المستشار أسامة محمد زكى رئيس محكمة الاستئناف
المستشار أسامة محمد زكى رئيس محكمة الاستئناف


أخلاق النبلاء ووفاء الكبار مع الكبار

أخبار اليوم

الجمعة، 08 أكتوبر 2021 - 08:49 م

 النبل وحفظ الجميل معنيان من بقايا زمن الأخلاق، ولكنها اليوم أصبحت يتيمة فى هذا الزمان، فقد فقدت هذه المعانى رجالها القدوة فلم يعد منهم فى دنيا الناس الآن إلا الندرة اليسيرة العزيزة.


ولكن ما حدث فى احتفال جيشنا الباسل لا ينبغى مرور وقعه على النفوس مرور الكرام، فلقد كان موقف الرئيس السيسى مع اللواء سمير فرج موقفا رائدا ربى به الرئيس أبناءنا وعلمهم الوفاء وما كان من اعترافه بأنه ذات يوم كان تحت قيادة اللواء سمير فرج وتكراره كلمة (يا فندم) له بهذه الصورة المهذبة مؤكدا أنه لم ينس رئاسته عليه فى كتيبته، وما أبداه له من صدق مشاعر ليست بمستغربة على نبل الرئيس ومروءة نفسه وأدبه العالى الغالى.


فالرجل اليوم على قمة سدة الحكم رئيسا لأكبر دولة فى الشرق الأوسط، ومع هذا لم يستنكف أن يقر للواء سمير فرج بأنه ذات يوم كان تحت قيادته وأنه تعلم منه الحكمة فى تقدير الأمور والثبات فى المواجهات.


لا أدرى من أى أصل كريم نبت هذا الرئيس القدوة ومن أى مَعين فضيل تربى على هذه الفضائل وعلى هذا النُّبل وتلك المُثل، وعلى هذا الثبات على المبدأ أمام الخلق كافة فى زمن لا يعرف إلا الغدر ونكران الجميل ونسيان الفضل.


ثم فى الجهة الأخرى لاحظ وتأمل واطرب للأدب الجم المقابل الذى كان عليه سيادة اللواء سمير فرج.. بداءةً فى مكثه طوال هذه المدة يستر أستاذيته على أكبر شخصية فى البلد فلم يذكر يوما ما كان بينه وبين الرئيس تلميحا أو تصريحا فى أية قناة فضائية أو لقاء صحفى ولم يتحايل على نشره أو فتح مجال يجر للحديث فيه أو الإشارة إليه، وإن كان نشره لا يعيب.


لقد عزف القامتان عزفا ارتجاليا غير مُعَدٍّ سلفا فخرج ماتعا رائعا،  وأعادا لنا مواقف الرجال فى عصور مكارم الأخلاق الأولى، وفى هذا الخضم يربت الرئيس وقائد كتيبته على كتف بقايا جيل الأخلاق ليقولا لنا نحن معكم فهيا نعيد اخلاقيات ديننا ونورثها أبناءنا من خلال مواقف الرجولة وأفعال الكبار وقديما قالوا: حال رجل فى ألف رجل أعمق من قول ألف رجل لرجل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة