يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكى المهزوز باراك أوباما وقد قابلت خططها فى منطقتنا وبالتحديد فى مصر وسوريا الفشل الذريع وتلقت أمام الدنيا الهزيمة تلو الأخرى، فقدت كل قدرة على سلامة التفكير، حتى إن مواقفها وتصريحات مسئوليها المعلنة صارت تشهد عليها ولها بالاضطراب والخلل والعجز عن إخفاء نواياها الشريرة السيئة.
إثر فشل مباحثات الأزمة السورية التى جرت فى جنيف ما بين النظام السورى وأطياف من المعارضة الأسبوع الماضى، والذى رجحته كل المقدمات التى سبقت انعقادها، خرج علينا وعلى الدنيا وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بتصريحات حمل فيها الدولة السورية وروسيا المتحالفة معها فى الحرب على الإرهاب، والحرب من أجل الوطن السورى الآمن المستقر الموحد، المسئولية عن فشل المباحثات التى كانت تجرى عبر طرف ثالث برعاية أممية!!
ببساطة قال كيرى إن الحملة العسكرية التى بدأها الجيش العربى السورى بغطاء من سلاح الجو الروسى فى نطاق محافظة حلب والقرى المحيطة بها والواقعة تحت سيطرة ما وصفها بالمعارضة المسلحة، يعنى أن سوريا وروسيا تسعيان إلى حل عسكرى لا حل سياسيا للأزمة السورية، وأن هذا مؤداه فشل المباحثات..
هكذا وبكلام لا يصدر إلا عمن كان يعبر عن إدارة مخلولة مخبولة، خرج كيرى ليقول بأن الولايات المتحدة تريد من الدولة السورية، أن توقف عملياتها العسكرية الرامية إلى تحرير الشعب والتراب الوطنى من قبضة الجماعات المسلحة وردهم إلى سلطة الدولة وسيادتها الوطنية، ويبقى مواطنوها تحت الأسر وأراضيها خاضعة لعصابات مسلحة متعددة الجنسيات تديرها دول غربية وإقليمية وعربية، حتى لا تعلنها أمريكا دولة يحكمها نظام يحب الحرب والدمار لا يرغب فى السلام..
والحق أن تصريحات كيرى.. - لا - محل لقبولها بين العقلاء، وواضح أن الانتصارات المتتالية التى حققها ويحققها جيشنا العربى السورى، فى مناطق الشمال وعلى امتداد خارطة الوطن، افقدت الأمريكان ومريديهم حسن الإدراك وغيبت توازنهم العقلى، سيما وقد رأوا كيف أن شياطين الإنس الذين غرسوهم على الأرض السورية وصوروهم كوحوش لا قبل لبشر بهم، راحوا يفرون فى ملابس النساء طلباً للنجاة من انتقام جنود الجيش الراغب فى الثأر لوطنه وشعبه..
لم تعبأ القيادتان السورية والروسية بتخاريف الأمريكان، فمن عساه يترك حرباً ليس له فيها سوى الانتصار، ويلتفت إلى عدو يريد منه أن يمهله فرصة لإعادة لملمة نفسه ودعم أعوانه على الأرض..
سعيد متفائل بالانتصارات المتلاحقة المتتالية لجيشنا العربى السورى، سعيد بقدرة إقليمنا الشمالى على إدارة هذه الحرب الوطنية المصيرية فى ميادين الحرب والسياسة، وسعيد أكثر بصمود الشعب السورى البطل، الذى راح أبناء مناطقه المحررة وبالآلاف للتطوع فى الجيش تحت لواء العلم الوطنى.. وسعيد مبتهج بانفضاح واهتزاز الإدارة الأمريكية وحلفائها تركاً وأعراباً..