محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

أكتوبر .. وحتى لا ننسى

محمد البهنساوي

الإثنين، 11 أكتوبر 2021 - 06:52 م

نعيش هذه الأيام ذكرى واحد من أهم انتصاراتنا العسكرية، نصر أكتوبر المجيد، النصر الذى لم يكن أبداً صدفة أو فقط بوازع من الوطنية والإيمان بالله والوطن العظيم، لكن أيضا جاء بالتخطيط العلمى السليم والفكر العسكرى الراقى والإخلاص والإرادة لتحقيق نصر مستحق ومحو آثار هزيمة عابرة، النصر الذى أعاد اكتشاف الشخصية المصرية بكامل عناصرها وأعاد معها كتابة تاريخ مصر ووضع أساس متين لمستقبلها كله ليس العسكرى ولا السياسى فقط .
وكل عام تخرج أصوات ولو خافتة تتساءل إلى متى سنظل نحتفل بذكرى النصر وأن نكتفى بما فات من سنوات الاحتفال، تلك أصوات تجهل معنى ومغزى الاحتفال، فنحن لا نحتفل من قبيل الاحتفال والفرحة بالنصر فقط وإن كان هذا حقاً لأبطال جيشنا العظيم وشعبنا الصابر، لكن الاحتفال له هدف أسمى وهو أن نبنى على ما تم فى أكتوبر من إعجاز لإعادة صياغة الشخصية المصرية وتأهيلها لما يستحقه وطننا، ولا أجد أهم من نصر أكتوبر أساساً متيناً نبنى عليه لسنوات وعقود وربما قرون .
أكتوبر ياسادة يجسد معانى سامية وخالدة، يجسد قوة جيش لم تتحطم على جدران 67 لكنها حولت معاول النكسة أدوات لبناء أقوى، إرادة لم تنل من عزيمتها النكسة، جينات بطولة وفخر ووطنية يصعب أن تتراجع أمام لحظة غدر وضعف أو تداعيات حسابات خاطئة، فهم نفس الرجال الذين أوجعتهم النكسة عادوا بهذه الجينات وبقوة دفع جبارة مكنتهم من النصر الذى لاحت بوادره بعد أيام قليلة من النكسة واستمرت سنوات حتى تحقق النصر، لنتأكد ونثق أن لدينا جيشاً قوياً قادراً على حماية مقدرات الوطن والذود عن ترابه، أكتوبر أهم لحظة فى التاريخ المصرى تجسد التلاحم بين الشعب والجيش بصبر وثقة وتكاتف نابع من توحد وطنى فريد، أكتوبر تجسيد للإرادة المصرية أنها قادرة على تحقيق المعجزات بشرط الإخلاص والعمل الجاد المنظم المخطط، أكتوبر تجسيد لشعب يموت جوعاً ولا يتعرى جزء من جسد الوطن أو يدنس أرضه عدو، أكتوبر هو مصر بكل ما نحلم به ونتمناه لوطننا وجيشنا وشعبنا لذا لابد أن تظل ما نسميها روح أكتوبر حية منتعشة يقظة على مر العصور، وهذا سر الاحتفال بنصر أكتوبر .
بالطبع هناك أجيال عديدة بمصر حالياً لم تعاصر النصر وما سبقه وتلاه من تحديات جسيمة خاضها المصريون خلف جيشهم،هذه الأجيال يريد المغرضون من الداخل والخارج أن يباعدوا بينها وبين روح أكتوبر ودروسه،غرض شرير تخدمه دعوات التوقف عن الاحتفال بذكرى النصر، وإذا أدركنا كل المعانى السابقة فعندها يجب أن يكون احتفالنا بأكتوبر مختلفاً حتى نعيد بعث روحها العظيمة جيلاً بعد جيل،وأن يكون احتفالاً قومياً تعليميا وتربوياً بروح أكتوبر على حق .
نبدأ من الآن الاستعداد للاحتفال بالشكل والأسلوب الجديد العام القادم، أن نوفر معايشة حقيقية فى كل شبر على أرض مصر لما تم فى أكتوبر، لا يقتصر احتفالنا على يوم السادس من أكتوبر إنما نعايش ما تم قبلها بأسابيع ثم أيام الحرب الخالد يوما بيوم بتجسيد واقعى لما تم فى كل يوم من تلك الأيام الخالدة، نماذج ومقلدات للجبهة فى تلك الأيام، نحتاج لـ «بانوراما أكتوبر» أن تتحرك من القاهرة إلى كل المحافظات، فعاليات بالمساجد والكنائس والمدارس والجامعات والنوادى، مسابقات متعددة خاصة للأطفال والشباب عن الحرب وما تم فيها وتداعياتها لزرع روح أكتوبر من الصغر، زيارات لبقايا المعارك النقط الحصينة لشبابنا من مختلف المحافظات، أعمال فنية لا تتوقف سنوياً تتناول كل تفصيلة من التفاصيل العظيمة للنصر وما أكثرها .
أكتوبر يا سادة تستحق أن تكون أسلوب حياة لأنها وبحق الحياة نفسها لمصر والمصريين فلولا أكتوبر ما كنا ما نحن فيه الآن .


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة