الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف


خلال حواره الأول لإذاعة الفاتيكان..

الإمام الأكبر: رسالة الأديان لا تأتي بثمارها إلا بالمصلحين والمخلصين 

إيمان عبد الرحمن

السبت، 09 أكتوبر 2021 - 11:48 ص

«أدركت منذ طفولتي بحكم تعليمي الأزهر ونشأتي في الأقصر أن الدين يمتزج بالعلم والحضارة، نشأت مؤمنًا بأهمية الدين القصوى في إنشاء الحضارات والتقدم المادي والروحي وحراسة هذه المكتسبات الحضارية في مسيرتها للطريق الصحيح فتصبح وبالاً على الإنسان والحيوان والشجر والحجر».

جاءت هذه الكلمات خلال إجابة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن سؤال حول تواصله وتعاونه مع بابا الفاتيكان لإقرار السلام والأخوة الإنسانية بين البشر، حيث قال: «إزداد الوعي لدى بأهمية الدين عمقًا في نفسي مع تقدم دراستي في العلوم الإسلامية وتخصصي في مجال العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين في الأزهر، وأدركت أن رسالة الدين إلى الإنسان لا يمكن أن تثمر ثمارها المرجوة في هداية البشر، إلا إذا حملها مؤمنون مخلصون متصالحون فيما بينهم، هذه الرسالة منوطة برجال الدين أولاً، ولابد أن يكون من بين هذه الصفوة السلام والتوافق والتعاون على أداء هذه الرسالة لأنه لو كان بينهم هو الشقاق والنزاع في المقام الثاني، فلن يستطيعوا أن يوصلوا رسالة السلام إلى الناس، انطلاقاً من حكمة «فاقد الشيء لا يعطيه».

وأضاف: «من هنا فكرت أن يتواصل الأزهر مع رجال الأديان وعلمائها ليتصالحوا فيما بينهم أولاً، ثم بعد ذلك ينزلوا إلى العالم ويبلغوا رسالة السلام التي حملتها إليهم الأديان، خاصة أن الأديان الإلهية التي ظهرت على مر التاريخ مصدرها هو الله تعالى، ولدينا نصوص في القرآن الكريم صريحة في أن ما أوحاه الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم، هو نفس ما أوحاه إلى إبراهيم وموسى وعيسى وأن المصدر واحد، وأنها جميعاً تشترك في كل ما ينفع الإنسانية من قيم وتعاليم ووصايا، لا يختلف فيها دين عن دين، كل هذا دفعني إلى أن أرحل واصطف إلى جوار أخوتي وزملائي من رجال الأديان ورموزها، لنكتشف هذا المشترك، وننزل به إلى الناس والبشرية، لعله يساعد في تخفيف آلام الإنسان في العصر الحديث».

وأشار الإمام الأكبر خلال لقاءه بإذاعة الفاتيكان على هامش قمة الأديان بالعاصمة الإيطالية روما أن الإسهام الذي يعتبره الأهم للرسالة العامة للبابا فرانسيس أن هذه الرسالة بالغة الأهمية في هذا الوقت سواء للمسلمين وغير المسلمين، لأنها جاءت في وحي هذه اللقاءات، والبابا نفسه أشار في مقدمة رسالته التي تصب في اتجاه الحوار والتعايش بين بني الإنسان، وتعد نداء لتطبيق مبادئ الأديان لصنع أخوة حقيقية لا مكان فيها للتفرقة بين الأديان والأعراق والأجناس، وإلغاء كل التعصبات، لأن الرسالة تقول كلنا أخوة، والقرآن الكريم يقول للمسلمين أن لكم إخوة في البشرية، ونحن لدينا حكمة تقول «إن الإنسان أخ لي في الإنسانية»، وهذا ما ركزت عليه رسالة البابا بعنوان «كلنا أخوة».

اقرأ أيضا| في حواره الأول لإذاعة الفاتيكان.. شيخ الأزهر يكشف أسرار صداقته بالبابا فرنسيس

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة