دور المعلم أساسى فى تنشئة الأجيال
دور المعلم أساسى فى تنشئة الأجيال


عالم أزهري: رسالة المعلم عبادة على منهج الأنبياء لتربية الأبناء

سنية عباس

الخميس، 07 أكتوبر 2021 - 08:40 م

أشادت الأمم المتحدة بخطط إصلاح التعليم وتحسين أوضاع المعلم التى بدأتها مصر وتستكمل مسيرتها حتى تحقق ما تصبو إليه، ومنذ أيام احتفلت مصر مع أكثر من ١٠٠ دولة باليوم العالمى للمعلمين الذى يتزامن مع بداية عام دراسى جديد يلتمس فيه الأبناء العلم وتأمل قلوب أولياء الأمور العون والتعليم الرشيد من شركاء يحملون هذه المسئولية.

وتقديراً لدور المعلم فى بناء مستقبل الأجيال الشابة والطموحة ارتفع الإسلام بمنازل المعلمين ليحفظ مكانتهم ويظفروا بالدرجات العلا فى الدنيا والآخرة قال تعالى: «شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم»، والرسول صلى الله عليه وسلم خير قدوة لنا فى منظومة التعليم يقوم مقامه المعلم لتخريج كوادر صالحة للمجتمع.. وفى رؤية للشيخ عمر البسطويسى من علماء الأزهر يوضح مكانة المعلم فى الإسلام وما عليه من واجبات وما له من حقوق لتسليط الضوء على أن المعلم هو حجر الزاوية فى التعليم والتربية.


يقول البسطويسي: عمل المعلم واجب شرعى مقدس لأنه يربى أبناء دولة إما أن تكون متقدمة أو متخلفة، ولذا على المعلم الحرص على أداء هذا الواجب بإجادة وإبلاغه بإخلاص لينال مراتب المصلحين وثواب المجاهدين ورضوان رب العالمين وذلك بمحاربة التفريط والإهمال بجعل التدريس منزها عن الشوائب قاصدا وجه الله يقول المصطفى صلى الله :( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، ورعاية طالبى العلم توجب ألا يجدوا من المعلم التلهف على المنافع الشخصية بإرهاقهم وأولياء الأمور بالإجبار على الدروس الخصوصية كما يفعل من باتت ضمائرهم فى غفلة وتنكروا لمصالح الأبناء مفضلين جمع المال، وعندما يكون ذلك سلوك بعض المعلمين فهم يعلنون أن ما عندهم من علم لن يقدم فى المدرسة وإنما لمن يسارع إلى حجز مقعد فى الدرس الخصوصى، ومن يصر على ذلك يستهين بقيمة العلم ورسالته الجليلة ويتعمد إسقاط نبلها وثوابها ويعتدى على منزلة المعلم التى كرمها الإسلام، ويستثنى من ذلك من يحتاج من الطلبة إلى جهد إضافى للاستيعاب فيستعين بدرس خاص حتى لا يكون أساس التعليم الجيد فى حصص الدروس الخصوصية فقط.


ويضيف: بدأت الرسالة المحمدية بفعل أمر وهو (اقرأ ) فكانت أول غيث الرسالة، ورفع الله سبحانه قدر أهل العلم درجات فوق درجات فى قوله عز وجل: «يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات»، فمهنة المعلم ليست وظيفة ولكنها رسالة يغرسها المعلم فى قلوب طلابه فيحصل كل من المعلم وطالب العلم عند الإخلاص على أجر العبادة والتسبيح والصدقة والقربة والجهاد.


ويتابع: لا يقتصر دور المعلم على التلقين وشرح المقررات دون الإسهام فى تقديم العون التربوى والأخلاقى لأبنائه الطلاب وإلا فإن المعلم يكون قد تخلى عن جانب مهم من صميم رسالته التى أساسها التعليم والتربية وهما أصل كل حضارة وعمران تأمله كل أمة، ومقولة: «العلم نور» لم تأت من عبث فالعلم ينيرعقول البشر ليخرجوا من ظلمات الجهل، ومنهج الأنبياء والمرسلين كما أشار القرآن الكريم نقل الرسالة وتعليم الناس من خلال منهجى التعليم والتزكية قال تعالى: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة»، وتعنى التزكية السلوك النفسى والخلقى أى التربية التى يجب على كل إنسان سواء كان معلما أو متعلما أن يتحلى بها ومهمة المعلمين الجمع بين الأسلوبين للارتقاء بالطلاب من الجهل إلى المعرفة اتباع السلوك الذى يتناسب مع تطور كل عصر ومستجداته وبذلك يوفى المعلم بالمسئولية والأمانة الكبرى التى حملها له الله عز وجل لصناعة مجتمع واع مواكب لكل جديد.


ويؤكد: ساق القرآن الكريم كيف نتعامل مع المعلم فقال تعالى: «قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا» وهذا سؤال الملاطف والمخاطب المبالغ فى حسن الأدب للمعلم وفيه من أدب الفقه للمتعلم التذلل والتواضع والاحترام للعالم وبين يديه واستئذانه فى سؤاله فهو ابن بار يرى فى إجلال أستاذه حسن الأدب وينتظر من معلمه الرفق والعطاء فالمعلم والد يؤدب بالحسنى ويهذب بالحكمة ويقسو حينما تجب القسوة لمن يريد لهم الخير قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم يبعثنى معنتا ولا متعنتا ولكن بعثنى معلما ميسرا)، ويستكمل: ويبقى إعادة الاعتبار لرسالة المعلم والمربى التى عكر صفوها أسباب منها غرس بعض الآباء فى نفوس الأبناء عدم احترام المعلم بالنقص من قدره وانتقاده دائما أمامهم فيسلك بعض الطلاب سلوكيات منحرفة تجاه المعلمين يدعمها بعض ما تقدمه وسائل الإعلام من دراما تسخر من المعلم الذى قال عنه محمد بن على الباقر من علماء الإسلام: (عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد) وذلك لتتحقق قوة المجتمع التى تكمن فى قدرة أفراده المتعلمين وعلمائه المخلصين.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة