المدارس تتعافى من كورونا
المدارس تتعافى من كورونا


المدارس تتعافى من كورونا.. وتسقط فى «الكثافات»

آخر ساعة

السبت، 16 أكتوبر 2021 - 10:41 ص

أحمد جمال 

مثلما أثر فيروس كورونا سلبا على الجهاز المناعي للعديد من الأشخاص الذين أصابهم خلال العام الماضي، فإنة أثر بالقدر ذاته على العملية التعليمية التي تعرضت لمشكلات عديدة نتيجة عدم انتظام الدراسة خلال العامين الماضيين، وتحاول المدارس جاهدة للتعافى من الأعراض الجانبية التى سببها الفيروس وأدت إلى انقطاع الطلاب عنها بفعل تحولها خلال العام الماضى إلى مقر لتدريس الأنشطة وليس المناهج العلمية كما هو معتاد.

استقبلت 60 ألف مدرسة حكومية وخاصة أكثر من 23 مليون طالب وطالبة مع بدء العام الدراسى الجديد، وبالرغم من أن وزارة التربية والتعليم قررت أن تكون الدراسة حضورية منتظمة هذا العام لكن ذلك لم يمنع من وجود هواجس لدى أولياء الأمور والطلاب من توقف الدراسة مجدداً فى حال الوصول لذروة الموجة الرابعة لفيروس كورونا أو أى موجات أخرى قد تؤدى إلى تغيير الخريطة الدراسية.

وتراجع الحديث عن المنصات الإلكترونية التى لم تحقق المرجو منها خلال العامين الماضيين، واختارت الوزارة الاعتماد بشكل كامل على المدرسة سواء من خلال الفصول الدراسية أو فصول التقوية، وهو ما يبشر بإمكانية إعادة علاقة التواصل المباشرة بين المعلمين والطلاب والتى تشكل أساس العملية الدراسية، تحديداً وأن الانقطاع لفترات طويلة عن التواجد فى المدرسة جعل هناك جزءًا مفقوداً يرتبط بالدور التربوى الذى تلعبه المدرسة للتأثير فى طلاب المرحلة الابتدائية على وجه التحديد.

ورصدت اآخرساعةب من خلال هذا التحقيق جملة من الظواهر التى كانت بارزة مع انطلاق العام الدراسى الجديد، وعلى رأسها عدم المدارس على الالتزام بتعليمات الوزارة بتقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين للتقليل من الكثافات، إضافة إلى عدم انتهاء بعض المدارس من الصيانات الدورية التى كان من المقرر لها أن فى إجازة نهاية العام وتسبب تأخر امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة قبل أيام قليلة من العام الدراسى فى تأخير تسليم بعضها، ونهاية بوجود ثغرات عديدة فى الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها المدارس للتعقيم الفصول وحماية الطلاب.

فى البداية أكدت سهير ممدوح، معلمة لغة عربية بإحدى المدارس الحكومية بمحافظة الجيزة، أن مديرى المدارس كثفوا جهودهم خلال الأسابيع الماضية للانتهاء من كافة الصيانات التى بدأت متأخرة هذا العام قبل بداية العام الدراسي، تحديداً وأنها شملت هذا العام استغلال كافة الفراغات الموجودة داخل المدارس لتقليل الكثافات داخل الفصول بحسب تعليمات الوزارة وهو ما كانت نتيجته تحويل بعض غرف الأنشطة لتكون فصولا دراسية وتقليل عدد المقاعد الدراسية داخل كل فصل.

وأضافت أن المديرين واجهوا مشكلات تتعلق بعدم توفر الميزانيات الكافية لشراء أدوات التعقيم وأن المدارس الموجودة فى المدن استطاعت أن تعوض العجز من خلال التبرعات بخلاف الموجودة فى مناطق نائية أو قرى صغيرة وليس لديها موارد دخل تجعلها قادرة على تعقيم الفصول بشكل مستمر، مشيرة إلى أن هذه العملية جرت فى بعض المدارس من خلال بعض الجهود الذاتية للمعلمين أنفسهم.

وذهبت نائب رئيس لجنة التعليم والبحث العلمى بالمجلس الوطنى للشباب، هبة بلال، للتأكيد على أن مدارس محافظة البحر الأحمر والتى تتواجد فيها قامت بعمل الصيانة الدورية والتأكد من تشغيل الخزانات التى تضخ من خلالها المياه للطلاب قبل بداية العام الدراسي، مشيرة إلى التزام الإدارات التعليمية والمدارس بتوفير مواد التعقيم واتباع الإجراءات الاحترازية التى أكدت عليها الوزارة.

وأوضحت أن الكثافات بالمحافظة لا تتجاوز 60 طالبا فى الفصل الواحد وتصل فى التجريبيات إلى 55 وهى نسب متوسطة مقارنة بالكثافات المرتفعة فى بعض المحافظات الأخرى، وهو ما منح قدرة لمديرى المدارس لتنظيم التباعد بين الطلاب، لكنها شددت فى الوقت ذاته على انتظار التعليمات الواضحة من جانب المديرية لتوزيع الطلاب داخل الفصول لتحقيق التباعد بين الطلاب.

وقال حسين إبراهيم، معلم أول بإحدى مدارس التعليم الفنى بالجيزة، إن الأزمة الحقيقية التى تواجه العام الدراسى الجديد تتمثل فى زيادة الكثافات إلى مستويات غير مسبوقة من قبل، وهو ما سيكون له تأثير سلبى على مدى استفادة الطلاب من المدرسة فى حال جرى تقسيم اليوم الدراسى إلى فترتين، ولن يتمكن المعلمون من شرح المناهج الدراسية بشكل سليم.

وأشار إلى أن إيجاد مقعد لكل طالب سيكون مستحيلاً، تحديداً وأن كل فصل لا يسع سوى لـ 20 مقعدا، وفى حال استغلال الفراغات الموجودة فى المدرسة فإنه لن يكون كافيًا لتنفيذ التعليمات، كما أن هناك أزمة أخرى تعانيها المدارس الفنية ترتبط بالحصص العملية فى الورش والتى قد تشهد وجود 60 طالبا فى الورشة الواحدة ما سيؤدى لكثافة سيكون من الصعب التعامل معها.

وأوضح أن تركيب كاميرات مراقبة داخل مدرسة ساهم فى الحد من عمليات السرقة التى كانت تتعرض لها المدارس طيلة السنوات الماضية، كما أن التبرعات التى تحصل عليها المدارس من أولياء الأمور جعلت هناك وفرة فى المقاعد لكن الأزمة تبقى فى توفير الفصول، مع أهمية سد عجز المعلمين الذين وصل إلى 300 ألف معلم بحسب ما أعلن عنه وزير التربية والتعليم فى وقت سابق.

وأوضحت هند شاهين، أدمن جروب امنارة مصر التعليميةب على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، أن أولياء الأمور لديهم رغبة فى انتظام العام الدراسى هذا العام غير أن الكثافات المرتفعة تجعل هناك ضرورة لتقسيم الأيام الدراسية كما الحال خلال السنوات الماضية، على أن تكون المدرسة مخصصة لتعليم المناهج التعليمية وليس النشاط.

وأضافت أن أولياء الأمور واجهوا مشكلات من نوع آخر نتيجة مغالاة المدارس الخاصة فى الأدوات الدراسية أو ما يُطلق عليه االسبلايزب، إلى جانب ارتفاع أسعار مسلتزمات المدارس بوجه عام، فى ظل عدم التأكد من انتظام العملية التعليمية من عدمه.

 وتحاول وزارة التربية والتعليم جاهدة أن تحافظ على انتظام العملية الدراسية، ودشنت الوزارة غرف عمليات على مستوى الإدارات والمديريات وديوان الوزارة، لمتابعة الوضع الصحى داخل المدارس واستقرار العام الدراسى الجديد، إضافة إلى تلقى شكاوى المدارس والطلاب وأولياء الأمور، مشيرة إلى أن غرفة عمليات الوزارة تعمل على مدار الـا24 ساعةب يوميا، وأنه يتم التعامل مع أى شكوى تصل إلى غرفة العمليات المركزية بديوان الوزارة على الفور.

وشددت الوزارة على تعقيم الفصول قبل دخول الطلاب المدارس إضافة إلى تنظيف دورات المياه وأماكن تواجد الطلاب بالمدارس، لافتة إلى أنه تم منح تعليمات للمدارس بأن تكون الفسحة بشكل تناوبى بين الطلاب حتى لا يحدث أى تكدس أو زحام بين التلاميذ.

وأوضحت الوزارة على تطبيق قواعد الحضور والغياب على الطلاب والمعلمين، لافتة إلى أن أى تغيب من قبل الطلاب يتم التواصل مع الأسرة لمعرفة أسباب التغيب عن المدرسة وكتابة تقارير عن أسباب عدم الحضور، كما شددت الوزارة على عدم استخدام أو تدريس أى مناهج خاصة لطلاب الصفوف الأولى من رياض الأطفال حتى الرابع الابتدائى غير المحددة من قبل الوزارة.

فيما وجهت الوزارة المدارس بضرورة تخصيص الحصة الأولى بالمدارس للحديث عن انتصارات أكتوبر 1973  وفضل الشهادة ودور القوات المسلحة. 

ومن جانبه أكد الدكتور رضا حجازي، نائب وزير التربية والتعليم، أنه لا نية لتقليل أيام الحضور بالمدارس، وأن الحضور يومى وإلزامى مع الحفاظ على اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، وإذا حدث اختلاط إيجابى لحالة إصابة مؤكدة فيتم عزل الطالب بالمنزل ومتابعة حالته بشرط إحضار ما يفيد بمخالطته لحالة إصابة مؤكدة.

وأشار إلى وضع حلول مرنة ومتفاوتة لتقليل الكثافة بالمدارس والفصول لتحقيق سبل التباعد الاجتماعى بين الطلاب، مع استغلال الفراغات الموجودة بالمدرسة أو تقسيم حضور الطلاب إلى فترتين بعد موافقة مدير المديرية ووفقًا لظروف كل محافظة.

وشدد على عدم دخول العاملين بالمدارس إلا بعد تلقى اللقاح أو يتم أخذ مسحة له مرتين أسبوعيًا حتى يتلقى اللقاح حرصًا من الدولة على صحة أبنائها، مع تشكيل لجنة على مستوى المديرية والإدارة والمدرسة بالتنسيق مع إدارات التربية البيئية والسكانية؛ لنشر الوعى بالإجراءات الاحترازية الواردة فى خطة وزارة الصحة، إضافة إلى التنسيق مع مديرية الصحة لاتخاذ التدابير والإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.

 وطالبت الوزارة بأن يقوم مسئول الأمن أو مشرف البوابة بعمل مسح حرارى لكل طالب أثناء دخولهم للمدرسة مع الحفاظ على التباعد بين كل طالب وآخر منعا للتزاحم أثناء الدخول وأثناء الفسحة وأثناء الخروج نهاية اليوم، مضيفة أن أى طالب تتعدى درجة حرارته 38 يمنع من دخول الفصل ويعزل فى غرفة العزل ويتم استدعاء ولى أمره والزائرة الصحية وطبيب المدرسة لعمل فحص سريع.

وتابعت الوزارة أنه فى حالة الاشتباه فى إصابة الطالب بكورونا يتم عزل الطالب منزليا لمدة أسبوعين على الأقل وإبلاغ الإدارة التعليمية والإدارة الصحية بذلك لمتابعة حالة الطالب والمخالطين له، مع تقسيم الأنشطة الرياضية أثناء اليوم الدراسى إلى مجموعات ذات أعداد قليلة، ويفضل عدم ممارسة أنشطة رياضية شديدة التلامس لحين إشعار آخر.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة