بين الوقت والآخر يطل علي الساحة إنسان.. أيا كان مفكرا أو أديبا أو فيلسوفا.. ليدلي برأيه في قضية ما وغالبا ما تكون حول الشريعة الاسلامية.. والتشكيك في السنة والنصوص القرآنية الصريحة والصحيحة.. ففي العقود الأخيرة ظهر د.فرج فودة ود.نصر حامد أبوزيد ودارت معارك فكرية بين آرائهم مع الازهر الشريف.. انتهت بمقتل د. فرج فودة علي أيدي متطرفين ومحاولة التفريق بين د. نصر حامد أبوزيد وزوجته.. وهروبه خارج البلاد.. حتي وصلنا الي الباحث إسلام البحيري الذي حاول التشكيك في الأحاديث النبوية الصحيحة مما أدي الي اختصام الازهر له وتقديمه للمحاكمة وحكم عليه بالسجن بتهمة ازدراء الاسلام وأيضا الدكتور سيد القمني.. وجاء الدور علي الشاعرة فاطمة ناعوت التي كتبت علي صفحتها منذ فترة الآتي: بعد برهة تساق ملايين الكائنات البرية لأهوال مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها وهو يبتسم، مذبحة سنوية تتكرر بسبب كابوس أحد الصالحين بشأن ولده الصالح، وبرغم أن الكابوس قد مر بسلام علي الرجل الصالح وولده، إلا أن كائنات لا حول لها ولا قوة تدفع كل عام أرواحها وتنحر أعناقها وتزهق دماؤها دون جريرة ولا ذنب ثمنا لهذا الكابوس المقدس.. هذا ما كتبته الشاعرة فاطمة ناعوت عن الأضحية في عيد الأضحي وعن سيدنا إبراهيم ابوالانبياء وهي تستهزئ برؤيا سيدنا إبراهيم وتشبهها بالكابوس وفي هذا استهانة بالنصوص القرآنية.. ولكن ماذا عن اليهود الذين يذبحون الحيوانات مثل المسلمين او بعض الدول التي تصعقها بالكهرباء من اجل الحصول علي لحومها.. لماذا لم تذكر هذا في تغريدتها.. ولماذا تركز علي الاسلام فقط وتظهره بأنه دين دموي لا يستعمل الرحمة مع الحيوانات.. مع أنها خلقت لكي يأكلها الانسان ويستفيد من جلودها وأوبارها «وبالمناسبة هل هي نباتية أم تأكل اللحوم» وحتي هذه الاقاويل غير المسئولة لم يتدخل الازهر من قريب أو بعيد حتي لايقال أنه ضد حرية التعبير ولكن قام أحد المحامين برفع قضية علي الشاعرة أمام القضاء بتهمة ازدراء الاسلام.. وحكمت المحكمة عليها بالسجن ثلاث سنوات.. وهنا قامت الدنيا ولم تقعد وأصبحت «ناعوت» ضيفة علي كل الفضائيات تفرد لها المساحة والوقت لتبرير أقوالها وأنها لم تخطئ لأن هذا يقع تحت بند حرية الرأي والتعبير ومع أن هذا الحكم هو درجة اولي وهناك درجات أخري للاستئناف.. إلا أنها واصلت انفعالاتها ومعها برامج التوك شو لتظهر بأنها بريئة من التهم الموجهة إليها وأنها تحاول فقط تجديد الخطاب الديني وأن هذا رأيها ولا يستطيع أحد أن يحجر عليه، ومن هنا وتحت حرية التعبير عن حق أي إنسان أن يبدي رأيه في أمورحساسة حتي لو خالفت الشريعة.. أي من حق أي إنسان أن يقول رأيه في الآخر بدون قواعد أو قيم أو حتي رقابة ذاتية.. وكل من يريد الشهرة أو تسليط الاضواء عليه فليحلل أو يشرح صحيح الدين من وجهة نظره تحت حجة التجديد في الخطاب الديني.. ولعل أغرب الآراء التي صدرت من أحدهم... لماذا يكون الحج في شهر ذي الحجة فقط ولماذا لا يكون في شهور أخري حتي يمكن تجنب الزحام.. ولماذا الطواف والسعي ٧ أشواط وأشياء كثيرة محددة وصريحة بنص الآيات القرآنية أو السنة.. إذن لكي تكون أديبا أو مفكرا أو شاعرا.. ما عليك إلا أن تشرح الإسلام من وجهة نظرك حتي لو خالفت الشرع!!
< الختام: في برنامج «نفسنة» علي فضائية القاهرة والناس هل ملابس هايدي كرم وانتصار تتناسب مع أخلاقياتنا؟ أم أنها محاولة للتشبه بالبرامج اللبنانية التي يكون العري أساسا في المذيعات مع أننا في عز البرد والكل بردان جدا إلا أنهما يشعران دائما بأن الدنيا حر جدا!!