انتهت الجلسة الاجرائية واتمني ان ننساها بما لها وعليها وعلي الاعضاء ان يعرفوا انهم في اختبار حقيقي امام الوطن والشعب إما النجاح أو الفشل

كنت أتمني الا يضطر المحامي الكبير ضياء الدين ابوشقة الذي ترأس الجلسة الاجرائية لمجلس الشعب أول أمس ان يطلب من الأعضاء اغلاق التليفونات المحمولة حتي لا يخل ذلك بالنظام ولكنه فعلها ومعه كل الحق فالصورة التي شاهدها الملايين عبر شاشات التليفزيون ونقلتها كل وكالات الانباء وسجلتها كاميرات الفضائيات كانت سيئة انشغل اكثر الاعضاء ولن أقول كلهم بالحديث عبر الهواتف المحمولة في الوقت الذي كان عليهم ان ينصتوا لزملائهم اثناء حلفهم اليمين لان ذلك من أهم الاجراءات لصحة العضوية واكتمال «الصحة» للمجلس.
أرجو ان تكون الصورة قد توقفت عند هذا الحد فأغلب اعضاء المجلس الموقر يضعون اقدامهم داخله لأول مرة وقد تكون المسألة مستغربة أو في حاجة إلي «شوية» رسم بتعريف الاهل والاحباب ان الحديث او المكالمة تتم من داخل قاعة النواب وتنقلها الشاشات وهو ما سنتجاوزه من اجل فرحتنا اولاً ببدء الدورة البرلمانية بعد اتمام الانتخابات وثانيا باعتبارها الجلسة الاولي والخاصة بحلف اليمين.
أمام مجلس الشعب مهام كبري علي اعضائه ان ينأوا بأنفسهم من اي صغائر او منظرة لان مصر في حاجة الي العمل الجاد الذي يستهدف الخروج من عنق الزجاجة لتحقيق طموحات ومطالب الناس وقبل ذلك كله استهداف مصلحة مصر الام التي تعاني الكثير بعد سنوات خمسة وثورة ندعو الله ان تحقق هدفها بعودة الاستقرار والامن والامان لكل جزء علي ارض تلك البلد التي حفظها الله وذكرها في كتابه الكريم .
لا أتمني أن أري صورة النائب الذي عهدناه في فترات كثيرة في مجالس سابقة يجلس وكأنه في دنيا اخري ولا مانع عنده من أخذ «تعسيلة» حتي تنتهي الجلسة ليكون تواجده مجرد اثبات الحضور. هناك من دخل المجلس في دورات سابقة ولم يسمع صوته او شارك في اي مناقشة او تقدم بطلب احاطة أو شارك في استجواب وتركه غير مأسوف عليه. صورة بالية يجب ان تكون قد تخلصنا منها وسط تلك الكوكبة التي رأيناها أول أمس رغم سلبية التحدث في المحمول، كوكبة فيها كل اطياف المجتمع.
وارجو الا أري عضو المجلس الذي يجعل من عضويته فرصة للتربح أو استغلال النفوذ باسم اهالي دائرته وللحقيقة فقد أكدت الانتخابات التي جرت بشفافية ونزاهة كاملة كان الصوت فيها للشعب الذي كان حراً في اختياراته واصبح مسئولا عنها انه تخلص من امثال هؤلاء بعد ان انكشف وجههم المفضوح فتواروا الي غير رجعة ولا أسف.
نرجو أن نجد نوابا جاءوا بأفكارهم من أجل مصر كلها بمفهوم قومي وليس بمفهوم ضيق لا ينصب الا علي تقديم الخدمات او تسهيل اجراءات لشخص او شخصين بما يستنزف ضياع الوقت والمجهود وفيما لا يفيد وبما يخرجه من دوره المنوط به في التشريع والرقابة.
لا أريد ان نري امثال من رأيناهم يدعون الزعامة عبر الفضائيات فلا الوقت ولا الحال الذي تمر به بلادنا ونعاني منه جميعاً يسمح بالشجار والنقار علي الفاضي والمليان تحت القبة وعلي الجميع ان يكونوا يدا واحدة في اجل الخدمة العامة وليس غيرها.
اتركوا مصالحكم الشخصية علي باب المجلس وليكن اجتماعكم علي هدف ومبدأ واحد هو مصر.