السبت، 09 أكتوبر 2021 - 06:46 م

جوائز نوبل هذا العام تبدو محاولة لتصحيح الأوضاع وتحسين صورة الجائزة بعدما لحق بها فى السنوات الماضية.
كانت نوبل قد لحقتها موجة من الفضائح المالية والجنسية فى لجان التحكيم أدت لتأجيل جائزة نوبل للآداب قبل ثلاثة أعوام.. بالإضافة للاختيارات المثيرة للشبهات خاصة فيما يتعلق بجائزة نوبل للسلام التى ذهبت قبل سنوات قليلة إلى آبى أحمد رئيس حكومة اثيوبيا، لتكون بعد ذلك ستارا للمذابح التى يقودها داخل بلاده ولتهديداته لأمن دول الجوار، ولترتفع بعد ذلك المطالب الدولية بإحالة حامل نوبل للسلام للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على جرائمه ضد الإنسانية!!
هذا العام.. ذهبت نوبل للآداب إلى الروائى الكبير عبدالرزاق جرنة الذى ولد وتعلم فى زنجبار قبل أن يهاجر الى بريطانيا حيث كرس جهده الإبداعى على شرق إفريقيا وآثار الاستعمار وقضايا اللاجئين. كان جرنة يعمل بدأب وبدون بحث عن الأضواء حتى جاءته نوبل ليكون سادس إفريقى يفوز بها.
ثم كانت المفاجأة الأكبر مع منح نوبل للسلام مشاركة للصحفى الروسى ديمترى مواراتوف والصحفية الفلبينية ماريا ريسا تقديرا لــ كفاحها الشجاع من أجل حرية التعبير كما جاء فى حيثيات منح الجائزة.
وبعيدا عن الجدل السياسى الذى سيثور حتما حول الجائزة خاصة فيما يتعلق بالصحفى الروسى المستقل.. فإن المهم هنا هو تسليط الأضواء على دور الصحافة، والتأكيد على حرية التعبير كقيمة أساسية فى حياة المجتمع. هذا هو المعنى الذى نرجو ألا تفسده محاولات استغلال الجائزة فى صراعات السياسة الدولية.
بعيدا عن الجدل الذى سيتصاعد بالتأكيد حول الجائزة ذهبت نوبل للآداب للابداع الإفريقى الإنسانى، وذهبت نوبل للسلام للصحافة وحرية التعبير نرجو أن يبقى هذا المعنى حاضرا ومؤثرا رغم ألاعيب السياسة وصراعاتها!