مساء خير
مساء خير


فرفش كده | مساء الخير

الأخبار

الخميس، 14 أكتوبر 2021 - 05:47 م

احمد شعبان 

إزى الحال؟.. الحمد لله فى زحام من النعم. لا..

شكلك زعلان، مالك يا بائس؟..

لا أنا مش بائس بس عاجز..

عن ايه؟.. عن شكر ربنا فى كرمه ليا لأن فى كل مرة بفقد فيها الأمل، ألاقى خيره مغرقنى وده لأن رحمته وسعت كل شئ.


بس أنا متعود عليك بتضحك «متعودة دايما»، إيه اللى حصل يا عبدالفضيل؟..

مين عبدالفضيل؟ مجنون باين. طيب ما تعمل حاجة بتحبها عشان تطلع من اللى أنت فيه ده يا بائس «يا فاشل يا فاشل».


الحقيقة ده كان حوار بينى وبين نفسى من كام سنة وقررت بعدها أنزل أعمل حاجة بحبها فعلا هى إنى اتمشى لأنى من عشاق القاهرة بالليل رغم أنه وقتها مكنتش بقيت أحد سكانها الدائمين.


اتمشيت وركبت أتوبيسات ومينى باصات تشيلنى وتحطنى والمترو وكل ده وأن بتفرج على شوارع القاهرة بلا هدف حوالى ساعة ونص.

ساعة ونص؟ «أهوه بتسلى ومورييش حاجة والفاضى يركب التروماى».


تعبت من اللف ودخلت قهوة فى وسط البلد وطلبت «أزوزة».

اشمعنا أزوزة؟. أنا حر، الدستور يكفلى ذلك وكذلك بالقانون.
 وأنا قاعد جه حد وقال «مساء الخير يا حبيبي» وقعد.

كان حد أعرفه بس علاقتنا مكنتش وطيدة. صدفة سعيدة الحقيقة.

بعد السؤال عن الأحوال فاجأنى وقالي: مالك؟.

الله هو أنا باين عليا كده؟!.

قولتله الحمد لله فى زحام من النعم.

لكنه أصر فى سؤاله مش عارف ليه؟..

قولتله والله بقالى فترة بدور على شغل ومفيش حاجة مناسبة.

وبرضه معرفش ليه قولتله كده؟.


سكت، وطلع سيجارة وولعها ومسك تليفونه وقالى اكتب الرقم ده واتصل بيهم محتاجين ناس وربنا يوفقك.

استأذن بعدها وأنهى حوارنا بـ «ليلتك سعيدة» ومشي. معرفش ليه أنا رحت القهوة دى وليه هو شافنى وجه يفكرنى بنفسه ويلح فى سؤاله عن حالي. أصر يعني؟ لأ ألح. 


المهم تانى يوم على العصر كده اتصلت على الرقم وجانى أول رد بـ»مساء الخير يا أستاذ»، عرفته بنفسى وقولتله أنى بدور على شغل لو ليا فرصة.

الحقيقة أنه اللى كلمنى قالى تقدر تستلم الشغل من بكره واللى كان مناسب ليا جدا.

والغريب أنه مسألش عن «السى فى» بتاعى  بعدما شرحلى طبيعة الشغل اللى مصدقتش إزاى ربنا دبره ليا بالطريقة دى «الحمدلله».


الحقيقة إنه تفكيرى اتغير منذ ذلك المساء لأنه كان «مساء خير» وفضل ونعمة من ربنا ومن وقتها أى حاجة تتأخر عليا بعد ما أطلبها من ربنا بعرف أنه ده خير واتعودت اتفاءل ومبطلش أحلم. وعشان كده «مساء الخير» بسبب ومن غير سبب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة