدم اللحاق بالكليات التى يرغبون فيها نظرًا لصعوبة الامتحانات.


عنق الزجاجة

 

 


تقول سارة السيد، طالبة بالثانوية العامة والتى حصلت على تقدير 92% وتمكنت من اللحاق بكلية الطب جامعة حلوان، إن الصدمة جاءت من أسلوب الامتحان غير المعتاد ومن طبيعة الأسئلة وبدأت تشعر بتوتر وضغط نفسى كبير بسبب عدم تفهمها لبعض الأسئلة غير المباشرة بالإضافة لتوقيت الامتحانات القليل مقارنة بعدد الأسئلة الكبير، فهى فى شعبة علمى علوم، قائلة: «يومياً بخرج من الامتحان، وكله بيصرخ ويعيط وده وترنى لكن كل اللى حسيته انى بحل كويس وانى قادرة أحصل على مجموع يدخلنى الكلية اللى عايزاها»، والتنسيق أنصفنا.
هكذا كانت كلمات سارة والتى وصفت المرحلة بأنها بـ«عنق الزجاجة» وأنها كانت تعتمد على كتب الوزارة ولا تحصل على أى دروس خصوصية سوى فى مادتين فقط، وبالفعل حصلت على مجموع مكنها من تحقيق حلمها واللحاق بكلية الطب، فالامتحانات على حد وصفها كانت تقيس مستوى الطلاب فى الفهم وليس الحفظ فقط.


بينما يرى محمد متولى، طالب بالثانوية العامة شعبة علمى رياضة، وقد حصل على مجموع 86%، أنه ومعظم زملائه تفاجؤوا بأسلوب الامتحانات، وأنه يحب الفهم وحل المسائل ولا يحب الحفظ بدون إدراك معنى الكلمات فى الكتب، وعلى الرغم من ذلك كانت الامتحانات تقيس مستوى الطالب النابغة وكذلك الضعيف والمتوسط، لكن الضغط النفسى الشديد على كاهلهم بالإضافة لتغيير أسلوب الامتحانات.

والأسئلة وغيرها من الظروف المحيطة التى صعبت عليهم العام الدراسى خاصة كورونا وخوفهم من الإصابة وحرصهم على عدم التواجد فى تجمعات صعب مهمة التحصيل والدراسة فكان العام الدراسى عامًا صعبًا بكل المقاييس لكن نزول التنسيق كان له أهمية كبيرة فى تمكنه من دخول كلية الهندسة بهذا المجموع على عكس المتوقع لأنها تعتبر من الكليات التى لا ينزل تنسيقها عن التسعينات فى السابق.
خارج المنهج
لم يختلف أولياء الأمور كثيرًا فى وجهة النظر لكن البعض اعترض على خروج الامتحانات عن الكتب خاصة كتاب الوزارة، وأيضًا عدم نجاح توقعات معلمى الدروس الخصوصية فى استشفاف طبيعة الأسئلة وبالتالى صب أولياء الأمور سخطهم على أصحاب مراكز الدروس الخاصة، وكذلك معلمى الدروس الخصوصية، على الرغم من تحذيرات وزير التربية والتعليم د. طارق شوقى والوزارة من أن الامتحانات لن تقيس مستوى الحفظ فقط لكنها ستقيس مستوى الفهم لدى الطالب، إلا أن صعوبة الامتحانات وعنصر المفاجأة من طريقة الأسئلة كان له سبب كبير فى غضب شريحة لا تعتبر قليلة من أولياء الأمور والطلاب.
هذا ما أكدته داليا الحزاوى، مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، عبر صفحة الائتلاف الرسمية، عقب مستوى امتحان الفيزياء للشعبة العلمية بالثانوية العامة، قائلة إنّه جاء صعباً، ولم يأت من المصادر التى طلبت الوزارة من الطلاب الاهتمام بها:«أسئلة الامتحان لم تكن معتادة، والامتحان بحاجة إلى وقت أطول، كما أنّه يحتاج إلى تركيز وتفكير»، ولم يكن هذا منطبقاً على امتحان الفيزياء وحده لكنها شكوى معظم الطلاب فى مختلف الشعب سواء العلمية أو الأدبية فى الامتحانات.
الأمر لا يتوقف على شكاوى الثانوية العامة فقط، لكن أيضًا فى المراحل الابتدائية والإعدادية هناك شكاوى من عدم عمل النظام الإلكترونى بشكل جيد، وكذلك صعوبة الاختبارات ومعاناة بعض الطلاب من عدم قدرتهم على التحصيل من المدارس بسبب جائحة كورونا.
مصداقية القياس
يقول د. حسن شحاتة، الخبير التربوى، إن تطوير الامتحانات حلقة من حلقات التطوير والهدف منه فرز الطلاب الذين يفهمون ويفكرون واستبعاد الذين يحفظون دون فهم وجاءت الامتحانات لتلخيص كل ما تم استيعابه خلال العام الدراسى وقياس مدى القدرة على التطبيق والتحليل وبناء على ذلك تم التصحيح إلكترونيًا، وانخفض الحد الأدنى لدخول الامتحانات وكانت الدرجات تعبر عن القدرات الاستيعابية لكل طالب.
وأضاف الخبير التربوى، أن هذه الطريقة والنوعية من الامتحانات للقياس تعطى مصداقية وأرقاماً حقيقية تعبر عن الطلاب، لأن فى السابق كان التفوق وهميًا لأنه يقيس الحفظ، وكان ذلك يسبب مشاكل جسيمة أثناء عملية التنسيق والدليل على ذلك أن هناك من يحصلون على الدرجات النهائية فى الثانوية العامة ومع أول عام للدراسة الجامعية يرسبون وذلك يعود لأنهم لا يفكرون بل اعتادوا الحفظ والصم دون استعياب حقيقى، لكن الثانوية العامة هذا العام قدمت طلابًا يستطيعون التفكير والاستنتاج والتحليل والتلخيص.
وأوضح شحاتة أن هناك ما يسمى بـ «جماعات الضغط الاجتماعى» وهذه ينضم إليها أصحاب مراكز الدروس الخصوصية وأصحاب مطابع الكتب الخارجية وكذلك المدرسون الذين يتربحون من الدروس الخصوصية، ويروجون لفكرة أن هذه الامتحانات ظلم وخارج مستوى الطلاب لأنها تتعارض مع مصالحهم، لأن الامتحانات لم تأت بحسب «أباطرة» الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى بعض الطلاب الذين اعتادوا على النظام القديم وتعلقوا به ولم يلتفتوا إلى التطور الكبير فى أسلوب الامتحانات وطريقة وضع الأسئلة وساروا خلف الدروس الخصوصية والكتب الخارجية أو وراء الحفظ دون استيعاب وفهم وتحليل.
جرس اعتدالى
وقال د. سيد سعد، الخبير التربوى والمتخصص فى التعليم عن بعد، إن لكل تغيير وقرار سلبيات وإيجابيات، وأن هذا القرار على الرغم من أنه يستطيع قياس وفرز الطلاب بشكل دقيق، إلا أن التغيير المفاجئ سبب صدمة وغضباً لأولياء الأمور والطلاب الذين تفاجؤوا بهذا التغيير دون تدرج، فكان لابد من مراعاة أن يكون التغيير فى طريقة الامتحانات ومستوى التنسيق تدريجيا حتى لا تحدث مثل هذه الصدمة التى شوهدت فى الامتحانات الأخيرة.
وأضاف سعد أن هناك ما يسمى بـ «الجرس الاعتدالى» فى الأساليب التربوية، وتعنى أن هناك نسبة 15% تعادل «امتياز»، ونسبة 15% تعادل «مقبول» أما نسبة 70% المتبقية فهى النسبة المتوسطة وتتراوح ما بين جيد وجيد جدًا، وأن الامتحانات حققت بالفعل خلال العام الأخير فى الثانوية العامة التغيير فى نمط التعليم بشكل عام طبق هذا المبدأ بحذافيره ولكن بقى عامل المفاجأة أحد السلبيات فى هذا التغيير.
وأوضح سعد أن الدولة لم تقف مكتوفة الأيدى أمام هذا التنسيق بل سعت لتوفير بدائل مختلفة منذ سنوات ومراعاة ظروف الطلاب بكافة الأشكال، فأولها إنشاء عمل الأهلية والتى يقل تنسيقها عن نظيرتها الحكومية، إضافة إلى العديد من فروع الكليات الفريدة من نوعها فى المحافظات المختلفة لتقليل الاغتراب، ووجود الجامعات الخاصة ومراعاة قانون تقليل الاغتراب وكل هذه تسهيلات من أجل مصلحة الطالب، مشيرًا إلى أنه يتوقع من العام القادم التقليل من نبرة الغضب لأن توقعهم للمجاميع سيكون أقل وتوقع الطلاب لطبيعة الامتحان أيضًا ستختلف، وكذلك سيحدث طفرة وتغيير بعدما أيقن الطلاب أن الدروس الخصوصية والكتب الخارجية ليست معياراً وغير مجدية من الأساس، وأن الأساس هو الفهم والاستيعاب والقدرة على التحليل والتدقيق وفهم الأسئلة والإجابة بشكل سليم.
عنصر المفاجأ
ويتفق معه د. محمد عبد الظاهر، الخبير التربوى، الذى أكد أن التغيير مطلوب خاصة بعد سنوات طويلة من الجمود، وأن كل تجربة لها نتائج قد يكون بعضها سلبيًا ولكن بالتأكيد لها إيجابيات عديدة، وأن التغيير فى نظام التعليم وأسلوب الامتحانات كان لابد من المرور به ولكن بشكل تدريجى وليس فجأة كما حدث مع الطلاب خاصة فى المرحلة الثانوية هذا العام، والذين فوجئوا بتغيير كل شىء بشكل قاطع مما أصابهم بضغط عصبى وحمل ثقيل خاصة مع الظروف التى يمر بها العالم وعدم قدرتهم على النزول إلى المدارس فترة كبيرة وبالتالى ضعف قدرتهم على التحصيل.
وأضاف الخبير التربوى أن هذا النظام أطاح بمراكز الدروس الخصوصية والكتب الخارجية وعرف الطلاب جيدًا أن التحصيل الجيد للمواد الدراسية من كتاب الوزارة والبعد عن تخمينات المدرسين الخصوصين هى الأسلوب الأمثل لتخطى هذه المرحلة، مشيرًا إلى أن بالطبع هذا التغير المفاجئ كان السبب وراء غضب بعض أولياء الأمور وكذلك الطلاب، وقد يقف أيضًا أمام هذه الموجة الغاضبة بعض المتسفيدين والمتربحين من الدروس الخصوصية سواء مالكين أو مدرسين، لكن العنصر الأساسى هو التغيير المفاجئ غير التدريجى والذى سبب صدمة كبيرة، ولكن من المتوقع أن تهدأ هذه النبرة الفترات المقبلة.

46% نسبة النمو فى عدد الفصول الجديدة

3.6 مليار جنيه تكلفة الاستثمار فى تطوير التعليم قبل الجامعى
520 مدرسة تم الانتهاء من إنشائها وإحلالها وتوسعتها
3 جامعات تكنولوجية جديدة تم إنشاؤها

986 فصلًا أعلى عدد للفصول التى تم إنشاؤها فى محافظة القاهرة
395 مليون جنيه تكلفة إنشاء الجامعات التكنولوجية

80 هو مركز مصر فى التعليم الفنى فى عام ٢٠٢١

113 هو مركز مصر فى التعليم الفنى فى عام 2017
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة